إبان التحضير الأمريكى للحرب على العراق فى عام2003 كانت قناة (فوكس) الأمريكية تتبنى نهجا يمينيا متطرفا حتى أننى أذكر أنه فى أحد برامج The Oreilly factor الذى يقدمه "بيل أوريللى"، وهو أحد صقور المحطة المعادين للعرب والمسلمين وللديمقراطيين فى أمريكا أيضا، صاحبنا هذا استضاف ناشطا سياسيا من الحزب الديمقراطى ليسأله عن رأيه فى الحرب فلما عبر الضيف عن رفضه خوض الحرب على العراق حتى تثبت إدانة النظام وعلاقته بالإرهاب والأسلحة النووية قام أوريللى بقطع الحوار معه قائلا: ( اسمع اسمع أنا أعرف الكلام الفاضى الذى ستقوله.. أنت ضد مصلحة أمريكا العليا.. أنت لا تحب هذا البلد) ولما حاول الضيف إكمال فكرته لم يمهله أوريللى وأنهى الفقرة بطريقة مقززة. هذه بداية للتعرف على بعض وسائل الإعلام الغربية، فعلى الرغم من مهنيتها العالية واستخدامها للتقنيات الحديثة وشبكات مراسليها، إلا أنها فى النهاية جزء من تكتل سياسى واقتصادى يتحكم فى تلك الوسائل، وبالتالى فهى ليست مستقلة وكيف تكون مستقلة وهى لا تسمح لمعارض بإبداء وجهة نظره أو تسمح لصحفى فى التعبير عن رأيه بعيدا عن صحيفته وتتهمه بالانحياز لا لشىء إلآ لتذكير العالم بأن اليهود من أوربا جاءوا إليها ويجب أن يعودوا كما فعلت العظيمة "هيلين توماس" اللبنانية الأصل ( وهى بالطبع مسيحية حتى لا تتهم بأنها إسلامية راديكالية متعصبة)، وهكذا فعلت الإعلامية الناشطة" أوكتافيا نصر" كبيرة مراسلى (سى إن إن) فى الشرق الأوسط ومحررة النشرات الأخبارية بالقناة، حين نعت العلامة حسين فضل الله على موقعها فى (تويتر) قائلة: (حزينة لسماع خبر وفاة سيد محمد حسين فضل الله أحد عمالقة حزب الله الذى أحترمه كثيرا)، وهى كلمات تعبر عن رأيها فى رجل اعترف له كثيرون بمكانته واختلافه وتميزه. Sad to hear of the passing of Sayyed Mohammad Hussein Fadlallah.. One of Hezbollah's giants I respect a lot ولكن ال"سى إن إن" رأت فى ذلك تعريضا للصديقة "إسرائيل" رغم أن أوكتافيا لم تأت فى كلماتها على ما قاله ( حسين فضل الله) من أن مصير إسرائيل إلى الزوال.. فى الوقت الذى تحاصر فيه هيلين توماس وتطرد فى أوكتافيا نصر من موقعها المميز فى "سى إن إن"، فإن جولة واحدة على القنوات الأمريكية أو الصحف الأمريكية تكفى لترى حجم العداء والكراهية والبغضاء ضد العرب والمسلمين الذين لم يحتلوا أرضا أمريكية ولم يقتلوا ملايين الأمريكان ولا الأوربيين كما يفعلون هم فى العراق وأفغانستان.. وسائل الإعلام الأمريكية التى قام بتعرية معظمها الكاتب اليهودى اليسارى المعروف ( ناعوم تشكومسكى) فى عدة مؤلفات ومقالات له لا تستحق الاحترام، خصوصا حين تتصدى لامرأتين تجرأتا على قول الحق.. إنها الانتهازية الجديدة ولكنها انتهازية إعلامية رخيصة.. تعسا لهم! آخر السطر لو كانت الصحافة صحيحا حرّة يبقى ليه العيشة لسه مُرّة