أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراً، حلول مصر فى المركز الثالث من حيث عدد الإصابات البشرية بأنفلونزا الطيور، وقالت المنظمة الدولية إن مصر دخلت مرحلة الخطر التى يتحول خلالها المرض إلى وباء. اليوم السابع حاورت الدكتورعمرو قنديل مدير البرنامج القومى لمكافحة العدوى بوزارة الصحة للوقوف على وضع أنفلونزا الطيور فى مصر، وما استعدادات الوزارة لمواجهة الكارثة عند وقوعها. هل وباء الأنفلونزا على الأبواب؟ فيروس أنفلونزا الطيور أحد الفيروسات المتسببة فى مرض الأنفلونزا وهو يصيب الطيور، لكن من الممكن أن يصيب الإنسان، ويمر الفيروس فى تطوره بست مراحل حددتها منظمة الصحة العالمية، حتى يصبح بشرياً، أى ينتقل من إنسان لآخر، وهذه الخطورة لأنه بذلك يتحول إلى وباء. وأين تقف مصر الآن؟ يمر الفيروس حالياً بالمرحلة الثالثة على مستوى العالم وليس فقط فى مصر فهناك 380 حالة على مستوى العالم، انتقل فيها الفيروس من الطيور للإنسان، والأخطر هو المرحلة الرابعة التى يتحول فيها المرض إلى وباء ينتقل من إنسان لآخر. وهل هذه المرحلة تقترب من الحدوث فى مصر؟ أنفلونزا الطيور مرض أصاب الطيور فى أكثر من 60 دولة على مستوى العالم، وهناك 14 دولة حدثت بها إصابات بشرية نتيجة للتعامل مع الطيور، وحتى الدول التى لم يظهر بها المرض إلى الآن تعانى من تخوف الوباء، لأنه إذا حدث وتحور الفيروس لينتقل من إنسان لآخر فى أى مكان فى العالم، لن تكون هناك دوله بعيدة عن الوباء البشرى، ولذلك فحالة الخوف تسود العالم كله وليس مصر وحدها. ولكن منظمة الصحة العالمية صنفت مصر من الدول الأكثر عرضة للوباء؟ يقول الكثيرون إن الوباء يقترب. ولكن ليست لدينا القدرة على تحديد الموعد أو أماكن حدوثها، ولا أحد يعرف متى تحدث المرحلة الرابعة فقد تحدث بعد أسبوع أو شهر وقد تظل سنوات. أسأل عن تقديرك للوضع فى مصر وليس فى العالم كله؟ لا أحد يمكنه الجزم بما إذا كان الوباء سيضرب مصر أم دولة أخرى أولاً. حالة عدم التأكد هذه يرى البعض أنها مصحوبة باسترخاء فى رد فعل المسئولين؟ هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً. فمصر على أتم الاستعداد لأى طارئ، وقد أخذنا الاحتياطات اللازمة لهذا الأمر. من الذى تعنيه بنحن؟ وزارة الصحة وما هى هذه الاحتياطات؟ هناك تدريبات للفريق الصحى فى جميع المستشفيات على كيفية التعامل مع المشتبه فى إصابتهم بالفيروس، كما أقمنا معملين فى المنيا والإسكندرية بجانب المعامل المركزية لفحص النتائج، ونعد مخزوناً استراتيجياً من الأدوية اللازمة و"الماسكات" الواقية. كم تقدر الخسائر البشرية فى مصر منذ ظهور المرض؟ لدينا فى مصر 50 حالة إصابة بشرية منها 22 حالة توفيت و28 حالة شفيت تماماً. هناك اتهامات موجهة لوزارة الصحة بالتأخر فى تشخيص الحالات مما أدى لوفاة 22 حالة؟ هذا كلام غير صحيح، نحن لدينا مراكز ترصد المرض وهناك 5887 حالة اشتباه فى أنفلونزا الطيور منها ال50 حالة فقط هى المؤكدة، وهذا دليل على أننا لا نترك الفرصة لأية حالة أن تخرج من تحت سيطرتنا، ونحن لدينا نسبة وفيات 44% فقط من المصابين، أى أن حالات الشفاء أكثر، وهذا دليل على أن هذه الحالات تم اكتشافها والتعامل معها مبكراً. ما تقديرك للخسائر فى حالة انتشار الوباء؟ جميع المؤشرات تؤكد أن الأعداد ستكون كبيرة جداً ففى عام 1919 وعام 1957 حدثت الجائحة، وراح ضحيتها الملايين على مستوى العالم. وكم تستغرق مدة الوباء فى حال حدوثه؟ الوباء له موجات يظهر خلالها ويختفى وتستغرق الموجة حوالى من 3 إلى 4 شهور، وقد تنتهى وتحدث موجة أخرى بعدها خلال فترة غير معروفة. لماذا انتشر المرض فى أرجاء مصر بهذه السرعة، رغم أن هناك دولاً كثيرة استطاعت القضاء عليه؟ أنا أتحدث عن الإصابات البشرية وفى هذا الصدد أؤكد أنه ليس هناك دولة حدثت فيها إصابات بشرية، وتخلصت بعدها من المرض. موقف الوزارة من المرض غير ثابت.. لماذا؟ مجهودات وزارة الصحة مستمرة منذ بداية المرض وعلى نفس المستوى. وبم تفسر أن حملات التخلص من الطيور على سطوح المنازل، وغيرها من الإجراءات قد توقفت؟ الوزارة تقوم بدورها الإعلامى فى الرد على أية استفسارات للصحافة، وهناك برنامج خاص للرائدات الريفيات البالغ عددهن 13 ألف رائدة ريفية على مستوى 27 محافظة، ودورهن يتمثل فى زيارة البيوت فى القرى حيث تربى الطيور بالمنازل بنسبه 95% وذلك لرفع الوعى بكيفية التعامل مع الطيور ووقايتهن من الإصابة بالمرض، لكن وسائل الإعلام المختلفة قد تغير خططها من وقت لآخر، وبالتالى قد نجد أن هناك اهتماماً فى وقت ما وفجأة يقل وهذا خطأ لذلك نحن نطالب باستمرار الحملات الإعلامية طوال الوقت، وليس على مراحل متقطعة. مازالت الطيور الحية تباع فى الأسواق، كما أن النساء فى القرى تربى الطيور على أسطح المنازل؟ هذه ليست مسئولية وزاره الصحة، وإنما مسئولية وزارة الزراعة والمحليات. ألا يوجد تنسيق بين الوزارات المختلفة على اعتبار أن القضية تمس الأمن القومى للبلد؟ يوجد تنسيق ولكننى مخول فقط بالحديث حول ما تقوم به الوزارة التى أنا مسئول فيها. أسألك بحكم منصبك؟ وزارة البيئة مثلاً قامت بدراسات بشأن خطورة حظائر الخنازير المسئولة عن تحور الفيروس وتحوله إلى وباء. وماذا تم بعد هذه الدراسات؟ وزارة البيئة تحاول نقلها خارج الكتل السكنية ومتى سيتم ذلك، خصوصاً وأنت تقول إن الوباء قد يكون على الأبواب؟ اسألوا وزارة البيئة. وما وظيفة اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الطيور؟ هى لجنة تم تكوينها من الوزارات المعنية بمواجهة المرض كوزارات الصحة والبيئة والزراعة والتنمية المحلية، وتقوم بدراسة الوضع الحالى ووضع التوصيات وإجراءات مواجهة المرض ثم تقوم بمراجعة ما تم منها بكل محافظة وهى تجتمع بصفه شهرية تقريباً. ولماذا لا يتم الإعلان عن نتائج أعمال اللجنة؟ اللجنة تتصرف بشفافية تامة، وكل المعلومات متاحة لوسائل الإعلام. بعض التقارير أشارت إلى أن مصر احتلت المرتبة الخامسة بعد أذربيجان وكامبوديا والصين وجيبوتى بعدد حالات ذات الإصابة الإيجابية بالمرض، ما تعليقك؟ أولاً أنا ضد هذه التقسيمات "إحنا مش فى دورى عشان ناخد مراكز" وهذا التصنيف مبنى على عدد الوفيات، وهناك دول لا تعلن عن عدد الحالات المصابة لديها وبالتالى فهذا التقسيم نسبى. وهل عدد الحالات المعلنة فى مصر يعبر عن الواقع؟ قلت لك إننا نعمل بشفافية تامة ونبلغ عن كل الحالات، فالإخفاء ليس فى مصلحة أحد. بمناسبة الشفافية، أين تذهب المنح التى تتلقاها مصر من منظمات دولية بغرض مكافحة المرض؟ أولاً مصر ليست الدولة الوحيدة التى تتلقى هذه المنح، لأن كل الهيئات المانحة سواء الاتحاد الأوروبى أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، عندما تجد مشكلة ما فى أية دولة وتؤثر على العالم كله تحاول مساعدتها لحلها. وما قيمة المنح التى تلقتها مصر؟ ليس لدى أرقام مؤكدة إلا أننى أؤكد أن 95% من إنفاق الحكومة على مواجهة المرض من ميزانية الدولة وليس من المنح الخارجية. أعلنت منظمة الصحة العالمية أن شركات الأدوية بإمكانها إنتاج مصل للفيروس المتسبب فى الوباء، فهل لديك معلومات عما تم فى هذا الشأن؟ لو حدث الوباء لن يكون هناك دولة على مستوى العالم بحوزتها مصل مضاد للفيروس، لأن هذا المصل غير معروف حتى الآن، لكن بعد الفحص والتحليل ومعرفة نوعية الفيروس، ستبدأ شركات الأدوية فى تصنيع اللقاح، وهذا الأمر قد يستغرق من 4 إلى 6 شهور. أى أن شركات الأدوية ستبدأ فى إنتاج اللقاح بعد حدوث الوباء فعلاً؟ لا أعلم، وأتكلم من واقع ما لدى من معلومات. وفى حال إنتاج هذا المصل، كيف سيكون الوضع فى مصر خصوصاً فى ظل احتكار شركات الأدوية، وارتفاع أسعارها؟ لو حدث الوباء سيكون الإنتاج من الطعم على مستوى العالم قليلاً، مقارنة بأى وقت آخر نظراً لظروف الوباء وأى إنتاج ستصل له شركات الأدوية لن يكون بالقدر الذى يكفى سكان العالم كله، ولا أحد يعلم كيف سيتم توزيعه، ولكن فى تقديرى الشخصى أن أية دولة ستنتج اللقاح، تكون الأولوية لمواطنيها. وكيف سيكون الوضع فى مصر؟ هذا اللقاح لن يكون هو الأساس فى عملية السيطرة على الوباء لأن تصنيعه يستغرق من 4 إلى 6 أشهر، وخلال هذه الفترة كل العالم سيتعامل مع الوباء بالطرق الوقائية مثل التباعد الاجتماعى وارتداء "الماسكات" الواقية والتنبيه على النظافة الشخصية، ومن المؤكد أن الطعم الذى سيتم تصنيعه قد لا يلحق أول موجة من المرض لأن الموجة تستغرق من 3 إلى 4 شهور أى زمن أقل من الزمن المستغرق لتصنيع الطعم، لذلك فإن الإجراءات الوقائية التى تعمل على تقليل العدوى، وبالتالى العبء الاقتصادى والاجتماعى ستكون أهم كثيراً من اللقاح. هل هناك سيناريوهات محددة للمواجهة فى حالة حدوث الوباء؟ فى حالة تحول مرض أنفلونزا الطيور إلى وباء أو انتقاله من البشر إلى البشر سيتم تنفيذ الإجراءات المنصوص عليها فى اللوائح الصحية الدولية الموضوعة فى عام 1969 والتى تمت مراجعتها وتعديلها عام 2005. وما الذى تنص عليه هذه اللوائح؟ لا زالت تحت الدراسة ولم يستقروا بعد على الإجراءات التى سيتم اتخاذها. هل ستواجه الدول التى يظهر بها الوباء لحصار دولى مثلاً؟ هذا أمر غير أكيد، ولكن لو حدث الوباء فى مصر فسوف ننفذ الإجراءات المتفق عليها مثلنا مثل غيرنا من الدول، ولا يوجد شىء سيفرض على مصر وحدها. الدكتور عبد الرحمن خالد رئيس قطاع الأزمات والكوارث فى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أشار إلى إجراءات معينة ستتخذ فى مصر مثل إغلاق المدارس أو منع المواصلات المزدحمة، فهل هناك اتفاق على إجراءات محددة داخلياً؟ كل وزارة لديها سيناريو خاص لمواجهة الأزمة، فوزارة التربية والتعليم لديها خطة خاصة بها وإذا ثبت أن هناك مشكلة صحية ووباء ينتشر من شخص إلى شخص، فمن الطبيعى أن يتم إغلاق المدارس، وكل هذا يتم تحديده حسب تقدير الخطورة. هل أنت مطمئن لاستعدادات مصر لمواجهة الوباء؟ بالطبع فلدينا خطة على المستوى القومى لمواجهة الوباء إذا حدث وهناك دور لكل وزارة والتى تقوم بعمل خطة منفصلة تنفيذية على المستوى المركزى والمحافظات. الخطة القومية كما فهمت منك مرتبطة بانتشار الوباء، فماذا عن الوضع الحالى؟ بالنسبة لوزارة الصحة لدينا خطتان إحداهما لمواجهة الوضع الحالى وهى زيادة مراكز رصد المرض للوصول للحالات المصابة بسرعة، ونستعد كما ذكرت للوباء بتدريب الفريق الطبى وتجهيز المستشفيات وتكوين مخزون استراتيجى من عقار "التاميفلو" والأدوية المناسبة الأخرى.