بابلو أسكوبار اسم شغل رجال الشرطة الدولية حيث اقترن بمافيا المخدرات كما تم وصفه بالمرعب بعد أن قتل منهم نحو 4000 شخص. يقطن أسكوبار فى مزرعة مساحتها 22 كيلو متراً مربعاً هو وزوجته وأطفاله فى مدينة تبعد نحو 320 كم عن العاصمة الكولومبيا بوغاتا، اشتراها عام 1978 وحولها إلى عالم من الخيال بالديناصوراتِ الخراسانية بكل أنواعها وأشكالها من أكلة اللحوم إلى الديناصورات العشبية. وأنشأ حلبة لمصارعة الثيران وحديقة حيوانات خاصة، فيها العديد من الزرافاتِ والفيلةِ وأفراسِ النهر. وهذه المزرعة تعرضت للتخريب وفر عدد غير قليل من هذه الحيوانات بعد مقتل أسكوبار حيث هجم الفلاحون على المزرعة وعلى القصر، وبدأوا بتحطيم الجدران والحفر بحثاً عن الذهب حيث كانت تتردد أساطير عن أسكوبار أنه كان يخبئه فى جدران. وأصدرت الحكومة الكولومبية تشريعاً فى عام 2004 أتاح لها مصادرة الممتلكات التى يعتقد أنه تم شراؤها نتيجة التجارة فى المخدرات، وتمكنت الحكومة من مصادرة الضيعة التى أقام إمبراطور تجارة المخدرات بابلو أسكوبار13 عاماً فيها. تحولت المزرعة بعد أن أعيد ترميم أجزاء منها إلى متحف ومنتجع سياحى وحديقة حيوانات مفتوحة يزورها السياح من شتى بقاع العالم إضافة إلى الكولومبيين أنفسهم. تقول ماريا كلوديا وهى طالبة جامعية تقطن بالقرب من المزرعة إن المكان يتمتع بالشمسِ والماءِ الدافئِ كما أنه لطيف وهادئ جداً وأنا أتمتع بالجلوس قرب هذه البركة ولا يمكن أن أتصور أن من أقام هذا المكان كان شخصاً عنيفاً قتل الآلاف من أجل المخدرات". أسكوبار فى عيون سكان بورتو ترينفو هذه المدينة النهرية الملاصقة لمزرعته يتذكرونه بعد 15 عاماً على مقتله بأنه أغدق الكثير من ثروته فى بناء المساكن للفقراء. ويقول ويلاين ريكو 38عاماً ويسكن فى تلك المدينة إن أسكوبار هو الذى أضاء ملاعب كرة القدم، و كان يبعث بالهديا للأطفال فى أعياد رأس السنة. أما خافيار جويرا عمدة البلدة فيقول إن أسكوبار كان يرعب الجميع وإنه تسبب فى مقتل العديد من الناس من ضباط شرطة وقضاة بالإضافة لصراعاته مع رجال عصابات المافيا، ويضيف العمدة أن المزرعة اليوم وبعد افتتاحها ستكون منتجعاً سياحياً يستفيد منها السكان. وتضم المزرعة مهبطاً للطائرات وكان يستخدم لشحن المخدرات بالإضافة إلى جراج سيارات يضم مجموعة سيارات أسكوبار الفخمة والتى كان أبرزها سيارة فورد مدرعة خاصة بال كابونى. ويجدر الذكر أن أسكوبار كان يعد عام 1989 من أغنى عشرة أشخاص فى العالم وقد ولد فى الأول من أول ديسمبر من عام 1949، فى منطقة أنتيوكيا الريفية التى تقع إلى الجنوب الشرقى من مديينو كان الابن الثالث للمزارع أبيل دى هيسوس، وزوجته هيرمينا المدرسة الابتدائية و بعد عامين من ولادته انتقلت العائلة إلى" مديين". وكان أسكوبار فلاحاً منذ الولادة، يعشق الأرياف ويعتبر نفسه مجرد شخص من الذين عاشوا فى أنتيوكيا، وهى منطقة من كولومبيا التى تمتاز بثقافة فريدة، طفل ولم يذهب أسكوبار إلى المدارس، ولكنه تخرج من الثانوية وأكد البعض أنه كان طالباً مجتهداً، كما أحب أسكوبار كرة القدم منذ الطفولة واستمر على هوايته طوال حياته. ومع بداية الثمانينات أصبح بابلو أسكوبار فى مجال الكوكايين أشهر من بيل غيتس فى مجال الكمبيوتر، إذ بلغ دخله اليومى نصف مليون دولار. وقامت الشرطة بمساعدة طائرات أمريكية بالهجوم على معقل أسكوبار الذى حاول الهرب بالقفز من فوق سطح القصر وتم تبادل إطلاق النار بين الشرطة وأسكوبار لكن فى النهاية ألقى القبض عليه. وقتل بابلو إميليو أسكوبار رمياً بالرصاص على يد أحد رجال الشرطة فى الثانى من ديسمبر من عام 1993، بعد يوم واحد على ذكرى ميلاده الرابعة والأربعين. وفى النهاية مات أسكوبار غارقاً فى دمائه، دون أن ينتعل حذاءه، واحتفلت الشرطة فى الشوارع، بينما أعلنت عائلته الحداد على موته، وأسدل الستار على جزء من قصة ملك الكوكايين لكنها مالبثت أن افتتحت بزيارة لمزرعته.