بداية ألفت النظر إلى نقطتين : الأولى أن ما يقال عن نقص إيراد نهر النيل لم يحدث بعد فإلقاء المسؤولية على نقص المياه نوع من التهرب من المسؤولية وأطالب السيد رئيس الوزراء بإنشاء جهاز معلومات لإيراد النهر والمنصرف منه يراقب ما يحدث من إنشاءات على مجرى النهر في دول المنبع وتأثيرها على إيراد النهر حتى يمكن التعامل بطريقة علمية مع هذه المشكلة . فما أقيم حتى الآن من سدود لا يتعدى سد لتوليد الكهرباء فى أوغندا وسد آخر فى السودان وهو سيأخذ من حصة السودان من إيراد النهر وهى 18 مليار متر مكعب كان السودان يتنازل عنه طواعية لمصر لعدم وجود خطط استصلاح أراضى، أما فى المستقبل فإن الإيراد سيتناقض حتما بعد تنفيذ خطط إقامة السدود فى دول المنبع لتلبية احتياجات زراعة ملايين الأفدنة التى استأجرتها السعودية والصين وغيرها من البلاد التى أرادت أن تؤمن نفسها من المحاصيل الاستراتيجية ولا تضع نفسها تحت رحمة التقلبات التى لا يعرف متى وأين تحدث أما الأمر الثانى فهو الخلل الذى حدث فى المنظومة الزراعية حيث خرج الفلاح المصرى من هذه المنظومة تماما بعد آن أصبحت تكاليف الزراعة تفوق العائد منها. أما الحل فى نظرى فهو إعادة تشكيل منظومة الزراعة بالعودة بالبيت الريفى إلى سابق عهدة مكتفيا ذاتيا ويبيع الفائض من أنتاجه هذا الفائض الذى كانت مصر تصدر منه إنتاجها الزراعى . ولمن يريد أن يتأكد علية العودة إلى إحصائيات الأربعينات فسيجد أن مصر كانت من أوائل الدول المصدرة للحاصلات الزراعية وذلك من فائض إنتاج بيوت الفلاحين وهناك رقم عالق فى ذهنى حيث كانت مصر تصدر 40 مليون بيضة سنويا ولم يكن لديها المحطات التى تنتج ملايين البيض كما هو الحادث الآن . وكفانا اتجاها إلى المنتجعات والكومبوند التى لم نكن نسمع عنها ولنتجه إلى إنشاء القرى الإنتاجية الحديثة بمساحة الف فدان لكل قرية تشمل 300 وحدة انتاج زراعى مكثف كل وحدة 3 أفدنة تقام بالجهود الذاتية للشباب وبدعم من الدولة بحيث نفتح باب الأمل للشباب ونتيح فرص الإسكان والعمل والزواج للشباب ونحول سكان العشوائيات إلى قوى إنتاجية ونزيد من المساحة الزراعية ونحدث تنمية زراعية حقيقية ونواجه ظاهرة هجرة الشباب الغير شرعية . أن هذه القرى يمكن أن تقام فى المناطق الصحراوية اعتمادا على ما عندنا من كميات مياه جوفية مؤكدة ولدينا تقرير الدكتور فاروق الباز والدكتور عصام حجى من وكالة ناسا وكذلك الخبراء الوطنيين العالميين من المصريين الذين عملوا فى الصحراء الغربية والذين يؤكدون هذه المعلومة كذلك رواد اقتحام الصحراء من المصريين الذين يعملون فعلا فى استصلاح الصحراء ويعلمون أكثر من غيرهم بأماكن المياه الجوفية وكمياتها ولنستعيين بهم وليكن لدينا حافز من تجربة ليبيا فى الاستفادة من مياهها الجوفية . فان لدينا مخزونان مياه هائلة أكبر من الخزانات التى تنقل منها ليبيا مياهها فإذا كنا لا نستطيع أن ننقل السكان إلى أماكن توافر المياه فلننقل المياه إلى حيث يعيش السكان فالمياه فى العوينات قد خرجت إلى السطح من وفرتها وكونت ثلاث بحيرات كبيرة كذلك واحة سيوه التى مشكلتها أنها تواجه الغرق بسبب المياه الجوفية وحلها نقل المياه خارج واحة سيوة . بل أنى أطالب المسؤلين بإعداد خطط للاستفادة من مياه السيول ومن مياه الفيضان التى من الممكن أن تحدث فى السنوات القادمة قبل إنشاء سدود جديدة على مجرى النهر فى استصلاح ملايين الأفدنة بدلا من يفاجأوا بالفيضان كما يحدث فى كل عام وكأنة يحدث لأول مرة .