"مبارك يؤدى واجب الإخوة" و"هذه أخلاق الكبار" كلمات بسيط لخصت علاقة الحب والإخوة بين شقيقين من وطنا واحد هما مصر والجزائر، عبارة عنونتها إحدى الصحف الجزائرية بالتحديد صحيفة "النهار" واصفة ما فعله رئيسنا محمد حسنى مبارك بزيارته صباح الأحد الماضى، إلى الجزائر لتقديم واجب العزاء، للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى وفاة شقيقه الدكتور مصطفى بوتفليقة بأنها من أخلاق الكبار. نعم إذا كنت عربياً وقومياً ستتفق مع ما تقرأه خلال السطور القادمة، وإن لم تكن ذلك فلتنهها بالنقد الذى نتقبله طالما كنا عرباً قوميين، أخلاق الكبار تجعلك تفعل ذلك، وتجعلنى أتمنى أن تقولها صحف سوريا وقطر وفلسطين والمغرب والعرب جميعها لرئيسنا. تنقل الرئيس شخصياً إلى الجزائر عاد بنا إلى تاريخ ما بعد الثورة وعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى كان ومازال رمزاً للعروبة والكرامة والوحدة العربية، حكايات وروايات سطرها التاريخ عن علاقة أخوين شقيقين من أب وأم واحدة، القصص الرائعة لم تنته بعد. فما كتبه أستاذى سعيد الشحات عن القصة الرائعة التى رواها له ضابط المخابرات المصرى فتحى الديب فى حوارات أجراها معه، تؤكد ما أقول، عندما كان الديب آنذاك هو حلقة الوصل بين جمال عبد الناصر وثوار الجزائر الذين أطلقوا شرارة بدء الثورة ضد الاستعمار الفرنسى الذى احتل الجزائر 130 عاماً، وهو الذى قدم الزعيم الجزائرى قائد الثورة الجزائرية إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفى زياراتى المتعددة له فى ضاحية مصر الجديدة قبل رحيله منذ سنوات، وكان يعيش فيها مع السيدة الفاضلة زوجته، أخبرنى أن الشقة المواجهة له هى شقة بن بيلا. قال فتحى الديب تنوعت المساعدات المصرية للثورة الجزائرية ما بين السلاح والمال، وحتى الرجال، ولعبت المخابرات المصرية أعظم أدوارها على الإطلاق فى تهيئة كل السبل لانطلاق الثورة.. وأضاف، أن أول مرحلة فى خطة اندلاع الثورة الجزائرية، بدأت بعودة بن بيلا إلى القاهرة يوم 9 أكتوبر 1954 بعد اجتماع فى العاصمة السويسرية برن، حضره كل من مصطفى بن بو العبد وديدوش مراد وكريم بلقاس وبن مهيدى العربى ومحمد بو ضياف وبيطاط محمد وأحمد بن بيلا. وهنا أحكى ما قاله لى أحد أبناء غزة عندما التقينا سويا أمام معبر رفح قبل دخول قافلة الحرية المصرية نواب لكسر الحصار، نعم لقد قال لى نفسنا الرئيس مبارك يفضل فاتح المعبر، ويا ريت يزورنا فى غزة، هذه الكلمات بنبرتها الشجية عبرت لنا عن مدى الحب والحلم برؤية رئيسنا فى غزة. سيدى ورئيسى رسالة حب وتقدير على قرار زيارة الجزائر رسم الحب والابتسامة على قلوب وشفاه العرب، سيدى آن الأوان لرؤية الكبار فى أرض سوريا وشعبها، كما كنا نحن وهم أولاد أسرة واحدة، فهل سيدى تسرنى وتسر العرب.