سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير هولندا بالقاهرة.. حادثتا الشاب الإيطالى والطائرة الروسية وضعتا مصر فى "دائرة القلق".. رفض البرلمان قانون الخدمة المدنية يظهر أن لديه القدرة على اتخاذ القرارات.. والفساد يحبط المستثمرين
أكد السفير الهولندى بالقاهرة، خيرارد ستيخس، أن الاستثمارات الهولندية فى مصر تسير نحو تحقيق معدلاتها المعتادة من الأرباح، وتضع خططًا بعيدة المدى للحفاظ على وجودها فى السوق التى تعد واحدة من أهم أسواق الشرق الأوسط. كما تطرق فى حواره مع «اليوم السابع» إلى العلاقات الثنائية مع القاهرة، ووجهة نظره بشأن إتمام خارطة الطريق بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى تنمية محور قناة السويس، وأزمة الهجرة، وتأثيرها على الاتحاد الأوروبى.. وإلى نص الحوار: أولًا هل تحدثنا عن انطباعك العام عن التغير الذى طرأ بمصر خاصة أنك تسلّمت مهام منصبك فى 2012 الماضى وعاصرت ما حدث طوال 4 سنوات؟ - تسلّمت مهام منصبى كسفير فى 17 أغسطس 2012، وكانت فترة مختلفة كليًا عن تلك التى نعيشها الآن، ففى هذا الحين يوجد رئيس جديد، وظروف مختلفة، وتقييمى العام هو أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية لن تكون عملية سريعة، والمرحلة الانتقالية معناها العمل من أجل دولة أفضل، وبغض النظر عن الإحباط والانتصارات يكون من المهم الحفاظ على الهدف. كنت هنا وقت الإعلان عن خارطة الطريق، فما تعليقكم على العملية كلها؟ - خارطة الطريق ليست فقط تمرير دستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، فخارطة الطريق تتضمن أيضًا المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وهما عنصران مهمان للغاية لتحقيق الاستقرار الطويل المدى، وهما لا يزالان قيد التقدم. دعا وفد من البرلمان الأوروبى للمصالحة الوطنية إلى جانب توصيات أخرى، الأمر الذى أثار غضب بعض النواب وبعض المصريين، ما تعليقكم على ذلك؟ - القاهرة، لأسباب كثيرة، حساسة تجاه الجهات الأجنبية عندما تعرب عن وجهات نظرها بشأن ما يحدث، ويجب أن يتم النظر لتعليقات البرلمان الأوروبى بأنها إشارة إلى اهتمام واسع وتعاطف مع مصر، ومن هذا المنظور أرى تصريحاتنا وبياناتنا وسياستنا المتعلقة بمصر جزءًا من التزامنا بمساعدة مصر على تحقيق نهاية سعيدة. ما انطباعكم عن مجلس النواب، وهل هناك اهتمام من قبل البرلمانيين الهولنديين بفتح أبواب التعاون مع نظرائهم المصريين؟ - نحن بالفعل نتحدث مع الجانب الهولندى لبحث تبادل الزيارات، وانطباعى عن المجلس وأعضائه الذين التقيتهم حتى الآن، وهم 6 أعضاء، أنهم متحمسون للغاية.. البرلمان سيكون مستقلاً، ولن يكون منصة تصفيق للرئيس أو الحكومة. هناك أيضًا رفض البرلمان لقانون الخدمة المدينة، والذى يظهر أن مجلس النواب لديه القدرة على اتخاذ القرارات، وإن كانت ضد الحكومة. ما رأيك فى تأثيرات حادثة مقتل الشاب إيطالى، لاسيما أنها تأتى بعد حادث الطائرة الروسية فى شرم الشيخ؟ حقيقة الأمر، هذا لم يكن له صدى واسع فى وسائل الإعلام الهولندية مثلما كان لحادثة الطائرة الروسية، إنها من الأخبار التى تضع مصر مرة أخرى فى دائرة القلق. هناك الكثير من التحديات المتعلقة بالاستثمارات، فكيف كان الوضع بالنسبة للاستثمارات الهولندية؟ - «يونيليفر» فى الإسكندرية أكدت أنها سوف تضاعف حجم استثماراتها فى مجال البضائع الاستهلاكية، كانت هناك شركات تعمل هنا مثل «هينكينز» التى كانت تعمل مع شركة «الأهرام»، لكنها تأثرت للغاية بتراجع وتيرة السياحة، ومن ناحية أخرى هناك شركات توسع أعمالها هنا، مثل شركة الكيماويات «إكسو»، لأنهم يرون أن هناك فرصًا هنا. لكنّ المستثمرين الجدد يمتنعون لخشيتهم من المجىء للاستثمار هنا فى هذا الوقت، والأمر يتعلق بصورة مصر بالخارج، لأنهم يقرأون عن الوضع الأمنى، والإحصائيات بشأن الشفافية والقوانين والفساد، وهذا يحبط المستثمرين الذين ليست لديهم خبرة كبيرة بالسوق المصرية. وهذا يجدر به أن يكون دافعًا لمصر للاستمرار فى تحسين سمعتها الدولية، خاصة الاقتصادية، لجذب ثقة المستثمرين الجدد، ليكونوا على يقين بأنهم سيحصلون على اتفاقيات عادلة، وفرص تأمين موظفيهم. الاستثمارات الهولندية لم تقل بل على العكس، المستثمرون الهولنديون يوسعون أنشطتهم بشكل مستمر، لكنّ المستثمرين الجدد لا يأتون، وهذه مشكلة. وماذا عن انطباعكم بشأن مشروع توسيع قناة السويس الجديدة، ومشاركة شركات هولندية فى الحفر؟ - مشروع القناة بالنسبة لنا مشروع مهم ويتكون من جزأين، الأول تم الانتهاء منه ويتعلق بعقود شركات الحفر الهولندية التى أسهمت فى هذا المشروع، وقد قال مسؤولو هذه الشركات إن المشروع كان فريدًا بالنسبة لهم لأنهم كسروا الأرقام القياسية فيما يتعلق بحفر الأرض فى وقت قصير، لذا كانوا فخورين بما حققوه، وبالطبع كان عملًا جيدًا لهم، جلب لهم أموالًا جيدة. أما الجزء الثانى، فيتعلق بالعمل مع هيئة تنمية قناة السويس لتقديم المشورة من الناحية المؤسسية حول تأسيس منطقة اقتصادية ناجحة بمحور القناة، ونشعر أن هناك تشابهًا لتلك المنطقة مع «روتردام»، لأنها تتميز بوجود «لوجستيات» ومناطق سكنية ومصانع تكرير النفط. الكثير من الانتقادات توجه إلى الغرب بشأن عدم تفهمه الحرب على الإرهاب، فما تعليقكم على ذلك من خلال لقاءاتك مع المسؤولين المصريين؟ - هذه مسألة مهمة، حتى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قال إن هناك حاجة لإحداث توازن بين حقوق الإنسان، والحقوق المدنية، والحرب ضد الإرهاب، ونحن نتفق مع هذا، ولكن أن تريد شيئًا وأن تحققه على الأرض أمران مختلفان، نسمع عن مخاوف.