بالأمس القريب قمت بزيارة مستشفى سرطان الأطفال وكذلك تبرعت بالدم، وهذا أقل شىء أقوم بفعله فى ظل معاناة يعيشها أطفال أبرياء ليس لهم ذنب فيما هم فيه غير أنهم مصريون، توسلت لربى العظيم كى يعطينى المال لمساعدة هؤلاء البشر الذين يئنون ويتألمون من هذا المرض اللعين، كما ساعدهم أصحاب القلوب الرحيمة فى مصر وخارجها وهم كثيرون وتشهد عليهم إنجازاتهم داخل المستشفى فقد شاهدت أطفالا بالمئات أعياهم المرض ونخر فى عظامهم فقد أبكانى المنظر لدرجة أننى لم أنم فى ليلتى، سألت نفسى ما ذنب هؤلاء الأطفال كى يتألموا بهذه الدرجة؟ هل ذنبهم أنهم مصريون؟! هل ذنبهم أنهم وثقوا فى أشخاص أتوا بغير إرادتهم مفرضين عليهم وعلينا؟ هل ذنبهم أنهم تركوهم يعبثون بمقدراتنا وتسيير أمور حياتنا؟ من يحاسب من زرعوا الأشواك فى طريق هؤلاء الأطفال والمرضى.. مسئولون يعيشون فى عالم غير الذى نعيش فيه، فهم يتفننون فى تضييق عيشتنا وإفقارنا وإذلالنا وقهرنا بكل الطرق والوسائل ونشر كل أنواع الأمراض بيننا وكأنهم جاءوا للقضاء علينا.. كى يتراقصوا فوق قبورنا. مع احترامى لكل مسئول فى هذا البلد استقيلوا رحمة بنا فلم نعد نتحمل إيذاءكم ولا ابتسامتكم المصنوعة والكلام الفارغ الذى نسمعه يوميا وتبريركم لكل شىء.. الشعب المسكين والمقهور يلعنكم كل يوم ألف مرة على ما فعلتموه به، سيأتى يوم الحساب آجلا أو عاجلا!! لماذا لم يحاسب من سمح بإدخال المواد المسرطنة إلى مصر فى عهده؟ هل استراح ضميره وهو يرى ويشاهد هؤلاء الأطفال عبر شاشات التليفزيون يتجرعون ويتألمون من هذا المرض اللعين وغيرهم ماتوا بالآلالف، أظن أنه مستريح الضمير لأنه وجد من يسانده ولن يجرؤ أحد على محاكمته رغم أن جريمة المبيدات المسرطنة أخطر من الأسلحة الفاسدة، يا أطفال وشعب مصر صلوا وادعوا عليهم لعل الله يزيح الغمة عنا جميعا.