مثلت زيارة الرئيس محمد حسنى مبارك صباح اليوم الأحد، إلى الجزائر لتقديم واجب العزاء، للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى وفاة شقيقه الدكتور مصطفى بوتفليقة، حالة من الجدل، حيث تباينت ردود الأفعال تجاه هذه الزيارة. السفير عبد الله الأشعل سفير مصر السابق يرى أنها دليل على حرص مصر على إعادة العلاقات بين البلدين، مطالبا الجانب الجزائرى بخطوة مماثلة. وأضاف الأشعل أن الجزائر لها وضع خاص بسبب وجود عدد من التيارات المتنازعه بها أهمها التيار العروبى والتيار الغربى الفرنسى، مشيرا إلى أن الأزمة الأخيرة والتى تسبب بها عدد من المعلقين الرياضين والإعلامين الذين لم يدركوا خطورة الموقف.
وأشار د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن هناك العديد من الملفات العالقة بين مصر والجزائر كوضع شركة الاتصالات وقضية منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث إن الجزائر إحدى الدول التى تطالب بتدوير هذا المنصب، مشيرا إلى أن تلك الزيارة ربما تشكل فرصة لمناقشة هذه القضايا.
وأضاف ان الرئيس مبارك كان بإمكانه إرسال برقية عزاء ل"بوتفليقة"،الا ان تلك المناسبة ازالت الحرج تجاه قيامه بزيارة رسمية للجزائر.
قالت منار الشوربجى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إن الهدف الرئيسى من زيارة الرئيس محمد حسنى مبارك إلى الجزائر هو تقديم العزاء للرئيس الجزائرى فى وفاة شقيقة، إلا أنها على مستوى العلاقات بين البلدين تمثل أحد الأدوات التى يمكن من خلالها إعادة العلاقات بين البلدين لما كانت عليه فى الماضى بعدما أصابها حالة من التوتر أثر الأحداث الأخيرة فى مباراة كرة القدم بالسودان.
وأكدت منار أن حالة التوتر بين البلدين ليس لها مبررا والتى يتحمل مسئوليتها الطرفان، لكن هذه الحالة من السيطرة عليها من خلال أشكال مختلفة تمثل الزيارة السياسية أحد أطرافها وليست الوسيلة الوحيدة.
وأضافت منار أن الجميع فى الدولتين تأثر بتوتر العلاقات ولذلك فإن الدور مشترك بين الجميع لإعادة هذه العلاقات ومنها الدور الكبير على المجتمع المدنى بجانب المجتمع الرسمى ومنها الجمعيات والمنظمات الحقوقية والأهلية عبر المبادرات والزيارات التى يجب تبادلها بين الطرفين "مصر والجزائر" لفتح مجال تحسين العلاقات بينها.
مبارك فى الجزائر ووصل الرئيس المصري حسني مبارك صباح اليوم الأحد إلى الجزائر لتقديم واجب العزاء، للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة فى وفاة شقيقه الدكتور مصطفى بوتفليقة.
وكان مصطفى بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري قد توفي اول أمس الجمعة بعد معاناة طويلة مع المرض.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية إن "الرئيس المصري حسني مبارك قد حل بالجزائر في زيارة تدوم يوما واحدا" ، مشيرة إلى أن أعلام مصرية شوهدت صباح اليوم في أحد في مداخل العاصمة ترفرف إلى جانب أعلام جزائرية.
من جهته أكد وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط للصحفيين في بهو مطار هواري بومدين على "الرغبة الاكيدة" للبلدين وللشعبين للمضي في بناء "علاقة قوية" تدافع عن حقوق العرب وأمن المنطقة.
وقال ابو الغيط "أرى أن لقاء الرئيس بوتفليقة بالرئيس مبارك ولقاءهما سويا في نيس (فرنسا) منذ عدة اسابيع بالتاكيد أن هناك رغبة أكيدة من الرئيسين ومن الشعبين ومن الحكومتين ومن الدولتين لان نمضي في بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وعن امن هذا الاقليم".
وذكرت وكالة الانباء الجزائرية ان الرئيس المصري حسني مبارك وصل صباح اليوم الاحد الى الجزائر حيث استقبله نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وقال مصدر مصري رسمي في القاهرة ان مبارك الذي يرافقه وزير الخارجية احمد ابو الغيط سيقدم التعازي الى بوتفليقة بوفاة شقيقه مصطفى الجمعة.
وتوفي مصطفى بوتفليقة الذي شيعت جنازته السبت، جراء اصابته بمرض عضال.
ونقلت الوكالة عن ابو الغيط قوله ان اللقاء المرتقب اليوم بين الرئيسين بوتفليقة ومبارك واللقاء السابق بينهما في نيس (خلال القمة الافريقية الفرنسية في الاول من يونيو) يؤكدان عزم الرئيسين والشعبين والحكومتين والدولتين على مواصلة تأسيس علاقة متينة للدفاع عن الحقوق العربية وضمان امن المنقطة.
وذكر الوزير بأن الجزائر ومصر بلدان شقيقان ويعملان معا باستمرار منذ ستين سنة موضحا ان هذه الزيارة ودية.
وشهدت العلاقات الجزائرية المصرية فتورا بعد نوفمبر 2009 عندما وقعت صدامات عنيفة خلال مباراة لكرة القدم بين منتخبي البلدين للتاهل لنهائيات كاس العالم.
وتعد هذه اول زيارة يقوم بها الرئيس المصري للجزائر منذ بداية الازمة بين البلدين خلال شهر نوفمبر 2009.
تأهب أمني واسع وقد انتشرت الشرطة الجزائرية بكثافة في شوارع العاصمة، تزامنا مع زيارة الرئيس حسني مبارك اليوم الأحد للجزائر.
وقالت مصادر دبلوماسية "انتشرت الشرطة بكثافة في شوارع العاصمة المؤدية إلى مقري الرئاسة الرئيسين بالعاصمة الجزائرية كما علقت الأعلام الجزائرية والمصرية"، وأضافت المصادر أن الرئيس الجزائري كان قد زار القاهرة العام الماضي لتقديم واجب العزاء للرئيس مبارك إثر وفاة حفيده ابن نجله علاء، وأقام في منزله وليس في القصر الرئاسي.
ويشار إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت توترا شديدا عقب مباراتي كرة القدم اللتين جرتا بين المنتخبين المصري والجزائري يومي 14 و18 نوفمبر السنة الماضية، حيث تعرضت حافلة المنتخب الجزائري إلى اعتداء بالقاهرة قبل مباراة 14 نوفمبر الماضي، وأعقب ذلك اعتداء عدد من الجماهير الجزائرية على الجماهير المصرية بمباراة 18 من نفس الشهر في أم درمان التي أهلت المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم مما نجم عنه توتر كبير في العلاقات الثنائية.
وفي 12 نوفمبر تعرضت الحافلة التي كانت تقل المنتخب الجزائري لهجوم في القاهرة واصيب ثلاثة لاعبين بجروح.وبعد يومين من المباراة وقعت اعمال عنف في الجزائر حيث هوجمت مقار شركات مصرية وتعرضت منازل مصريين للتخريب، كما وقعت حوادث في 18 نوفمبر خلال مباراة لكرة القدم في الخرطوم فازت فيها الجزائر.
واتخذت هذه الازمة منحى دبلوماسيا مع تظاهرات امام السفارة الجزائرية في القاهرة واستدعاء السفيرين الجزائري في القاهرة والمصري في الجزائر الى بلديهما للتشاور.
وكان مبارك قد غادر القاهرة صباح اليوم متوجها إلى الجزائر لتقديم واجب العزاء ، للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى وفاة شقيقة الدكتور مصطفى بوتفليقة.
يرافق الرئيس مبارك وفد يضم احمد ابو الغيط وزير الخارجية والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية.
ترحيب إعلامى من جهتها، رحبت الصحف الجزائرية بزيارة الرئيس مبارك للجزائر للعزاء فى شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورصدت صحيفة "الشروق" و"النهار" و"الخبر" ووكالة الأنباء الجزائرية والإذاعة الوطنية رفرفة العلمين المصرى والجزائرى وهما يتجاوران فى شوارع العاصمة كدليل على عودة العلاقات إلى طبيعتها.
حيث ذكرت صحيفة النهار أنّه فور وصول الرئيس مبارك إلى الجزائر شوهد فى مداخل العاصمة أعلام مصرية ترفرف إلى جانب الأعلام جزائرية.
كما اهتمت الصحف الجزائرية بتصريحات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وتأكيداته للصحفيين فى بهو مطار "هوارى بومدين" على الرغبة الأكيدة للبلدين وللشعبين للمضى فى بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وأمن المنطقة.
وأضاف أبو الغيط "أرى أن لقاء الرئيس بوتفليقة بالرئيس مبارك اليوم ولقاءهما سوياً فى نيس بفرنسا منذ عدة أسابيع يؤكد أنّ هناك رغبة أكيدة من الرئيسين ومن الشعبين ومن الحكومتين ومن الدولتين لأن نمضى فى بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وعن أمن هذا الإقليم" موضحاً أنّها زيارة مودة ومجاملة.
وفى السياق نفسه تفاعل قراء الصحف الجزائرية بزيارة الرئيس مبارك تفاعلاً حاراً وسط تعليقات مليئة بالفرحة لانتهاء الأزمة من ناحية، وتعليقات يشوبها الحزن لوفاة شقيق الرئيس الجزائرى "مصطفى بوتفليقة".
ففى صحيفة "الشروق" الجزائرية؛ انهالت التعليقات على خبر زيارة الرئيس مبارك بالتهانى والشكر والفرحة وكلهم آمال فى أنّ تعود العلاقات كما كانت من قبل، ومنهم من علّق باسمه وبالنيابة عن المنطقة أو الحى الذى يعيش فيه لينقل التعازى لعائلة بوتفليقة ويشيد بزيارة الرئيس مبارك.
حيث يقول القارئ بوحفص مراد "مرحبا به فى ارض الثوار وجزاه الله خيرا ونتمنى أن تساهم هذه الزيارة فى إخماد نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين".
ويقول حسام الدين "إن شاء الله تزول الأزمة بين البلدين الشقيقين وتطفأ الفتنه لأننا ببساطة أمه واحدة هى أمة محمد صلى الله عليه وسلم".
ويقول جزائرى "مبادرة حسنة من الرئيس المصرى وهو واجب الأخ لأخيه لم تمنعه من أداءه صغائر الأمور وسفاسفها أرجو من المصريين والجزائريين أن يقتدوا برئيسيهما ...اللهم وحد امة نبيك صلى الله عليه وسلم".
فضلاً عن أكثر من 300 تعليق من الجزائريين والمصريين يقوموا فيها بمواساة الرئيس الجزائرى من ناحية، وتبادل التهانى ومشاعر الأخوة من ناية أخرى.
ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية أنّ عائلة بوتفليقة حرصت على أن تطلب من كل الأصدقاء والأقارب عدم إلغاء أفراحهم المقرر انعقادها اليوم أو خلال الأسبوع الحالى والأيام المقبلة، وذلك بأن رحيل "مصطفى بوتفليقة" لا يجب أن يتم من خلاله إيقاف وتعطيل أفراح الآخرين.