بدأت الجامعة العربية هذا الأسبوع الإعداد للقمة العربية اللاتينية الثالثة، التى من المقرر عقدها فى ال16 من شهر فبراير المقبل فى مدينة "ليما" عاصمة بيرو، ويعرض وفد أمريكا الجنوبية المشارك فى اجتماعات اليوم الإعداد لجدول الأعمال المبدئى ومشروع الإعلان الذى سيصدر عن قمة ليما. ويناقش الاجتماع السابع، الذى يعقد على مستوى كبار المسئولين فى وزارات خارجية الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، الربط البحرى والجوى بين العالم العربى وأمريكا الجنوبية فى اجتماعهم الذى بدأ صباح اليوم، الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك فى ضوء دراسة تعدها الأمانة العامة للجامعة للتعرف على فرص زيادة حجم وكفاءة الربط البحرى والجوى بما يخدم الأهداف التنموية المشتركة اللاتينية التى أكدتها القمتان العربية – اللاتينية الأولى والثانية. كما يناقش كبار المسئولين من الجانبين اقتراحاً لعقد اجتماع لوزراء التعليم فى الدول العربية، وذلك بهدف تعزيز الصلات الثقافية بين المنطقتين، وكذلك فى ضوء إسهامات الجاليات العربية فى تحقيق التواصل الثقافى والحضارى بين العالم العربى ومجتمعات أمريكا الجنوبية. وسيعقد كبار المسئولون جلسة عمل لشؤون التنسيق السياسى، ثم يعقبها تشكيل مجموعات عمل تعنى كل منها بجانب أو أكثر من جوانب العلاقات العربية – اللاتينية، بالتوازى مع الجلسات العامة. ويأتى هذا الاجتماع ضمن مجموعة من المنافذ التى فتحتها الجامعة العربية فى السنوات الأخيره على العالم، حيث هناك مجموعة كبيرة من المنتديات التى تعقد بين الجانب العربى الصين وتركيا واليابان، بالإضافة إلى الاجتماعات التى تسعى الجامعة لعقدها مع دول جزر الباسيفك وكان آخرها فى يونيو الماضى بالإمارات، وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد أكد فى وقت سابق على أهمية تلك الاجتماعات وخلق نوع من التنسيق المشترك مع دول العالم، هذا التنسيق يؤدى إلى وعى تلك الدول بالقضايا العربية، وبالتالى الحصول على تأييد للقضايا التى تخص الجانب العربى، خاصة النزاع العربى الإسرائيلى فى المحافل الدولية. وأكد الوزير مفوض إبراهيم محيى الدين مدير إدارة الأمريكيتين بالجامعة العربية على الدعم السياسى لدول أمريكا الجنوبية ودول أمريكا اللاتينية بصفة عامة للعرب، لافتاً فى هذا الصدد إلى أنهم يصوتون عادة لصالح القضايا العربية فى المنظمات الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار إلى أن هذا الدعم تعزز بعقد القمة العربية الأمريكية الجنوبية الأولى بمبادرة من الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفا فى عام 2005، موضحاً أنه سيتم رفع تقرير للقمة العربية القادمة فى بيرو عن إنجازات القمة السابقة فى الدوحة، حيث سيستعرض الاجتماع تنفيذ قرارات القمة السابقة، سواء المتعلقة بالتعاون الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والتعليمى. يذكر أن مجال الثقافة فى مسار التعاون العربى – الأمريكى الجنوبى قد شهد فى الفترة الأخيرة إنجاز خطوات جادة مثل افتتاح مقر للمكتبة العربية – الأمريكية الجنوبية كموقع "فضاء ثقافى"، وتوقيع مذكرة تفاهم بين هذه المكتبة واليونسكو، وكذلك بينها وبين عدد من المكتبات الوطنية للدول العربية. وعلى الصعيد الاقتصادى سوف يتابع كبار المسئولين الموضوعات التى ستعرض على اجتماع وزراء اقتصاد دول المجموعتين، وإنشاء اتحاد أمريكى جنوبى لغرف التجارة العربية، وتقييم المشروعات المرشحة للتعاون فى الإنتاج الصناعى والزراعى.