تحيي وزارة الأوقاف، اليوم، ذكرى وفاة العلامة الشيخ محمد عياد الطنطاوي، الذي توفي في 27 من أكتوبر 1861 ميلادية. ولد العلامة الراحل في محافظة الغربية عام 1810، حفظ القرآن الكريم، ودرس الشروح، وعلوم الفقه والمنطق والبلاغة والبديع، وتأثر بشيخ الأزهر الأسبق الشيخ حسن العطار. وقد تخرج العلامة الراحل في الأزهر الشريف ونال شهادة العالمية ثم كلفه شيخ الأزهر حسن العطار أن يسافر إلى روسيا في رحلة استمرت سبعين يومًا وبعد أن وصل إلى مدينة سانت بطرسبرج العظيمة العريقة، أقام فيها 21 سنة، يعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وامتدت أواصر الصداقة والأخوة بينه وبين بقية العلماء والدارسين من جنسيات متعددة ومن أديان مختلفة. يعد الراحل أحد ألمع أساتذة اللغة العربية والعلوم الإسلامية؛ وألف كتابًا عن روسيا وشعبها الكريم، وعاداته، وأخلاقه، وملابسه، وأزيائه، والأكلات المفضلة عنده، وسمى هذا الكتاب «تحفة الأذكيا في أخبار بلاد روسيا»، وقد رحل الشيخ في عُمر الحادية والخمسين، وتُوفي في شهر جمادى الثاني سنة 1278 للهجرة، ليُدفن في مقبرة المسلمين بمدينة فولكوفو قرب سان بطرسبورغ، ويُكتب على شاهد قبره بالعربية: «هذا مَرقد الشيخ العالم محمد عيّاد الطنطاوي». اقرأ أيضًا | انطلاق القافلة الدعوية للواعظات إلى مساجد شمال سيناء وقد زار الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، ضريح العالم الجليل؛ احتفاءً به، عقب مشاركته في فعاليات القمة الدينية العالمية الأولى في سانت بطرسبرج بعنوان: "دور القيم الروحية والأخلاقية في الأديان التقليدية وسبل تعزيز قيم الحوار بين الطوائف والأعراق في العالم المعاصر". وأكد الوزير أن الراحل كان نموذجًا مصريًّا عبقريًّا ملهمًا، نجح بعلمه وعبقريته قبل قرابة قرنين من الزمان أن يحفر لمصر وللأزهر مكانة سامية بين العلماء والباحثين الروس، وتقلد أعلى الأوسمة من قيصر روسيا.