أزمات تتوالى، وغضب عام تكاد جذوته أن تشعل البلاد بسبب تقاعس الحكومة عن توفير أبسط الخدمات وتوصيل أهم المرافق، الأمر الذى دفع بعض المفكرين والمحللين السياسين إلى المنادة ب"تغيير" حكومة الحزب الوطنى الديمقراطى وحزب الحكومة لأنه لم يقدم معالجة جدية للأزمات التى جعلت مصر فى عنق الإهمال والترهل، إلا أن هذه المطالبات تصطدم الآن بكلمة الرئيس محمد حسنى مبارك لوزراء الإسكان والنقل ورئيس الوزراء أحمد نظيف خلال افتتاح محور صفط اللبن الأسبوع الماضى، حيث قال الرئيس مبارك "أمامكم 22 شهرا لأرى ما تتحدثون عنه من طرق ومرونة مرورية..إلخ". ووصف رئيس تحرير جريدة روز اليوسف كرم جبر حكومة نظيف بأنها "حكومة الجزر المنعزلة. وضرب مثلا بما حدث من تخبط أمس السبت حول سرقة لوحة زهرة الخشخاش، لافتا إلى أن الحكومة اعترفت بالعجز عن تسويق إنجازاتها، إلا أنها اعتبرت هذا العجز اعتراف بالإنجازات. جاء ذلك خلال حلقة أمس السبت من برنامج القاهرة اليوم، حيث أعرب جبر عن أمنياته بأن تحافظ أى حكومة جديدة على معدلات التنمية وجذب الاستثمار، وأن تؤمن أن العدالة الاجتماعية حق مشروع وليست هبة أو منحة. وأضاف قائلا "الحكومة دى تمشى وتأتى حكومة جديدة بتنسيق جديد". من جانبه، رأى رئيس تحرير جريدة الوفد سعيد عبد الخالق أن الحكومة الحالية كانت لابد أن تقال منذ 2006 عندما خرجت القطارات عن القضبان وقتلت العشرات بسبب الفساد والإهمال، فيما أشار رئيس تحرير جريدة القاهرة صلاح عيسى إلى أنه لم يسمع عن إقالة الحكومة فى عهد الرئيس مبارك الذى يؤمن بأن تأخذ الحكومة فترة طويلة لتثبت جدارتها، إلا فى حالات قليلة استقال فيها بعض الوزراء لامتصاص غضب الرأى العام. وحول تدخل الرئيس مبارك لحل بعض الخلافات داخل مجلس الوزراء، قال عبد الخالق إن "هناك وزراء نفوذهم أقوى من نفوذ رئيس الوزراء..لذلك يجب أن يتدخل الرئيس مبارك بنفسه لفض الخلافات"، فيما أرجع عيسى ذلك إلى عدم وجود مادة دستورية لمحاسبة الوزراء وتقنين نفوذهم. ولفت عبد الخالق إلى أنه "لا جدوى من تغيير الحكومات لطالما كانت تطبق نفس السياسات.. الأهم هو تغيير السياسات"، فيما اتهم عيسى الحزب الوطنى بالانحياز للرأسمالية اعتقادا منه بأنها تجلب التنمية والخير، بينما اعتبر جبر أن الحكومة الحالية ليست على مستوى طموحات الحزب الوطنى، لافتا إلى أن هناك معارضة شرسة بداخل الحزب ضد السياسات التى تنفذها الحكومة، الأمر الذى رد عليه عبد الخالق بالتساؤل "لماذا لم يتدخل الحزب لإيقاف هذه المهازل؟"، مشيرا إلى أن هناك قرى كاملة فى الفيوم قطعت الطريق السياحى بسبب العطش وانقطاع المياه، مقدرا أن أداء الحكومة ينحدر للأسوأ. ورأى عيسى أن السياسة الراهنة تعطى للرأسمالية الحرية الكاملة للكسب ولمص دماء الشعب، الأمر الذى رد عليه جبر بالاعتراف بأن سياسات الحكومة الحالية تحولت إلى رأسمالية متوحشة، إلا أنه شدد على ضرورة أن تكون هناك قوانين لردع رجال الأعمال، مشيرا إلى أن هناك قانون لسلامة الغذاء معطل لتحقيق أطماع "ديناصورات الأعمال"، فيما لفت عيسى إلى أنه تم تعديل 34 مادة من الدستور 19 منهم تم تعديلهم لشطب كلمة "اشتراكية" من الدستور. وطالب عيسى ببرلمان متوازن ليشعر الحزب الوطنى بالتهديد، فيما طالب جبر بالاقتداء بانتخابات نقابة الصحفيين، وتطبيق النظريات السياسية كما هى، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تتطبق من كل نظام أسوأ ما فيه.