ما يحدث فى مونديال جنوب أفريقيا 2010 من مفاجآت وأحداث كروية ساخنة يؤكد أن خارطة المنافسات داخل «الساحرة المستديرة» تتغير نسبياً عن السابق، ولكن تبقى النقطة الأهم هى أن اللقب دائماً ما يبدو أنه لا يريد أن يخرج من بين أحضان الكبار، وتظل المنتخبات الصغيرة تبحث عن تحقيق مفاجآت والوصول إلى الأدوار قبل النهائية فقط. لعنة «المربع الذهبى» واصلت مطاردتها للمنتخبات الأفريقية.. وانتهت «المغامرة» التى كان يقوم بها نجوم «المنتخب الغانى» على أبواب منتخب أوروجواى «المحظوظ» فى دور الثمانية بالمونديال، فكم كانت الآمال تراود الجميع ليس فى بلاد نيلسون مانديلا فقط، بل فى جميع أنحاء القارة السمراء من شمال أفريقيا إلى جنوبها بأن يواصل «النجوم السوداء» تألقهم ويقتحموا منطقة اللعب مع الأربعة الكبار، وبالفعل كانوا يستحقون ذلك على أرض الواقع لما قدموه بمستوى ثابت منذ انطلاق البطولة عن الروح القتالية والإرادة الحديدية الجادة التى لعب بها نجوم غانا، وفى مقدمتهم المهاجم جيان أسامواه وعلى سولى مونتارى وأندريه أيوا واستيفان أبياه. يجب الإشارة إلى أن الصربى ميلوفان، المدير الفنى للمنتخب الغانى، لعب دوراً كبيراً فى وصول «البلاك ستارز» تدريجياً إلى هذا المستوى الرائع من خلال الإصرار على تجربته بالاعتماد على الجيل الصاعد الذى خاض به بطولة أمم أفريقيا التى خسر لقبها فى النهائى أمام المنتخب المصرى، ولا يوجد مجال للاختلاف على أن المهارة والقدرات الفنية للاعبى غانا كانت عاملا مؤثرا وضروريا فى تحقيق الانتصارات بجانب القيادة الحكيمة لميلوفان.. لكنى أرى أن اللمسة الأخيرة كانت عيباً كبيراً يسيطر على لاعبى غانا فى معظم مواجهتهم، وهى التى لم يستطع المدير الفنى السيطرة عليها، أضف إلى ذلك غياب التوازن النفسى الذى يؤهلهم بأنهم قادرون على تحقيق المفاجأة والوصول للمربع الذهبى بل واللعب على اللقب والحصول عليه، فهذا ما كان يفتقده منتخب النجوم السوداء، إلا أنه فى المجمل أثبتوا أن أبناء القارة السمراء قادرون على تحقيق ما هو أبعد من مجرد التأهل إلى الدور الثانى والخروج من سيطرة التمثيل المشرف.. وكم كنت أتمنى أن تصل غانا للمربع الذهبى لكن كرة القدم غدارة.. ياخسارة يامونديال!! المونديال الأسمر .. لعنته داهمت نجوم السامبا أمام الطاحونة الهولندية التى استحقت فعلاً التأهل للدور قبل النهائى لأن لاعبيها كانوا أكثر واقعية وجماعية فى الأداء من لاعبى «السليساو» ، وهى «حلاوة» ومتعة كرة القدم أن تكون هناك أخطاء مثل التى وقع فيها دونجا، المدير الفنى للفريق، من خلال التشكيل وعدم السيطرة خططياً على نجومه وتحديداً فى الشوط الثانى، وأخطاء ميلو لاعب خط.. وياخسارة يامونديال لغياب نجوم الساحرة المستديرة عن النهائى!! اللافت للنظر أيضاً فى المونديال الحالى أن أغلب النجوم لم يتألقوا كعادتهم ، ومن أبرز هذه الأسماء التى لم يكن ظهورهم كما كان متوقعاً أو منتظراً، البرازيلى ريكاردو كاكا، ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لكريستيانو رونالدو، نجم المنتخب البرتغالى, الذى ظهر بمستوى متواضع للغاية، أما الإنجليزى واين رونى فقد قدم أداء باهتاً وخذل الجماهير الإنجليزية التى كانت تعلق الآمال عليه لقيادة منتخب الأسود إلى منصة التتويج العالمى، والفرنسى فرانك ريبيرى بدا مرهقا تحت عبء لعب دور «الأسطورة» زيدان مع منتخب «الديوك»، والأرجنتينى ميسى بمستواه المعروف وضح عليه الإجهاد الشديد، إلا أنه يعتبر هو صاحب المستوى الأفضل بين النجوم الكبار رغم عدم استعراضه لكامل موهبته.