رجال المال والأعمال.. يخافون من نقص السيولة ووسائل الإعلام والروتين ومرعوبون من التغيير والابتزاز

◄◄ أبوالعينين خايف من الهجمة غير المبررة على رجال المال.. وساويرس جرب ما قد يفعله الاضطراب السياسى وما قد يسببه من خوف لرجال الأعمال.. والمنوفى خايف من الركود
هناك شبه إجماع شعبى وسياسى على أن رجال الأعمال هو الأكثر خوفا فى هذا البلد، هم الأكثر خوفاً على أموالهم واستثماراتهم والأكثر خوفا من أى تغيير قد يطيح بظروف الوضع القائم الذى منحهم أفضلية ومنحهم المال.. فهل هذا الاعتقاد حقيقى؟ وإن لم يكن الأمر على هذا النحو فما هو الشىء الذى يخيف رجال الأعمال فى مصر؟
النائب البرلمانى ورجال الأعمال محمد أبوالعينين رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب يقول إن أى رجل أعمال يخشى مناخ الاستقرار المتقلب ويقلقه عدم وضوح الروية المستقبلية للاستثمار والاستقرار السياسى، وقال إن المخاطر السياسية تطرد الاستثمار، وأشار أبوالعينين إلى أن هناك عوامل جذب كثيرة يجب أن تتوافر فى الدول الراغبة فى جلب الاستثمار الأجنبى، أهمها الاستقرار بمعناه الشامل وتوافر العمالة الفنية المدربة والبنية الفوقية ممثلة فى كوادر تتمتع بالخبرة لضمان جودة العمل.
وأضاف أبوالعينين أنه يشعر بوجود هجمة غير مبررة على رجال الأعمال فى مصر، وقال: الناس نسيت إن رجال الأعمال هم من يتحملون 70% من التنمية فى مصر، وهم دافعو الضرائب والجمارك والأجور والتأمينات، ويرى أن الناس يضخمون فى بعض الحالات التى يأخذ القانون مجراه فيها، لافتاً إلى أن الجو العام مشحون بالضغائن وأن هناك من يقوم بالتشنيع بغرض الابتزاز. وقال أبوالعينين إن الحرامى هو أكثر شخص يجب أن يخاف فى مصر، لأنه سيتم كشفه فى النهاية.
أما رجل الأعمال رامى لكح رئيس مجموعة لكح جروب جروب، فأكد أن أكثر ما يخيفه كرجل أعمال هو عدم الاستقرار السياسى قبل أى شىء، باعتباره العامل الرئيسى فى تشجيع دخول الاستثمارات إلى أى دولة فى العالم، وخاصة أى دولة نامية مثل مصر لأن الاستثمار دائمًا ما يبحث عن الاستقرار السياسى، لافتا إلى أن الاستقرار السياسى والاقتصادى وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
رجل الأعمال نجيب ساويرس قد يبدو أكثر الخائفين فى سوق رجال الأعمال خاصة بعدما خاض الرجل اختبارا حقيقيا لما يمكن أن يفعله عدم الاستقرار السياسى بأمواله وملياراته، فساويرس الذى يستثمر بالمليارات فى الجزائر عاش فترة صعبة وكاد يخسر كثيرا بسبب اضطراب العلاقات بين مصر والجزائر، وفى نفس الوقت من المؤكد أنه يخشى من تبعات ما أقحم نفسه به حينما دخل مجال الإعلام والفضائيات وربما يكون هو رجل الأعمال الأكثر خوفا أو تعرضا لبيئة مخيفة إذا تكلمنا عن كونه المسيحى الملياردير وسط الأغلبية المسلمة ورغم كل هذا تبقى فطنة وذكاء ساويرس عاملا مساعدا ومهما له وحاجزا يفصل بينه وبين ذلك الرعب والخوف على ثروته.
وبشكل اقتصادى بحت قال رجل الأعمال محمد المنوفى رئيس مجموعة إلكتروستار إن أكثر ما يخيفه ركود حركة البيع فى السوق المحلية، وذلك لأنه عندما توقفت حركة البيع والشراء يترتب عليها توقف دائرة التحصيل من الموردين وبالتالى نقص السيولة والتوقف عن سداد مديونيات الشركة للبنوك.
ومن جانبه أكد مصطفى الأحول رئيس مجلس الأعمال المصرى الشرق أفريقى أن أكثر ما يخيفه هو الإعلام والصحافة، وقال إن الإعلام سوأ صورة رجال الأعمال المصريين، وخلق فجوة بين رجال الأعمال والمواطنين، وقال ليس كل رجال الأعمال يستولون على أراضى الدولة وليس كل رجال الأعمال يقدمون رشاوى.
وقال الأحول إن غالبية رجال الأعمال الصالحين دائماً ما يكون لديهم هاجس من المشاكل التى تترتب على الإجراءات الروتينية من أجل ضمان سير العمل، حتى أن 80% من وقت رجل الأعمال يقضيها فى حل المشاكل الإدارية، بعكس الصورة المتخذة عن رجال الأعمال، بأنهم يعيشون حياة مرفهة، وأكد الأحول أنه لا يوجد ما يخيفه على المستوى الشخصى لأنه دائماً ما يحرص على البعد عن المشاكل لضمان عدم خلق عداوات شخصية مع أحد.