«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأكيدات على أن التفجيرات تحمل رسالة من بدو سيناء للحكومة .. ومطالبة الحكومة بإطلاق الحريات للقضاء على جذور الإرهاب .. وتحدي الحزب الوطني أن يطرح مرشحا للرئاسة غير مبارك ونجله .. وسخرية لاذعة من برنامج الرئيس مبارك الانتخابي
نشر في المصريون يوم 26 - 07 - 2005

بدأت نبرة الغضب والتشنج التي غلبت على صحف القاهرة في الأيام الثلاثة الماضية ، على خلفية تفجيرات شرم الشيخ ، في الهدوء نسبيا ، وأخذ التركيز ينصب على تحليل الأسباب والعوامل التي أدت لحدوث تلك التفجيرات ، كما أهتم البعض بالإشارة إلى الدروس والعبر التي يمكن أخذها من التفجيرات . صحف اليوم حملت العديد من التساؤلات القلقة ، سواء حول احتمالات وجود خلايا لتنظيم القاعدة في مصر ، معتبرة أن ذلك سوف يشكل تحولا خطيرا يستدعي ضرورة البحث عن آليات جديدة للتعامل معه ، أو حول الدلالة التي يمكن استخلاصها من نجاح الخلية التي نفذت التفجيرات في الوصول إلى مدينة شرم الشيخ التي تعد مدينة محصنة ، وما إذا كان ذلك يؤشر لوجود اختراقات عميقة للأجهزة الأمنية في المنطقة . التساؤلات القلقة ، امتدت أيضا لتحذر من تكرار سيناريو التعامل العنيف لأجهزة الأمن مع بدو سيناء ، كما حدث عقب تفجيرات طابا لان ذلك سوف يفاقم الأمور سوءا ، مشددة على أن التفجيرات في الغالب تحمل رسالة داخلية موجهة للحكومة بسبب إهمال خطط التنمية لتلك المنطقة الاستراتيجية ، وهو ما جعلها قابلة للاختراق الخارجي . وفيما يتعلق بقضية الإصلاح ، فان التساؤلات كانت غاضبة ، سواء على البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك ، مؤكدة أنه لا يصلح لمرشح لرئاسة كفر البطيخ ، حيث لم يحمل البرنامج أي جديد بشأن الإصلاح السياسي والدستوري أو على صعيد تخفيف حالة الاحتقان التي تسود الشارع المصري . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " نهضة مصر " المستقلة ، حيث طرح الدكتور محمد عبد السلام الاحتمالين المطروحين بشأن الجهة التي تقف وراء تفجيرات شرم الشيخ ، حيث يذهب الاحتمال الأول إلى أن الهجمات جاءت من داخل مصر وأنها مرتبطة بنفس المجموعة التي نفذت تفجيرات طابا ، أما الاحتمال الثاني فيذهب إلى أن الهجمات شنت من الخارج من جانب عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة . وعلق عبد السلام على هذين الاحتمالين ، قائلا " إن العلاقة بين الاحتمالين ظلت ملتبسة ، فعلى الرغم من أن القاعدة قد نفذت أحيان عمليات داخل دول عبر عناصر خارجية تماما متسللة عبر الحدود ، كما حدث في إفريقيا إلا أن بعض العمليات الأخيرة تمت من جانب عناصر داخلية أو مقيمة ، كما أن بعض التنظيمات الداخلية قد انتمت طوعا ل " حالة القاعدة " ولم يفيد ما ظهر من معلومات حول تنظيم تفجيرات طابا بما إذا كانت هناك علاقة خارجة أم لا ، كما تقع مسألة الخلايا النائمة التي أثيرت مرارا احتمالات وجود بعضها في مصر على الخط الفاصل بين الخارج والداخل . لكن القضية المحيرة هنا هي أن ثبوت أيا من الاحتمالين سيمثل استمرارا للصدمة أيضا ، فلن يستوعب كثيرون أن القاعدة – التي كان بعض المحللين ينفون وجودها أصلا حتى وقت قريب – قد فعلتها ، ولن يستوعب ببساطة أحد أن عناصر مصرية قد وصلت إلى هذا الحد من " التكفير " أو الاستباحة ، وسيكون على قطاعات كبيرة من الرأي العام وقادة الرأي والبيروقراطيات الحكومية أن تغير بعض أفكارها ، خاصة وأن هناك معلومات محددة قد بدأت تدفع في الاتجاه الأول ، فقد بدأت صورا لبعض الباكستانيين في الظهور " . وأضاف عبد السلام " هناك شيئا أكثر وضوحا من هوية الفاعلين ظهر منذ اللحظة الأولى ، وهو أن هناك اختراقا كبيرا للأمن قد حدث في تلك المنطقة وهنا توجد أيضا علاقة بفكرة الصدمة ، فسيناء في الأساس لا يزال ينظر إليها على أنها منطقة استراتيجية ، وبالتالي تتواجد على أراضيها كل أجهزة الأمن المتصورة في الدولة وتنتشر الحواجز على طرقها بشكل مكثف غير قائم في أي منطقة مصرية وكان من المتصور أن الإجراءات الأمنية قد تكثفت بصورة مضاعفة بعد هجمات سيناء الأولى ، التي انتقلت إليها أعداد إضافية من عناصر الأمن . الجانب الأخر هو أن شرم الشيخ من المدن المؤمنة جيدا أو كان من المفترض أنها كذلك ، على الأقل بفعل التواجد الرسمي المتواصل فيها ، خاصة من جانب الرئيس مبارك ووجود زائرين خارجيين فيها أيضا لمهام أو للزيارة ، إضافة إلى أنها منطقة سياحية من الدرجة الأولى وتعتمد سياحتها على الأفواج الأوروبية مع وجود إنذارات أمنية متعددة وضحت مظاهرها في تشديد الحراسة بشكل غير مسبوق على المنشات السياحية والمرافق العامة ومناطق التجمعات أو المراكز التجارية في كل مكان . كانت كل الأوضاع المنطقية تشير إذن إلى أن من الصعب تماما أن يتم ضرب شرم الشيخ تحديدا ،لكنه حدث ، على نحو مفزع عبر ثلاثة هجمات ضخمة أدت إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة ، إضافة إلى وضع السياحة ، وقد بدأت التفسيرات تتوالى بشفافية وغبر انتقادات غير مسبوقة في مثر ، فتعدد الأجهزة الأمنية يخلق مشكلة بأكثر مما يمثل ميزة ، وهناك دروب صحراوية متعددة تحيط بالمكان ، كما كانت هناك تقييمات خاطئة حول تقدير أولوية الأماكن التي يمكن أن تستهدف وتشهد المدينة فترات من المد والجزر في الإجراءات الأمنية تبعا لحالة التواجد الأمني فيها ، وآلية عمل تدفق السائحين ذاتها تعقد بعض الأمور، فهناك أشخاص جدد كل يوم ولم تخل الأمور من إشارة إلى ممارسات بعض سكان سيناء . في النهاية ، سيكون أسوأ ما يمكن حدوثه هذه المرة ، هي أن لا يتم ضبط كل الجناة أو اكتشاف كل المعلومات أو إعلان كل الحقائق حتى لا تظل هناك علامات استفهام معلقة ، فقد رصدت تفجيرات شرم الشيخ على تلك القائمة القصيرة من الأحداث الكبرى التي هزت مصر وسوف تكون الصدمة الحقيقية هي أن لا يتم الكشف تماما عما جرى ، بكل أبعاده خاصة وأن الدولة قد أعلنت حالة حرب حقيقية لم يعد من الممكن تجنبها ضد الإرهاب " . نبقى في سياق التفجيرات ، لكن نتحول إلى صحيفة "الأهرام" الحكومية ، حيث شدد فهمي هويدي على أن " الوقت لا يزال مبكرا للتعرف علي خلفيات ومقاصد الجريمة البشعة التي وقعت في شرم الشيخ‏,‏ لذا فربما كان مفيدا أن تكون مقاربتنا للموضوع حوله وليس فيه‏,‏ الأمر الذي يدعونا إلي أن ندور في فلك الترجيحات وأن تظل وقفتنا عند الملاحظات والمحاذير والتساؤلات حتى إشعار آخر علي الأقل‏.‏ إن ثمة علامة استفهام حول دور محتمل لمحمد صالح فليفل‏,‏ المتهم الهارب في تفجيرات طابا الذي لم يتم القبض عليه حتى الآن‏,‏ برغم مضي نحو عشرة أشهر علي تلك التفجيرات وهي مدة طويلة نسبيا‏,‏ ما كان له أن يظل خلالها متخفيا ومطلق السراح إلا إذا كان في حماية بعض القبائل المنتشرة في ربوع سيناء‏.‏ إن تعدد نقاط التفتيش والحواجز التي تعترض سبيل الذاهب إلي شرم الشيخ لا يسمح في الأغلب بوصول الكميات الكبيرة من المتفجرات التي استخدمت في العملية إلي داخل المدينة‏,‏ الأمر الذي يعني أن الافتراض الأقوى يميل إلي أن العملية محلية‏.‏ بمعني أنها تمت في إطار عناصر من البدو‏,‏ العارفين بدروب الصحراء والأقدر علي اختراق الاحتياطات الأمنية‏.‏ وهو ما يرجح أنهم هم الذين تكفلوا بترتيب مراحلها المختلفة وتوفير الإمكانيات اللازمة لها‏.‏ وما حدث في تفجيرات طابا قرينة دالة علي ذلك‏,‏ حيث كان الفاعلون جميعا من أبناء سيناء باستثناء واحد فقط من أصول فلسطينية كان مقيما في العريش‏.‏ ‏إذا صح ذلك الترجيح‏,‏ فإنه يضعف الكلام الذي قيل عن صلة لتنظيم القاعدة أو غيره بالعمليات‏..‏ بالتالي فإن البيانات التي صدرت في هذا الصدد علي شبكة الإنترنت تغدو نوعا من الادعاءات والفرقعة الإعلامية‏.‏ بالمثل فإن الربط بين الذي جري في سيناء وبين تفجيرات لندن يصبح احتمالا مستبعدا‏,‏ خصوصا إذا لاحظنا أن اغلب المتهمين أو المشتبه فيهم‏,‏ في تفجيرات لندن من غير العرب‏,‏ ونسبة كبيرة منهم من ذوي الجذور الباكستانية‏ " .‏ ورأى هويدي أن الرسالة التي تحملها التفجيرات " موجهة إلي الداخل وليس إلي الخارج‏ ،‏ ويبقي السؤال‏:‏ ما مضمون تلك الرسالة؟ إذا جاز لي أن استبق فإنني لا أؤيد الرأي القائل بأن التنمية في مصر هي الهدف‏,‏ وأجد فيه تبسيطا وتشتيتا‏,‏ لأن الذي يريد أن يضرب التنمية بوسعه أن يحقق مراده في أماكن أخري كثيرة في البلد وليس مضطرا لأن يغامر بالدخول إلي منطقة حساسة مثل شرم الشيخ يفترض أنها تحت حراسة مشددة لأسباب مفهومة ولذلك أرجح أن الرسالة خاصة خارجة من سيناء وموجهة إلي الحكومة المصرية بالدرجة الأولي أحذر من تكرار ما حدث في أعقاب تفجيرات طابا التي وقعت في السابع من شهر أكتوبر خلال العام الماضي‏,‏ حيث أتسمت أصداء الحدث آنذاك بالتسرع والعشوائية . العشوائية كان ضررها بليغا وربما كان بعيد المدى‏.‏ ما أعنيه تحديدا هو تلك الإجراءات العجولة التي أتبعت للبحث عن الفاعلين‏,‏ بما استصحبته من توسع في حالات الاشتباه وما تردد عن الأساليب التي استخدمت في التحقيق واستخلاص المعلومات‏.‏ وهو الجانب الذي آثار استياء بعض القبائل في سيناء خصوصا تلك التي جري توقيف عدد من أبنائها واحتجازهم لمدد متفاوته‏,‏وقد لفت الأمر انتباه عدد غير قليل من منظمات حقوق الإنسان في داخل مصر وخارجها . إن دروس ما جري عقب تفجيرات طابا يجب أن تستعاد هذه الأيام حتى لا يزداد الطين بلة‏.‏ علي الأقل في الشق المتعلق بعملية ملاحقة المشتبه فيهم وإجراءات التحقيق معهم‏,‏ التي كانت ومازالت محل لغط ونقد محليا ودوليا‏ " . وأوضح هويدي أنه " تبقي بعد ذلك أسئلة أخري مهمة بعضها يتعلق بمدي كفاية الاحتياطات الأمنية المتخذة في بلدة بأهمية شرم الشيخ سياحيا علي الأقل ومع التسليم بأن البدو اعرف من الشرطة بدروب ومسالك سيناء‏,‏ فإن ذلك لا ينبغي أن يكون ذريعة لاعتبار المدينة وغيرها من منتجعات سيناء مناطق مهددة بالاختراق في كل وقت‏,‏ وإنما لابد أن يكون هناك تفكير جاد في كيفية حل الإشكال وسد الثغرة‏.‏ استطرادا من هذه النقطة ثمة أسئلة أخري حول طبيعة العلاقة بين أجهزة السلطة وقبائل البدو في سيناء وهل تدار بواسطة رجال الأمن وحدهم أم أن للسياسة دورها في نسج تلك العلاقة ما دعاني إلي التطرق إلي هذه النقطة أنني سمعت كلاما من بعض أبناء سيناء يصنف عالم البدو هناك ضمن المناطق المهمشة التي تهمل في خطط التنمية‏.‏ كما تعد لدي بعض الدوائر مشكلة أمنية ويكاد ينحصر الاهتمام بها في السواحل فقط‏,‏ وهو ما يستفيد منه تجار العاصمة والمستثمرون والسياح المقبلون من خارج البلاد‏..‏ أما أهل سيناء فإنهم اذا استفادوا من تلك المشروعات السياحية فإن نصيبهم لا يتجاوز حدود خدمة هؤلاء وهؤلاء وتلك كلها ملابسات لا تقيم علاقة صحية بين السلطة والبدو وتجعل الأخيرين أكثر استعدادا للنقمة والسخط‏ " .‏ نتحول إلى صحيفة " الأخبار " الحكومية ، حيث أكدت إلهام أبو الفتح أن " التصريحات المتشائمة لوزير السياحة.. جعلتني أتفاءل! . قال أحمد المغربي وزير السياحة.. إن السياحة في شرم الشيخ ستواجه أزمة عنيفة وان هناك إلغاءات كثيرة لرحلات سياحية وان الوقت مبكر لمعرفة حجم هذه الإلغاءات.. ورغم أن تصريحاته منطقية إلا أنها بالنسبة للمواطن كانت غريبة جدا. فقد تعودنا مع كل أزمة أو كارثة أن يخرج علينا الوزير المختص بتصريحات متفائلة تصيبنا جميعا بالتشاؤم وتجعلنا نقول "استر يا رب" .. وهي تصريحات نحفظها جميعا عن ظهر قلب وهي من نوع كله تمام.. التأثيرات طفيفة الاقتصاد لن يتأثر.. الوفود السياحية تصر علي المجيء رغم الحادث.. لم يحدث أي إلغاء للرحلات.. وخطورة هذه التصريحات التي تصدر من بعض الوزراء فور وقوع الحادث دون دراسة أن المسئول يظل يرددها حتى يصدق نفسه ثم يبذل جهده ليثبت أنها صحيحة وتكون النتيجة أن يواجه الأزمة علي طريقة النعامة التي تضع رأسها في الرمال كي لا يراها احد. ولكن بقي في تصريحات احمد المغربي رجل السياحة المعروف أن يشرح لنا ماذا سيفعل كوزير للسياحة في مواجهة الأزمة وما الدور المطلوب من رجال السياحة وأصحاب الفنادق والشركات في تخطي قطاع السياحة الأزمة القادمة.. كل ما قرأناه في الفترة الماضية أن الدولة ستقوم بدعم العاملين في هذا القطاع وان البنوك ستؤازر المقترض ولم يذكر احد أن هذا القطاع ورجاله شهدوا رواجا كبيرا وأرباحا طائلة خلال السنوات الماضية وان الدخل السياحي بلغ أكثر من 6.5 مليار جنيه العام الماضي أي أن المكاسب كانت بالملايين ومن حق مصر عليهم أن يضحوا بجزء من هذه المكاسب في الإبقاء علي العاملين في هذه المنشآت ودفع رواتبهم والمساهمة في حملات الترويج
الداخلي والخارجي وحتى تعود العجلة للدوران من جديد ". آخر ما لدينا اليوم حول قضية التفجيرات ، هو ما كتبته أمينة شفيق في صحيفة " الأهرام " الحكومية ، معتبرة أنه " آن الأوان في مصر أن نعترف بأن ثمة فجوة تفصل أجيالا من الشباب عن مجتمعها‏.‏ وهي فجوة مركبة‏,‏ لها جانب اقتصادي هام كما أن لها جانبا سياسيا عاما بجانب كون أن لها جانبا ثقافيا ملحوظا‏.‏ فالحوار الاجتماعي ينقصه التواصل والاستمرارية والتسامح والاعتراف بالآخر والاتساع والعلانية‏.‏ كما أن الخطابات النوعية المختلفة‏,‏ سواء كانت دينية أو ثقافية أو حتى إعلامية‏,‏ لم تعد تؤدي مهامها لأنها باتت قاصرة عن مواجهة حجم تلك الفجوة التي تبعد الشباب عن مجتمعه‏.‏ فالناس‏, بشكل عام‏,‏ تمتلك حسا مرهفا بالواقع ذي المساحة الضيقة والمجهدة التي تحاصرهم وتمتد بحصارها إلي مستقبلهم ومستقبل أولادهم‏,‏ في الوقت الذي يواجهون فيه مجموعة من الخطابات المليئة بالوعود البعيدة والتي تدخل في مساحة اللا معقول‏,‏ يخلق هذا التناقض مساحة واسعة لعربدة هذه العناصر التي تشدهم إلي ساحة العنف والإرهاب والعشوائية السياسية التي تقوض كل تقدم وكل حضارة‏.‏ إننا ندين الإرهاب‏.‏ لكن لا يكفي الإدانة بالقول والوعظ‏.‏ استنفرت أحداث شرم الشيخ عقول المصريين لأنها وجهت في الأساس إلي أرواح أبنائهم ومصالحهم ومسعاهم إلي لقمة عيش يلتقطونها من صناعة السياحة‏.‏ وهو واقع يتيح أن نتحرك جميعا وفي مقدمتنا السلطات الرسمية لوضع صياغة جديدة لمساحة إصلاح عام تؤدي في النهاية إلي تجفيف المنابع البشرية المصرية التي يستمد منها الإرهاب اللعين عناصره‏.‏ نتحول إلى صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث لفت مجدي مهنا إلى أن " صحيفة أخبار اليوم انفردت في عددها الصادر يوم السبت الماضي بنشر البرنامج الانتخابي لمرشح الحزب الوطني للرئاسة الذي هو الرئيس حسني مبارك ، وقالت أخبار اليوم إن أمانة السياسات بالحزب انتهت من إعداد هذا البرنامج وأنه يتضمن عدة محاور أساسية تشمل توفير فرص العمل للشباب وإزالة المعوقات من أمام حركة الاستثمار وتطوير الإنتاج وزيادة التصدير ودعم المشروعات الصغيرة وضبط الأسعار وتحسين الخدمات للمواطنين من محدودي الدخل. وما نشرته أخبار اليوم ، إذا كان دقيقا ، لا يرقى أبدا لأن يكون هو البرنامج الانتخابي للمعلم "زيطة" في انتخابات تجار المدبح وليس البرنامج الانتخابي لمرشح الحزب الوطني على منصب رئيس الجمهورية. ما هو الشيء المتميز في هذا البرنامج الانتخابي ؟ وما الذي يفرق بينه وبين البرنامج الذي تتقدم به حكومات الحزب الوطني كل سنة وتنفذ منه القليل وتقوم بترحيل الكثير منه إلى العام القادم وإلى الحكومة القادمة؟ . وما الذي يفرق بين هذا البرنامج لمرشح الحزب الوطني في انتخابات الرئاسة وبين برنامج الحاج أحمد الصباحي زعيم حزب الأمة ؟ . إن الحاج الصباحي يستطيع أن يقدم برنامجا أفضل من هذا البرنامج الركيك الذي يكشف عن ضعف في العقلية التي صاغته وقامت بإعداده ". وأوضح مهنا أن " كل الأفكار الواردة في هذا البرنامج الذي وضعته أمانة السياسات بالحزب الوطني كما أكدت أخبار اليوم تصلح للحصول على عضوية المجلس المحلي لقرية شبرامنت وكفر البطيخ. أين القضايا الرئيسية ؟ ولماذا غابت في البرنامج الانتخابي لمرشح الحزب الوطني ؟ أين الحديث عن الإصلاح السياسي والدستوري؟ وما موقفه من صياغة دستور جديد للبلاد؟ وأين تقليص سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية؟ وأين الآليات التي تحقق التوازن بين سلطات الدولة الثلاث؟ وأين الموقف قانون الطوارئ الذي لم يمنع إرهابا ؟ وأين الموقف من سياسة الاعتقالات العشوائية؟ وأين الموقف من السماح لجميع القوى السياسية التي لها وجود فعلي في الشارع من تكوين أحزابها؟ وأين البرنامج الانتخابي لمرشح الحزب الوطني من كسر احتكار الحزب والحكومة لوسائل الإعلام؟ وأين الموقف من محاربة الفساد؟. إن هذا البرنامج الذي نسبته أخبار اليوم إلى أمانة السياسات بالحزب الوطني هو شيء هلامي وشديد التخلف ويعني بكل وضوح إذا كانت هناك شفافية في الانتخابات الرئاسية المقبلة أن يصوت كل مواطن ب"لا" لمرشح الحزب الوطني لأن هذا البرنامج ما هو إلا عبارة عن موضوع إنشاء ركيك ويستحق الصفر الكبير وهو يكشف عن أن الحزب الوطني غاب عنه الفكر ويكشف عن إفلاس سياسي كبير سوف تدفع البلاد ثمنه فسادا وإرهابا وتراجعا في دور مصر العربي والإقليمي " . الهجوم على الحزب الوطني والحكومة وجد دعما من الدكتور محمود السقا في صحيفة " الوفد " المعارضة ، والذي رأى أن " الوطن يمر هذه الأيام من الناحية السياسية بما يشبه "السوق" بكل أبعاده، وبكل مساوماته ما بين البائع والمشتري والسلعة والثمن.. هذا ينادي بجودة سلعته ورخص ثمنها إغراء بالبيع وجاذبية للشراء.. هذه بضاعتي ما أجملها وما أرخصها.. ومن يشتريها. حياتنا اليوم هي خليط من حياة الناس كما قلنا في السوق.. تشعبت الاراء.. كما تشعبت السلع.. كل يفرض بضاعته مادحا.. ويقول رأيه في كل ما يراه..مظاهرات هنا وهناك.. حاملة لافتات مكتوبا عليها عبارات غاضبة تارة.. ناقدة تارة أخري.. جنود الحكومة يعتدون علي المتظاهرين وأيضا المتظاهرات.. الرأي الحر الذي يملأ الشوارع تحرسه جنود الحكومة.. في فزع مرة.. وفي هدوء مرة.. ولا ندري لماذا هذا الكم الهائل من الجنود المسلحة والعربات المصفحة.. والعصي في الأيدي.. والغضب في الوجوه.. وهم أي عساكر السلطان علي أهبة الاستعداد للضرب والاعتداء.. وبلا هوادة.. يا تري من هو البائع ومن هو المشتري؟؟ كتاب حاقدون لا تعجبهم هذه المظاهرات، ويتساءلون عن جدواها ومعناها.. ويرد عليهم عقلاء هذه الأمة: هذا نتاج حكم قد طالت مدته، واستنفد كل ما في جعبته.. وآن الأوان أن يبدأ الشعب عهدا جديدا.. وحياة سياسية مستقرة.. تتساوي فيه الأحزاب.. وتكتب فيه صفحة جديدة، لتغيير الدستور القائم وصنع دستور جديد يليق بحياة وكبرياء كل المصريين" . وأكد السقا أن " تداول السلطة، حقيقة سياسية مؤكدة وبدونها وبدون تحقيقها تظل مياه "السوق السياسي راكدة" فلا جديد ولا تجديد.. ولا أمل في مواكبة لغة العصر.. أو كما قال قائل: حياة سياسية جامدة، لا نبض فيها ولا أمل في تحريك جمودها.. والحياة في الدنيا كلها تصبو صوب آفاق جديدة أكثر تقدما.. وأكثر معاصرة ومواكبة لكل جديد في الكون كله، أما نحن في ظل نظام سياسي عقيم.. لا يتحرك.. جموده هو أهم صفاته، إذن: "تقدميون ولكن إلي الخلف " .. ولا فائدة. الدستور لابد أن يتعدل، ولكن ليس بأسلوب وأيدي وفكر القائمين علي أمر الحكم والقابضين عليه اليوم.. فقد "انتهي عمرهم الافتراضي" .. وكان أمرا مقضيا أن يأتي قوم غيرهم.. قوم يعشقون الحرية الحسناء عشقا أبديا.. قوم يمارسون.. بل ويزرعون نبات الديمقراطية في أرضنا حيث تؤتي أكلها بعد حين.. ديمقراطية تمثل انتصار إرادة الإنسان.. ديمقراطية اعلي قمة الهرم فيها هو: الشعب.. هو السيد حقا.. وهو صاحب القرار الاسمي.. وتنتهي معه " البضاعة القديمة رثة الثياب ": بناء علي أمر الرئيس.. أو بناء علي توجيهات الرئيس.. وحكمة الرئيس.. وعبقرية الرئيس . انتخابات الرئاسة هي "السلعة الرائج سوقها" هذه الأيام.. ويا للهول..حتى كتابة هذه السطور لا يعرف الحزب الحاكم صاحب الأغلبية المطلقة إياها.. لم يفصح من سيكون رئيسهم المختار...؟؟!! هل هو الرئيس الحالي.. الرئيس مبارك؟ أم هو »ابنه« جمال مبارك.. ولا ثالث لهما.. لأن حزبهم عقيم.. وبطنه عاقر.. ولم يفرخ للأجيال من هو قادر علي حمل راية حكم البلاد.. وما تعليل ذلك: الحكم القائم شاخت رجاله، وانطفأ في ظله نور الحرية وتحطم مصباحها، ووأدوا الممارسة السياسية والحزبية بكل طرق الدمار، "الدمار الشامل".. وباقي الأحزاب في حيرة.. وبعضها في صدمة من جراء وضع القيود والسلاسل في عنق المادة الدستورية "خالدة الذكر" والتي تم طبخها في مطعم الحزب الحاكم.. ليأكلها هو وحده ". هذا الهجوم العنيف على الحزب الوطني ، قوبل برد معاكس من جانب الدكتور إبراهيم البحراوي ، الذي علق في صحيفة " المصري اليوم " على الحلقة التي استضاف فيها التلفزيون المصري زعيما حزبا الوفد والناصري المعارضين ، قائلا " إنني أدرك أن المرحلة الانتقالية الحالية من النظام السلطوي الشمولي القائم على الحزب الأوحد المندمج في مؤسسات الدولة والمستند إلى إمكاناتها في اتجاه النظام الديمقراطي القائم على التعددية ووجود أحزاب كبرى متنافسة هي مرحلة محفوفة بالمخاوف والشد والجذب من أهل الحكم، لكنني على ثقة بأن الحزب الوطني يستطيع أن يستعيد ثقة الجماهير وأن يحقق فوزا كاسحا في أي انتخابات رئاسية كانت أو برلمانية حرة ونزيهة ،إذا ما تحول إلى حزب مؤسسي للشرعية الديمقراطية وقائد للتحول الديمقراطي الأصيل. وفي تقديري أن إفساح المجال من جانب الوزير أنس الفقي لزعيمي الوفد والناصري لاختيار أفضل المنظرين والمفكرين عندهما للتعبير عن رؤى الحزبين في حلقة جديدة تضم بعض عناصر أمانة السياسات بالحزب مع وضع أجندة للحوار معلنة سلفا يمكن أن يقدم التيار الليبرالي بالحزب الوطني في صورة قوية تؤسس لشرعيته الديمقراطية الجديدة. وأوضح البحراوي " إن التحذير الذي أطلقه الدكتور وحيد عبد المجيد للأحزاب كافة في نفس الحلقة من تآكل دورها نتيجة للحراك السياسي المتزايد للحركات الشعبية مثل كفاية وغيرها خارج الإطار الحزبي يعني في رأيي أن جميع أحزابنا بما فيها الحزب الوطني في حاجة حقيقية إلى الخروج من عباءة الميراث التاريخي وإطلاق رؤى ومرجعيات جديدة تتوافق مع الديمقراطية العالمية والسماوات المفتوحة والحريات في قارات العالم وتجارب قهر الفقر والتخلف والعقول المغلقة كما نرى على الأقل في تجربة مهاتير محمد في ماليزيا والذي نجح في تحويل متوسط دخل الفرد من مائة دولار في العام إلى عشرة آلاف دولار ".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة