ذكرت شبكة CNN الإخبارية أن عددا من المسئولين الأمريكيين يعقدون سلسلة من اللقاءات فى عدة مدن بولايتى يوتا وأريزونا، مع الجماعات الدينية التى تؤمن بحق الرجال فى تعدد الزوجات، والتى تنتشر فى التجمعات الريفية، فى محاولة لحل الأزمات التى قد تنتج عن ذلك خاصة وأنه أمر ممنوع وفقا للقانون الأمريكي. وأشارت CNN إلى أن تلك اللقاءات تنظم من جانب الحكومة عبر لجنة تحمل اسم "شبكة الأمان" وهى مكونة من منظمات رسمية وجمعيات شبه حكومية تحاول اختراق حاجز الصمت الذى خيّم لقرون على تلك الجماعات المعزولة، وسمح بتعدد الأزواج. وقالت مارلين هامون، إحدى عضوات مجموعة "كونتيننتال بارك" المحلية إن هذه اللقاءات تساعد على كسر الجليد بين الجماعات والحكومة المركزية. ودافعت هامون عن تعدد الزوجات بالقول: "البعض يرى أن هذا الطرح يشجع على زواج القاصرات، ولكن بالنسبة لى تعدد الزيجات هو خيار شخصى ومن حق كل شخص أن يتخذ خيارات مماثلة". تناقش تلك الاجتماعات قضايا المشاكل العائلية، وقيام المحكمة العليا بولاية يوتا بنقض الأحكام الصادرة بحق وارن جيف، أحد أبرز قادة تلك التجمعات، والذى كان قد حوكم بتهمة عقد زيجات متعددة وتسهيل زواج القاصرات، علماً أن جيف ينظر إليه على أنه "نبى" لتلك الجماعات. وأوضحت CNN أن طبيعة الدستور الأمريكى التى تقر بحرية الأديان، وصعوبة اختراق جدار الأسرار العائلية فى الأرياف جعل القضاء فى ولاية يوتا يتجاهل مع الزمن محاكمة مرتكبى تعدد الزيجات، والاكتفاء بالنظر فى الجرائم التى قد تنتج عن هذه الممارسة، مثل الضرب أو الحرمان من الحقوق. من جانبها، قالت أوساط اللجان الحكومية إن التواجد فى المنطقة كشف عن الكثير من الجرائم داخل الجماعات، ودفع الكثيرين، وخاصة من جماعة "المرمون" المنغلقة على التقدم بشكاوى رسمية للسلطات طالبين مساعدتها. وقال بات ماركلى، أحد منسقى حملة "شبكة الأمان" حول القضية: "لقد قدمنا يد المساعدة للكثير من الأشخاص الذين كانوا يرغبون فى ترك الجماعات دون أن يُسمح لهم بذلك، أما أعداد المتقدمين بشكاوى لنا حول قضايا تعدد الزوجات فكان كبيراً للغاية فى الأشهر المنصرمة". ولكن ماركلى أقر بأن بعض العائلات لا ترغب فى حل مشاكلها عبر الطرق الرسمية، بل تريد إبقاء الأوضاع الحالية، والحصول على مساعدة من إخصائيين نفسيين أو استشاريين معنيين بالحياة الزوجية لمناقشة قضايا مثل زواج رجل من شقيقتين أو التعامل مع المواليد الجدد.