قدر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" قيمة الأموال التى قال إنها "بددت" فى مشاريع إعادة إعمار العراق بحوالى 23 مليار دولار أمريكى، مشيرا إلى أنها بددت إما نتيجة للفساد أو السرقة أو سوء إدارة الأموال. وأجرى برنامج "بانوراما" الذى يذيعه التليفزيون البريطانى تحقيقا صحفيا حول هذا الأمر، ونقل عن مصادر حكومية أمريكية وعراقية قولها إن بعض الشركات الخاصة، والأفراد على الجانبين الأمريكى والعراق تربحوا من هذه المشاريع. ووصف البرنامج حرب العراق بأنها "نشاط اقتصادى وتجارى كبير للشركات الأمريكية الخاصة"، مضيفا أن العديد من المقاولين حصلوا على عقود لإمدادت الطعام، وسائقى الشاحنات وحراس الأمن وحتى المحققين عبر شركات لها صلات بالبيت الأبيض. وأشار إلى واقعة فوز المقاولين الأمريكيين سكوت كاستر ومايك باتلز بعدة عقود فى العراق، من بينها عقد لتوفير الأمن لمطار بغداد مقابل 10 ملايين دولار، فى حين أن القيمة الفعلية لهذه العقود لا تتعدى 3 ملايين دولار فقط، لافتا إلى أن الرجلين لم يكن لهما أى سابق خبرة فى هذا المجال. وتوصل البرنامج إلى أن عدد القضايا التى رفعت فى الولاياتالمتحدة، والتى تهدد بكشف الفضائح المتعلقة بوقائع الفساد والتبديد والسرقة فى مشاريع إعادة إعمار العراق وصلت إلى أكثر من 70 قضية. غير أن وزارة العدل الأمريكية أصدرت أوامر بتقييد النشر أو مناقشة هذه القضايا التى طالت أسماء كبرى فى الاقتصاد الأمريكى، مثل شركة "هاليبرتون" التى كان يديرها نائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى قبل توليه هذا المنصب و"وورلى بارسونز" و"بيكتل"، والثلاثة يعملون فى مجال النفط.