عيد تحرير سيناء، جهود إقامة التنمية العمرانية لأهالي أرض الفيروز ومدن القناة    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه (فيديو)    اليوم، الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة مازيمبي    تجديد حبس شاب قتل والده في الخليفة    تفاصيل الحالة المرورية صباح اليوم الخميس 25 أبريل    القاهرة الإخبارية: بعض المدارس انضمت لاحتجاجات الجامعات بأمريكا ضد عدوان إسرائيل على غزة    إعلام فلسطيني: شهيد في غارة لجيش الاحتلال غرب رفح الفلسطينية    مستشار سابق بالخارجية الأمريكية: هناك موافقة أمريكية على دخول القوات الإسرائيلية لرفح    «الجمهورية»: الرئيس السيسي عبر بسيناء عبورا جديدا    اعرف أسعار الذهب اليوم 25 أبريل وتوقعات السعر الأيام المقبلة    «الأهرام»: سيناء تستعد لتصبح واحدة من أكبر قلاع التنمية في مصر    ضرب نار في أسعار الفراخ والبيض اليوم 25 أبريل.. شوف بكام    وول ستريت جورنال: من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية؟    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباراة مانشستر سيتي وبرايتون اليوم    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    اضبط ساعتك.. موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر 2024| وطريقة تغيير الوقت    الشرطة الأمريكية تعتقل عددًا من الطلاب المؤيدين لفلسطين بجامعة كاليفورنيا.. فيديو    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    «الاستثمار» تبحث مع 20 شركة صينية إنشاء «مدينة نسيجية»    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    مدحت العدل يكشف نصيحة جماهير ريال المدريد بإسبانيا للإعلامي إبراهيم عيسى ونجله    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    عالقين ومصابين.. محافظ شمال سيناء: إعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة حصار السلطان العثمانى المزيف.. الجيش التركى يفشل فى الإطاحة بالحكومة.. أردوغان يدعو أعضاء حزبه للنزول إلى الشوارع وإسقاط طائرات الجيش.. تركيا على شفا حرب أهلية
نشر في اليوم السابع يوم 16 - 07 - 2016

عندما تحرك الجيش التركى حامى القيم الديموقراطية والعلمانية التى أسسها كمال أتاتورك بانى تركيا الحديثة، للحفاظ على هذه القيم بعد 36 عاما من آخر تدخل له فى الأمور الياسية ، كان السبب الرئيسى لتحركه أخطاء وخطايا رجب طيب أردوغان لدرجة إعلانه تحطيم النظام البرلمانى الديموقراطى وفرض النظام الرئاسى من خلال تعديل الدستور ، بما يعنى فرض الحقبة الأردوغانية بما تتضمنه من عنف واستبداد وعصف بحقوق الإنسان وحرية الرأى والتعبير.
ورغم فشل تحرك الجيش التركى فى استكمال سيطرته على مؤسسات الدولة وإعلان حكومة يلدريم عودة الأمور إلى طبيعتها ، فإن الأرض اهتزت بشدة تحت قدمى أردوغان وتعرضت شرعيته فى البقاء فى الحكم أصلا لشرخ كبير، ناهيك عن تراجع شبح الانقلاب الدستورى الذى كان بصدده لتنصيب نفسه رئيسا بسلطات مطلقة ، فقد شهدت المؤسسات التركية حصارا بالدبابات قبل أن تشهد مدينة اسطنبول تفجيرات عنيفة وسط قصف طائرات مقاتلة مقار المخابرات والقنوات الإعلامية الموالية لأردوغان ، وهو ما ينذر باشتعال حرب أهلية مع انتشار أنصار حزب العدالة والتنمية فى الشوارع ومع اشتباكات قطاعات من الجيش التركى ومقتل عدد من أفراد الشرطة.
وحتى نفهم التحرك الأخير للقيادات الشابة فى الجيش التركى ، لابد وأن نستعرض السياسات الفاشلة والمغامرات التى اندفع إليها أردوغان داخليا وخارجيا، وكانت نتيجتها وبالا عليه وعلى الحزب الحاكم وعلى وضع تركيا فى أوربا والعالم اقتصاديا وسياسيا، فأردوغان الذى ترك رئاسة الحكومة فى أغسطس من 2014 لوزير خارجيته السابق أحمد داوود أوغلو، ليتولى رئاسة الدولة، قبل أن يطيح به منذ شهور ويأتى بتابعه وظله بن على يلدريم ، ظل ممسكا بكل خيوط اللعبة السياسية فى تركيا، رغم أأن منصب الرئيس هو برتوكولى شرفى ولا يتيح له التدخل و والهيمنة على سلطات رئيس الحكومة أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد.
هذا النزوع نحو تجاوز الدستور والهيمنة على مقاليد كل السلطات فى البلاد كان فيما يبدو بداية النهاية للنجاح السريع الذى تحقق مع تولى حزب العدالة والتنمية الحكم فى عام 2002 بدعم أمريكى واضح، لتبدأ مرحلة الصعود الاقتصادى للدولة التركية الحديثة الطامحة فى عضوية الاتحاد الأوروبى ولعب دورا مؤثرا فى منطقة الشرق الأوسط.
وخلال السنوات الأولى من رئاسته للوزراء، حقق أردوغان بالفعل نجاحات اقتصادية مهمة لتركيا بدفع أمريكى واضح أراد أن يقدم تجربة نجاح لحزب إسلامى يمكن تعميمها فيما بعد فى منطقة الشرق الأوسط، إلا أن السنوات الخمسة الأخيرة لأردوغان فى رئاسة الوزراء، شهدت أخطاء وخطايا كبرى أدت إلى دخول أردوغان وحزبه فى نفق مظلم من الصراعات الداخلية والخارجية بصورة تنذر بانتهاء حقبة العدالة والتنمية و بخسائر كبيرة على المستويين الاقتصادى والسياسى..
الفساد هو العنوان العريض لأولى الفضائح التى جر أردوغان حزب العدالة والتنمية الحاكم إليها، لتتراجع شعبيته بصورة ملحوظة وسط تنامى تيارات المعارضة الحزبية والشعبية خصوصا فى أوساط الشباب، فخلال الأعوام الثلاثة الماضية كشفت التحقيقات عن قضيتى فساد كبيرتين، تتعلقان برشاوى واستغلال نفوذ بمليارات الدولارات بين وزراء آخر حكومات أردوغان، وزكمت الأنوف تفاصيل حصول عدد من الوزراء على أموال طائلة لتسهيل حصول رجال أعمال على تراخيص لإقامة مشروعات تجارية وسياحية ضخمة وكذلك سيطرة عائلة أردوغان نفسه على بعض مشروعات إنشائية وأخرى فى مجالى السياحة والنقل تقدر بمائة مليار دولار، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى الإطاحة بوزراء الاقتصاد والداخلية والبيئة مع تسوية التحقيقات معهم حتى لا يتعرضوا لمساءلة تودى للزج بهم فى السجون، بعد أن هددوا علنا فى وسائل الإعلام بأنهم سيكشفون كل شىء فى حال توجيه اتهامات جنائية لهم، وأنهم لم يقوموا بأى إجراء مما تم الاعتراض عليه وإدانته إلا بمعرفة أردوغان نفسه، الأمر الذى دفع الحكومة إلى الدخول فى صراع مع جهاز الشرطة والسلطة القضائية وإنهاء القضية باستقالة الوزراء الثلاثة.
القضية الثانية، والمعروفة بقضية بلال أردوغان، والتى كشفت تحريات الشرطة التركية عن تورط بلال أردوغان بصفقات غير شرعية بمليارات الدولارات مع عدد من أبناء الوزراء فى حكومة أبيه بتسهيلات رسمية، وبالفعل صدر قرار من قاضى التحقيق بالقضية بضبط 30 متهما على ذمة القضية من بينهم بلال أردوغان إلا أن ضغوط والده أدت إلى قرار حكومة بتنحية قاضى التحقيق معمر أكاش الذى خرج ليعلن لوسائل الإعلام أن ملفات القضية تم سحبها منه لأسباب واهية تتعلق بعدم إخباره رؤساءه بسير التحقيقات، فى الوقت الذى هرب فيه بلال أردوغان من تركيا إلى جورجيا مستغلا وجود اتفاقية بين البلدين تتيح حرية التنقل والسفر بينهما بدون تأشيرات أو جوازات سفر. وفى الوقت نفسه لم تلتزم المعارضة الصمت إزاء فضائح أردوغان وحكومته وابنه، ونشرت على نطاق واسع تسجيلا صوتيا بين أردوغان وابنه ينبهه فيه إلى التصرف فى مبالغ مالية ضخمة موجودة بمنزل العائلة لأن الأمن فى الطريق إليه، وهو التسجيل الصوتى الذى طعن أردوغان فى صحته ووصفه ب المؤامرة الوضيعة لإحراجه سياسيا، قبل أن يخرج المدعى العام السابق الذى تم إيقافه أيضا ليعلن أن التسجيلات بين أردوغان وابنه بلال حول نقل الأموال من منزل العائلة سليمة وليس بها أى شبهة تزييف، مشيرا فى حوار شهير لصحيفة "جمهوريت" أن تصريحات أردوغان حول الموضوع ما هى إلا تبريرات سياسية ودفاع مكشوف عن النفس.
انعكست فضائح الفساد لآخر حكومات أردوغان على الوضع الاقتصادى لتركيا، وأظهر تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر فى ديسمبر الماضى أن قضايا الفساد والرشوة التى انتشرت فى تركيا تسببت فى رفع ترتيبها على مؤشر المخاطر الاقتصادية وذكرت وكالة أنباء "جيهان" التركية أن قضايا الفساد الأخيرة تهدد الاستثمارات الأجنبية فى الاقتصاد التركى وأن معدل المخاطر التى تهدد الاستثمارات الأجنبية داخل الاقتصاد التركى ارتفع خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2104 ب37 نقطة ليصل إلى 209 نقاط، بعد أن كان 172 نقطة خلال عام 2013، لتتراجع تركيا فى التصنيف الدولى للشفافية 11 مركزا، لتحتل المرتبة 64 عالميا ضمن 175 دولة، وذلك بحصولها على 45 نقطة فى المؤشر بعد عدد من الدول الأفريقية. وحتى يستمر أردوغان فى الحكم ويواجه الاحتجاجات المتصاعدة تجاهه سواء من المعارضة السياسية أو من أوساط الشباب فى الجامعات، كان لابد له أن يسير على ثلاثة مسارات متوازية وبسرعة، أولها قمع المعارضين وكل من شارك فى كشف قضايا الفساد وإظهارهم بمظهر الخونة والمتآمرين، سواء من داخل جهاز الشرطة أو السلطة القضائية أو من أوساط المعارضة، وكذا إطلاق أكبر عملية خداع للشعب التركى من خلال احتواء وسائل الإعلام المعارضة وتصوير القضية فى وسائل الإعلام التابعة على أنها قضية سياسية ومؤامرة تستهدف الانقلاب على حكومة الحزب المنتخب، أما المسار الثالث، فهو الإسراع بإجراء الانتخابات الرئاسية وحسمها خاصة وأن حظوظ المنافسين أكمل إحسان أوغلو وصلاح الدين دميرطاش لم تكن كبيرة، وبالفعل تم لأردوغان ما أراد ففاز فى الانتخابات الرئاسية وهيمن على سلطات رئاسة الوزراء وأصبح يهدفه التالى النظام السياسى فى البلاد ليتيح سلطات أكبر وأوسع لرئيس الدولة، وفى المقابل واصل سياسته القمعية العنيفة تجاه المتظاهرين المعارضين له فى ميدان تقسيم أو فى كوبانى "عين العرب"، ورجال المؤسسات القضائية الرافضين تنفيذ أوامره، وكذلك الإعلاميين المعارضين وأصبح سجل القضايا التى رفعها أردوغان على الصحفيين هى الأكبر فى تاريخ الرئاسة التركية.
تقارير المؤسسات الحقوقية الدولية ومنها تقرير "فريدوم هاوس" المؤسسة الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان والحريات فى العالم ، كشف التراجع الكبير للحريات فى تركيا خلال السنوات الأخيرة، وصنفت فريدوم هاوس تركيا ضمن الدول الحرة جزئيا وذلك فى تقريرها الأخير المسمى "الحرية فى العالم 2015"، مشيرة أن أردوغان مسئول بشكل مباشر عن ابتعاد تركيا عن المبادئ الديمقراطية وأنه يقود حملة ضد التعددية الديمقراطية فى البلاد.
ولفت التقرير إلى أن أردوغان طالب رؤساء وسائل الإعلام بصورة علنية بوضع رقابة على النشر أو طرد الصحفيين المعارضين للحكومة، كما هدد عددا آخر من الصحفيين والكتاب وأصدر تعليمات بإدخال تعديلات متطرفة على المناهج الدراسية، وأنه لم يحترم قرارات المحكمة الدستورية، ونفذ سلسلة من المداهمات والاعتقالات استهدفت إعلاميين وصحفيين معارضين لسياساته، حتى أصبحت وسائل الإعلام المعارضة له توصف بأنها "العدو السياسى".
أما بالنسبة لمؤسسة القضاء فقد أجرى أردوغان مجموعة من التعديلات الدستورية والقوانين التى تكفل له السيطرة على أجنحة السلطة القضائية وبدأها بالتعديل الدستورى الذى يسمح بزيادة أعضاء المحكمة العليا من 7 أعضاء فقط إلى اثنين وعشرين عضوا، ورغم اعتراض كبار القضاة على الخطوة إلا أن أردوغان مضى فيها إلى النهاية بما يسمح بتغلغل حزبه داخل المحكمة العليا التى تضم ضمن أعضائها حسب تعديله وزير العدل ونائبه، أما التعديل الثانى والمهم فى إطار هيمنة أردوغان وحزبه على القضاء، فكان إقرار البرلمان مشروع قانون يهدف إلى تعزيز قبضة الحكومة على تعيين القضاة، ويضع قرارات المجلس الأعلى للقضاء والمدعى العام ومعاونوه تحت إشراف السلطة التنفيذية ممثلة فى وزير العدل، مما يسلب القضاء أى استقلالية فعلية، ويجعل من الأحكام القضائية وقرارات قضاة التحقيق حبرا على ورق ما لم يوافق عليها وزير العدل التابع لأردوغان. اهذه القرارات الديكتاتورية المتعسفة التى ترسخ هيمنة السلطة التنفيذية الحاكمة وتجمع كل أطراف القوى فى قبضة أردوغان هى ما منعت محاكمة الوزراء الفاسدين فى حكومته ومنعت محاكمة بلال أردوغان فى قضايا الفساد المتورط فيها وحالت دون تحريك دعوى لمحاكمة أردوغان نفسه أمام المحكمة الدستورية العليا، الأمر الذى هز صورة تركيا فى العالم ووضعها فى مصاف الدول البعيدة عن الديمقراطية وكذلك أبعدها عن حلمها الدائم بالحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى. .
ومن ناحية أخرى لم يعد خافيا التحالف الشيطانى بين نظام أردوغان وتنظيم داعش المتطرف و أن تركيا هى بوابة المقاتلين الأجانب والمرتزقة الراغبين فى الانضمام إلى تنظيم داعش فى العراق أو سوريا، فقد تحولت المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا والعراق إلى ما يشبه معسكرات الإعداد والتدريب لأعضاء تنظيم داعش فى البلدين العربيين الذين يشهدان حروبا أهلية وشبح تقسيم إلى عدة دويلات، كما لم يعد خافيا أن تركيا أردوغان من أبرز الأطراف التى تولت الإشراف على ما يسمى بثورات المسلحين فى الربيع العربى عن طريق الإمداد بالمال والسلاح الخفيف الذى يضمن اشعال الحروب الأهلية بين فصائل المجتمعات العربية تمهيدا لتقويض الدول المستهدفة وإعادة بنائها على أسس جديدة وبتكلفة كبيرة جدا على أن يكون لتركيا حصة فيها مثلما سار الحال فى ليبيا بعد القذافى.
وأشارت عديد من التقارير أن تنظيم داعش بدأ فى تدريب عناصره الأساسية فى تركيا وتحديدا فى ثلاثة مواقع تضم معسكرات التدريب والتجنيد، الموقع الأول فى مدينة «كرمان» التى تقع وسط الأناضول قرب إسطنبول، والثانى فى مدينة «أوزمانيا» الاستراتيجية قرب القاعدة العسكرية التركية - الأمريكية المشتركة فى عدنان، بينما يقع الثالث فى مدينة «سان ليلورفا أورفا» فى جنوب غرب تركيا.
كما أشارت التقارير إلى أن ظهور تنظيم داعش لأول مرة فى الموصل واجتياحه المنشآت الحكومية كان بعلم تركيا أردوغان، حيث أفادت تقارير ورسائل من القنصل التركى فى الموصل والخارجية التركية بقرب اجتياح داعش وسط مخاوف بالهجوم على المصالح التركية فكان الرد من الخارجية التركية ب"أن داعش صديق لنا" وهذه الصداقة هى ما تفسر لماذا تحجم أنقرة حتى الآن عن وقف ممرات الإمداد بالمقاتلين والسلاح من أراضيها لداعش ، وتفسر كذلك إحجام أنقرة عن المشاركة بفعالية فى الهجوم على معسكرات وقواعد داعش فى العراق ضمن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، أو هجومها المسلح على الأكراد فى بلدة كوبانى عندما تظاهروا ضد داعش وضد الدعم التركى للتنظيم، الأمر الذى أوقع أكثر من 18 قتيلا برصاص الشرطة التركية.
ويراهن أردوغان على استعادة حلم العثمانيين باستعادة السيطرة على الولايات العربية فى الدولة العثمانية الغابرة، العراق والشام والحجاز، ويراهن كذلك على حصد المكاسب الاقتصادية على دماء وأشلاء ضحايا الإرهاب والحروب الأهلية فى البلاد العربية، لكن السحر انقلب على الساحر وبدأت الثورات الوطنية تحتوى الانقلابات المخابراتية وتمنع أى مكاسب سياسية أو اقتصادية لمقاولى الدم من عينة أردوغان وما حدث فى ليبيا من وقف التعامل مع جميع الشركات التركية هو بداية الخسارة الاقتصادية لأردوغان ، وكذلك الخلاف الجذرى مع أوربا حول قضية اللاجئين ووصم تركيا بأنها دولة معادية لحقوق الأنسان ، وبالتالى استبعاد انضمامها للاتحاد الأوربى ، لكن أبرز خطايا أردوغان تمثلت فى سعيه لتغييير الأساس الدستورى الذى تقوم عليه مؤسسات الدولة وتنصيب نفسه سلطانا مستبدا جديدا الأمر الذى يعنى تقويض المجتمع التركى ودخول أنقرة فى نفق مظلم من القمع والفوضى.
موضوعات متعلقة..
إلغاء رحلة مصر للطيران المتجهة إلى تركيا بعد سيطرة الجيش على السلطة
رئيس الوزراء التركى: سنتخذ كافة الإجراءات حتى لو أسفرت عن سقوط قتلى
أردوغان يحرض المواطنين على النزول للشوارع ضد الجيش التركى.. ويظهر على سكاى بي
شاهد.. لحظة تحليق المقاتلات التركية فى محاولة سيطرة الجيش على البلاد
الجيش التركى يطرد أنصار العدالة والتنمية من مقر الحزب فى اسطنبول
اخبار تركيا ..الجيش التركى:حكومة أردوغان أضرت بالنظام الديمقراطى والعلمانى
اخبار تركيا..أمريكا وفرنسا تنصحان رعاياهما فى تركيا بالبقاء فى منازلهم
وكيل لجنة الخارجية بالبرلمان: شروط تركيا لإعادة العلاقات مع مصر مرفوضة
مصطفى بكرى معلقاً على انقلاب تركيا : إلى الجحيم يا أردوغان
مصادر: استدعاء كامل عناصر الجيش التركى.. وقصف مبنى الاستخبارات
الليرة التركية تهبط أكثر من 5% أمام الدولار بعد أنباء عن محاولة انقلاب
اعتقال عدد من الرهائن فى مقر قيادة الجيش.. وcnn: أردوغان فى مكان آمن
وزير الخارجية الروسى: يجب تجنب المواجهات الدامية فى تركيا
الطيران الروسى يعيد الطائرات المتجه لتركيا
جون كيرى: أتمنى السلام والاستقرار لتركيا
قطاعات شعبية تطالب الجيش التركى بتسليم أعضاء الإخوان المحكوم عليهم فى مصر
حظر فيس بوك وتويتر ويوتيوب فى تركيا بعد سيطرة الجيش على السلطة
عاجل.. الجيش التركى يعلن الأحكام العرفية وإغلاق المطارات وإعداد دستور جديد
ليلة سوداء على أردوغان.. الجيش التركى يعلن السيطرة على مقاليد الحكم.. ويعتقل رئيس الأركان.. ويقصف مبنى الاستخبارات.. ويؤكد: تولينا السلطة حفاظاً على الديمقرطية.. وCNN: الرئيس التركى فى مكان آمن
بعد تولى الجيش التركى الحكم.. ما مصير رجيب طيب أردوغان؟.. مصطفى بكرى:سيلحق بمرسى وارتكب اخطاء عديدة.. وكيل العلاقات الخارجية بالبرلمان: سيتم محاكمته على قمعه.. طارق الخولى:سيحاكم لارتكابه قضايا الفساد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.