قال على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، إنه لا يوجد أى تليفزيون أو صحف مستقلة، لكنها وسائل إعلام خاصة لدى بعضها توجهات سياسية أو دينية أو تجارية، مشيرا إلى أن هناك خيطا رفيعا بين الحرية والفوضى، وموضحا أن الحرية لا تعنى الاعتداء على حق المجتمع وإلا تحولت إلى فوضى. وانتقد هلال- خلال كلمته أمس بأولى ندوات الملتقى الفكرى الذى يقام على هامش احتفاليات وزارة الإعلام باليوبيل الذهبى للتليفزيون المصرى- حالة التشكيك التى تبعثها وسائل الإعلام المختلفة فى كل المؤسسات، وتصوير الأكاذيب والتحدث بكلام مرسل على أنه حقائق. وطالب هلال الإعلاميين باتباع قواعد الاحتراف المهنية التى تمارسها أجهزة الإعلام الأمريكية، كما أضاف أن التليفزيون لعب دورا كبيرا كأداة للتنشئة السياسية والاجتماعية، وتعبئة الشعوب العربية، كما نقل سياسة مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر فى تأكيد قيم الحوار والممارسة الديمقراطية، وتحول مصر من الحزب الواحد إلى مرحلة تعدد الأحزاب. ومن جهته، طالب الكاتب والإعلامى لويس جريس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإعادة النظر فى مجلس أمنائه وقيادته، مؤكدا على ضرورة عزل من يفشل فى إدارة موقعه، ومتسائلا ماذا فعلت الشخصيات العامة فى مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مضيفا أن معظم ما يقدم على شاشة التليفزيون سطحى ولا معنى له. وشدد جريس على ضرورة إعطاء الفرصة للقيادات الشابة معطيا مثلا بالكاتبين أحمد بهاء الدين وإحسان عبد القدوس اللذين عملا كرؤساء تحرير فى سن صغير. أما بهاء أبو شقة، مساعد رئيس حزب الوفد، فقال إن الهدف الأساسى من الإعلام هو نقل المعلومة بموضوعية إلى المشاهد بدون قيود عليها، مطالبا بمنظومة قانونية ومواثيق شرف للعمل الإعلامى تنظم العملية الإعلامية. وأضاف، أن الحالة الإعلامية تحولت إلى فوضى وعدم وجود ضوابط حتى وصلت إلى الهجوم على القضاء وهو ما يؤثر على الاستثمار على حسب قوله. وفى الجزء الثانى من الندوة شارك كل من كيلفين أوشاى رئيس قسم التغطية الدولية بشبكة "اسكاى نيوز" البريطانية، وحسين أمين عميد كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحمد السنعومى وزير الإعلام الكويتى. وأكد كيلفين على أهمية قيام التليفزيونات المملوكة للدولة بتطوير أفكار برامجها، والمواد التى تبثها حتى تنافس بها القنوات الأخرى الخاصة من ناحية، وأن ترضى جماهيرها حتى لا ينصرفوا عنها، وأشاد أوشاى بأداء الإعلام المصرى، وقال إنه أصبح فى حالة جودة معقولة، بعد مرور خمسين عاما على إنشائه، بعدما نجح فى استغلال مساحة الحرية المتاحة له، بالإضافة لتوسعه فى إنشاء القنوات الإقليمية. وقال حسين أمين، عميد كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن السنوات العشر القادمة ستشهد تطورا كبيرا فى تقنيات التليفزيون، وستظهر الشاشات بأشكال جدية مثل التليفزيون التفاعلى، وثلاثى الأبعاد، ولابد من مراعاة هذا التطور التقنى، لأنه يتطلب مساحة حرية أوسع لكى يتم استخدامه، لافتا إلى أهمية أن يُعطى التليفزيون مساحة من الحرية لكن مع مراعاة المسئولية بدون انفلات. وطرح محمد السنعومى، وزير الإعلام الكويتى، فكرة دخول الاستثمار الخاص فى تليفزيون الدولة، سواء فى شكل إدارة الاستوديوهات حتى تطور وتدار بفكر تجارى، وأضاف أن ذلك سيغير الفكر التقليدى فى منظومة عمل تليفزيونات الدولة، لأنه سيحول الإعلام لصناعة تهدف إلى الربح فى جزء من عملها.