آخر تحديث ل سعر الذهب بمحلات الصاغة.. اعرف عيار 21 بكام    توقيع خطاب النوايا بین «الكفایة الإنتاجیة» ومكتب «يونيدو» بالبحرين    رئيس جهاز مدينة دمياط الجديدة يستعرض أعمال تطوير محطة مياه الشرب    تعرف على مواصفات هيونداي كريتا 2024 فئة Smart أهم مزايا السيارة الداخلية والخارجية    حماس: تعديلات إسرائيل على المقترح الأخير وضعت المفاوضات في طريق مسدود    إسماعيل هنية: طوفان الأقصى مقدمة التحرير والاستقلال.. والاحتلال يصارع من أجل البقاء    إسماعيل هنية: طوفان الأقصى اجتاحت قلاع الاحتلال الحصينة.. وتذل جيشا قيل إنه لا يقهر    الأمم المتحدة: لم يعد لدينا طعام أو خيام لحوالي مليوني شخص في غزة    وصول الشحنة السابعة من المساعدات الباكستانية لغزة إلى بورسعيد    عاجل.. كاف يكافئ الزمالك بسبب الأهلي ويصدم نهضة بركان بقرار رسمي.. مستند    مؤتمر «الكيانات المصرية فى أوروبا» يناقش استعدادات تنظيم بطولة الكاراتيه الدولية في الغردقة    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس لمدة أسبوع.. الحرارة تصل إلى 42 درجة    قرار قضائي بشأن متهمين في مشاجرة دامية بالمقطم    خالد أبو بكر مهنئا «القاهرة الإخبارية»: فكرة وصناعة مصرية خالصة 100%    نادين: مسلسل «دواعي سفر» يستعرض دور الطب النفسي في علاج المشاكل    أيمن حسن داود يكشف مشكلات سفر الشباب في عودة المجد    3 قوافل لجامعة كفر الشيخ ضمن حياة كريمة في مطوبس.. تفاصيل    تشكيل باريس سان جيرمان لمواجهة نيس في الدوري الفرنسي    وزارة النقل تنعى هشام عرفات: ساهم في تنفيذ العديد من المشروعات المهمة    وزارة النقل تنعى الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق    مخاطر الإنترنت العميق، ندوة تثقيفية لكلية الدعوة الإسلامية بحضور قيادات الأزهر    «جوزي الجديد أهو».. أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على ظهورها بفستان زفاف (تفاصيل)    طاقم عمل A MAD MAX SAGA في العرض العالمي بمهرجان كان (فيديو)    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    كوارث النقل الذكى!!    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    6 مستشفيات جديدة تحصل على اعتماد «جهار» بالمحافظات    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    جامعة قناة السويس ضمن أفضل 400 جامعة دولياً في تصنيف تايمز    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    رغم تصدر ال"السرب".. "شقو" يقترب من 70 مليون جنية إيرادات    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    نائب محافظ الجيزة تشهد فعاليات القافلة العلاجية الشاملة بقرية ميت شماس    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    "رسميًا".. موعد عيد الاضحى 2024 تونس وعدد أيام إجازة العيد للموظفين    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الصحة: تقديم الخدمات الطبية ل898 ألف مريض بمستشفيات الحميات    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    قطع الكهرباء عن عدة مناطق بمدينة بنها الجمعة    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر كلمة محمد سلماوى فى مؤتمر اتحاد الكتاب العرب ال26
قبل ميعادها بيوم واحد..
نشر في اليوم السابع يوم 23 - 12 - 2015

يلقى الكاتب الكبير محمد سلماوى، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، كلمة فى افتتاح المؤتمر ال26 للاتحاد والذى ينعقد فى أبو ظبى 24-29 ديسمبر، يقدم فيها بيانا بالإنجازات التى حققها الاتحاد خلال الدورات الثلاث الأخيرة منذ انتخابه أمينا عاما للاتحاد وانتقال الأمانة العامة إلى القاهرة فى ديسمبر 2006.
وقد حصل "اليوم السابع" على نص هذه الكلمة والتى سيلقيها سلماوى فى الجلسة الافتتاحية أمام وزير ثقافة الإمارات وبعض المسؤولين الإماراتيين إضافة للادباء والمثقفين والمفكرين الذين يحضرون المؤتمر والذين يزيد عددهم عن ال100 مشارك من مختلف الدول العربية.
يذكر أن تلك هى الدورة الأخيرة لسلماوى كأمين عام للاتحاد بعد أن قرر عدم الترشح لدورة جديدة احتراما للنظام الأساسى، ورغبة منه فى التحرر من مسئولياتها الإدارية والتنفيذية والتفرغ لإبداع الأدبى، وهو ما دفعه فى وقت سابق لإنهاء فترة رئاسته لاتحاد كتاب مصر.
وفيما يلى نص الكلمة/ التقرير التى سيلقيها الأمين العام أمام المؤتمر:
تقرير الأمين العام
المقدم للمؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
حول نشاط الاتحاد خلال السنوات التسع الماضية
الأخوات والإخوة..
مما لا شك فيه أن الفترة السابقة كانت- وما تزال- محاطة بالكثير من التحديات، إذ يشهد الوطن العربي حالة من الفوران والارتباك والاقتتال والفوضى لم تحدث بتلك الحدة في تاريخه الحديث كله، والحفاظ على الأدباء والكتاب والمثقفين العرب في حالة وحدة وتماسك لم يكن بالأمر الهين، في ظل التجاذبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عانى منها وطننا، لذلك فسوف يحسب لكم في هذه الفترة أنكم نحيتم خلافاتكم وتوحدتم خلف الهدف الأكبر والأسمى، وهو كيان الوطن ووحدته، إضافة لما تم إنجازه من خطوات غير مسبوقة في تاريخ اتحادكم الموقر.
لقد حاولت الأمانة العامة- بمساعدتكم جميعًا- طوال السنوات التسع السابقة أن تضيف إلى ما تم في الاتحاد العام قبل انتقاله إلى القاهرة، وقد حاولنا العمل على عدة محاور، سوف نذكر بعضها هنا سريعًا دون الدخول في التفاصيل.
1- تعديل النظام الأساس واللائحة التنفيذية:
أثناء اجتماع المكتب الدائم في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 بدمشق- وقبلها- وصلنا إلى يقين بضروروة تعديل النظام الأساس للاتحاد العام ولائحته التنفيذية- لأول مرة منذ إنشائه- حتى يلبي الاحتياجات المستجدة. فدعونا إلى مؤتمر عام استثنائي استضافته رابطة الكتاب الأردنيين بعمَّان في ديسمبر 2008 لهذا الغرض، وتم فيه مناقشة مقترح قدمته الرابطة للتعديل، وانبثقت عنه لجنة للصياغة، اجتمعت بالقاهرة في أبريل 2009، مكونة من ممثلين عن اتحادات وروابط: مصر واليمن والسودان وليبيا والأردن وفلسطين وسورية والإمارات، أعدت مشروعًا مكتملاً، تم عرضه على المكتب الدائم الذي عقد في يونيو من نفس العام في الكويت، في ضيافة رابطة الأدباء الكويتيين، ثم تم إقراره بشكل نهائي في المؤتمر العام الرابع والعشرين الذي عقد في مدينة سرت الليبية في أكتوبر عام 2009.
2- إصدار تقرير نصف سنوي عن حال الحريات في الوطن العربي:
لطالما عانينا من أن الوكالات والمكاتب الأجنبية، أو العربية التي تمولها دول أجنبية، تحتكر الحديث عن وضع الحريات في دول الوطن العربي، وإعطاء معلومات في هذا المجال، قد تكون غير دقيقة، أو منحازة وفق انحيازات الطرف الذي يصدرها، بينما يشكل موضوع الحريات القضية الرئيسية التي ينبغي أن يعنى بها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب قبل غيره، لهذا عرضنا على المكتب الدائم الذي عقد بمدينة العريش في يونيو/ حزيران 2007- وهو الأول بعد انتقال الأمانة لمصر- أن تتحول الاتحادات القطرية إلى مرصد للحريات، فترسل للأمانة العامة تقريرًا نصف سنوي على حال الحريات في بلادها، ويصدر الاتحاد العام تقريرًا مجمَّعًا كل ستة شهور، وقد بدأنا ذلك التقليد بالفعل منذ اجتماع البحرين- التالي مباشرة- الذي عقد في كانون أول/ ديسمبر 2007، ولم نتخلف عن إصداره حتى الآن.
وفي هذا الصدد، فقد اصدر الاتحادات العام للأدباء والكتاب العرب العديد من البيانات، وتدخل لدى السلطات الحاكمة في بعض الدول العربية في حالات التضييق على الحريات العامة وملاحقة بعض الأدباء والكتاب والاعتداء عليهم واعتقالهم وسجنهم، فقد أعرب الاتحاد العام- على سبيل المثال- عن غضبه على صدور حكم بالإعدام في المملكة العربية السعودية الشقيقة على الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، وقد بادر الأمين العام على الفور بإرسال خطاب شخصي إلى خادم الحرمين العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز يناشده ضرورة مراجعة هذا الحكم الجائر، باعتبار إصدار حكم إعدام على شاعر لما كتبه وليس لما اقترفه يعد سابقة خطيرة في سجل الحريات يصعب علينا تدارك آثارها الدولية، كذلك تم اتخاذ مواقف مماثلة إزاء أدباء وكتاب آخرين تعرضوا للملاحقة أو الاعتداء أو الاعتقال، من بينهم خالد خليفة وعدنان فرزات من سورية، الشاعر محمد بن الذيب من قطر، وخليفة أحواس من ليبيا، هدى العطاس وأروى عثمان من اليمن، ومهدى السعافين ود.موفق محادين من الأردن.. وآخرين.
- خاطبنا السلطات المحلية لتسهيل تنقل الأدباء والكتاب بين الدول العربية، حيث إن بعضهم يواجه صعوبات أمنية تعود إلى المواقف السياسية بين الدول.
3- استحداث بيان ثقافي في ختام اجتماعات المكتب الدائم:
كان البيان الختامي عادة يتطرق في بعض الأحيان للمسائل الثقافية حين تكون ملحة، وقد وجد المكتب الدائم أنه من الأفضل أن يصدر بيان مستقل باسم "البيان الثقافي" يعكس أهمية الثقافة كقضية محورية في عمل الاتحاد العام، وأصبح هذا البيان تقليدًا دائمًا، وأحد الوقائق المهمة التي تصدر عن اجتماعاتنا بشكل دوري.
4- تحويل العمل الثقافى من الإدانة والشجب إلى الفعل والتحرك:
سوف أذكر مثالين فقط- في هذا المجال- استطعنا خلالهما اتخاذ مواقف إيجابية حيال القضايا التي تهم وطننا، وعدم الاكتفاء بالبيانات التي تستنكر وتشجب- على أهميتها بالطبع-:
- إقامة جبهة ضد صالون باريس للكتاب:
في عام 2008 قدمنا نموذجًا للعمل الوطني الحقيقي الذي يمكن أن يحتذى في العمل العربي المشترك. ففي مارس من هذا العام تم الإعلان عن أن صالون الكتاب في باريس- معرض الكتاب- سوف يستضيف إسرائيل ضيف شرف ذلك العام، احتفالاً بمرور 60 عامًا على إنشائها، في الوقت الذي كان العرب جميعًا يحيون ذكرى تشريد الشعب الفلسطيني وتهجيره ومصادرة أرضه وتراثه وتاريخه، في عملية اغتصاب هي الأكبر في التاريخ الإنساني، خاصة أن هذا يتم بعد أن تخلص العالم من كل حالات الاغتصاب المماثلة التي لا تتفق مع تطور الإنسانية ومكتسبات العقل وحقوق الإنسان والدول.
وقتها قادت الأمانة العامة تكتلاً من كل النقابات العربية لإيصال صوت اعتراضنا واضحًا إلى فرنسا، وإلى كل الدول التي تدَّعي أنها تنتصر للحق والعدل وهي في الحقيقة تناصر الظالم والمعتدي، وأعددنا وثيقة اعتراض بالفرنسية والعربية معًا لتقديمها للحكومة الفرنسية.
وعقدنا مؤتمرًا صحفيًّا عالميًّا في مكتبة دار الشروق بالجيزة، خرجنا بعده في مسيرة صامتة- أمام كاميرات عدد كبير من الفضائيات العربية والأجنبية- حتى مقر السفارة الفرنسية، والتقينا على رأس وفد من عشرة أشخاص ممثلين لمختلف النقابات العربية المعنية بقضايا الحرية بالسفير الفرنسي بالقاهرة، وقرأنا عليه الوثيقة باللغتين وسلمناهما له رسميًّا، مؤكدين على اعتراضنا على الاحتفاء بذكرى النكبة العربية في فلسطين وبانحياز وزارة الخارجية الفرنسية بتقديم الدعوات للكتاب والشعراء الإسرائيليين لحضور الصالون على نفقتها الخاصة، بينما كان ينبغي أن تكون بعيدة عن هذا الأمر، وبذلك ضربنا مثلاً على مناصرة قضيتنا العادلة، والاعتراض على الدعوة الفرنسية بالفعل، ولم نكتف بإصدار بيان!
هذا التحرك الشعبي أربك الخارجية الفرنسية بالفعل، وخرجت المتحدثة الرسمية باسم رئاسة الوزراء وقتها وأبدت استغرابها من توجيه اللوم للحكومة على نشاط أهلي لا يخصها، متجاهلة الدعم الذي قدمته وزارتها لهذا العمل المنحاز.
- مبادرة غزة:
بعد الهجمة التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة في يناير 2009، دعت الأمانة العامة لاجتماع طارئ في القاهرة يومي 4 و5 كانون الثاني/ يناير 2009، بعد أيام قليلة من بدء الطلعات الجوية الصهيونية، حضره ممثلون عن مصر واليمن وسلطنة عمان والجزائر والأردن وفلسطين، وشارك فيه بإرسال خطابات وتوصيات وبيانات عدد آخر من الأعضاء، وقد تمخض الاجتماع عن الخطوات التالية:
- في 7/ 1/ 2009 أرسلت الأمانة العامة رسالة لكتاب العالم لشرح الرؤية الصحيحة للصراع الذي يدور في المنطقة، وتناشدهم ضرورة إعلاء صوتهم لإدانة الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وقد تم إرسالها إلى معظم اتحادات الكتاب في العالم.
- في 17/ 2/ 2009 تم مخاطبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية رسميًّا، باللغتين العربية والإنجليزية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة القادة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، وذلك بحكم وظيفته كمدعٍ عامٍّ للمحكمة الجنائية الدولية.
- من 8 إلى 10/ 9/ 2009، أقام اتحاد كتاب مصر مؤتمر "القدس وثقافة المقاومة" بحضور ممثلين عن الاتحادات وممثل لأمين جامعة الدول العربية، وبمشاركة من مؤسسة القدس.
- مؤتمر فلسطين:
تنفيذًا لقرار المكتب الدائم المنعقد في أبو ظبي بتاريخ 20- 22/ 1/ 2015، كان مقررًا أن يستضيف اتحاد كتاب مصر مؤتمرًا دوليًّا عن القضية الفلسطينية، يهدف إلى إعلاء شأنها وإعادتها إلى صدارة الاهتمام الثقافي والإعلامي العربي، باعتبارها قضية العرب الأولى والمحورية، وأن يصدر عنه إعلان يسمى إعلان القاهرة، لكن نتيجة للتغيرات التي حدثت في إدارة اتحاد كتاب مصر تأجل انعقاد المؤتمر. وقد وصلنا خطاب في الآونة الأخيرة يفيد باستعداد اتحاد كتاب المغرب استضافة المؤتمر إن تعذر انعقاده في مصر، وهنا أعرض عليكم الموافقة على الاستضافة الكريمة للمغرب، وأرى أن تسارع الأمانة العامة الجديدة إلى عقد هذا المؤتمر بعد ضمان التحضير الجيد له.
كما كان للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مواقف في بعض الحالات- في هذا الخصوص- نذكر منها على سبيل المثال:
- إصدار بيانات والدعوة إلى مسيرات وفعاليات شعبية في كل الدول العربية ضد الاعتداءات الصهيونية المتكررة على شعبنا العربي الفلسطيني في غزة، والتأكيد المستمر على عدالة القضية، بالتضامن مع الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات الأعضاء في الاتحاد العام، وبالتعاون مع مختلف النقابات المهنية العربية.
- التضامن مع الأدباء والكتاب الفلسطينيين الذين تعرضوا للملاحقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي مثل الشاعر والباحث الفلسطيني د.المتوكل طه، أو ممن اقتحمت منازلهم من قبل قوات أمن الاحتلال مثل الشاعر مراد السوداني، عقابًا لهما على مواقفهما المبدئية ضد الاحتلال وممارساته ضد الشعب الفلسطيني وتراثه وثقافته.
5- تفعيل العمل العربي المشترك على مستوى النقابات المهنية:
- نداء النقابات العربية بخصوص القدس:
شارك الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يوم 25/ 8/ 2014، كل من اتحاد الصحفيين العرب واتحاد المحامين العرب واتحاد المهندسين العرب، في إرسال نداء موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة/ مقرر الأمم المتحدة للأراضي المحتلة/ رئيس نقابة المحامين الدولية/ رئيس منظمة الأونروا/ رئيسة مجلس حقوق الإنسان، جنيف/ الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، لندن/ رئيس الصليب الأحمر الدولي، جنيف/ رئيس الاتحاد الدولي للمحامين/ رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان/ رئيس اللجنة الدولية للحقوقيين/ رئيس الرابطة الدولية للحقوقيين الديمقراطيين/ اتحاد مجلس نقابات محاميي أوروبا/ مجلس نقابة محاميي المحكمة الجنائية الدولية/ التحالف الدولي للمساعدة القانونية، تدعوهم إلى التحرك سريعًا لوقف العدوان على مدينة القدس، وإيقاف الحرب على غزة.
وكان الاتحاد العام قد اتخذ قرارًا بالإجماع باعتبار القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، حتى تظل قضيتها في صدارة العمل العربي: السياسي والثقافي، وقد أقيمت الفعاليات الثقافية في الاتحادات المختلفة في هذا الإطار، بالتنسيق مع الأمانة العامة، وتنفيذًا لقرارات المكتب الدائم.
- اتحاد النقابات العربية:
تقدمت الأمانة العامة عدة خطوات في سبيل إنشاء اتحاد عام للنقابات المهنية العربية، بهدف توحيد مواقفها تجاه القضايا العربية والعالمية، ليكون تأثيرها أكبر. وفي هذا الصدد عقدت الأمانة العامة عدة اجتماعات تمهيدية ضمت اتحاد كتاب مصر والاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، وممثلين عن بعض النقابات في مصر وفلسطين، وتم وضع تصور عام، وأوراق متبادلة، يمكن البناء عليها والمضي في مناقشتها تمهيدًا لقيام هذا الكيان الكبير.
- المؤتمر العربي العام السادس ببيروت:
تلقينا دعوة لحضور فعاليات المؤتمر العربي العام في فندق كراون بلازا في بيروت يومي 20 و21 نوفمبر 2015، بهدف إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ووضعها في صدارة القضايا العربية كما تستحق. وقد أعطينا الدعوة ما يستحقه موضوعها من اهتمام، وكلفنا الأستاذ الدكتور وجيه فانوس بتمثيل الاتحاد العام في المؤتمر، وأخبرنا مديره بالأمر، وفي يوم الافتتاح لم تعط الكلمة لممثل الاتحاد العام رغم إدراجها في البرنامج، لذلك فقد اتخذ الدكتور وجيه قرارًا بالانسحاب حفاظًا على مكانة الاتحاد العام، وأرسل إلينا تقريرًا بما حدث. وقد أرسلنا احتجاجًا رسميًّا إلى إدارة المؤتمر نستهجن فيه ما حدث.
6- التضامن مع الثورة العربية ومواجهة الإرهاب:
كان للاتحاد العام موقف مبدئي مساند للشعوب العربية في ثوراتها على الأنظمة المستبدة والفاسدة، بعد أن عانت طوال سنوات من الإفقار المتعمد والتسلط والقهر، مما تسبب في تأخر الوطن العربي عن ركب الحضارة العالمية، وأن يعيش عالة عليها. وقد اصدرت الأمانة العامة عدة بيانات، كما تلقينا ونشرنا بيانات الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات التي ساندت الثورات وهنأت شعوب الدول التي نجحت في تغيير أنظمتها.
على أنه كان من نتاج هذه الثورات العربية التي أسقطت الأنظمة المستبدة في أكثر من قطر عربي أن ساد قدر من الفوضى والاضطراب كان يمكن أن يهدد استمرارية عمل الاتحاد العام، وتمثل هذا التحدي في شكلين:
الأول: أن تتواصل اجتماعات المكتب الدائم في الانعقاد نصف السنوي، في ظل الوضع المضطرب الذي ساد الكثير من دول الاتحادات الأعضاء، والذي أدى في بعضها إلى تعذر استضافة اجتماعات الاتحاد العام، مما أدى بالفعل إلى اعتذارات واجهتها الأمانة العامة باستضافة ثلاثة اجتماعات في دورة واحدة، ونقل اجتماعات أخرى إلى دول أخرى أكثر أمنًا.
والثاني: أن يستمر الوفاق بين أعضاء الاتحاد العام رغم الصراعات السياسية- والعسكرية أحيانًا- بين بعض الدول العربية، وقد استطعنا تحقيق ذلك بفضل التعاون وتفهم وجهات النظر المختلفة، وحل الخلافات بالنقاش الهادئ، وتشاور الأمانة العامة مع كل الأطراف- ذات الصلة- قبل إصدار أي موقف، حتى يكون معبرًا عن "إجماع" الآراء، ورغم ما طال رابطة كتاب ليبيا من آثار التمزق الذي حدث بالقطر الليبي، وهو ما نتمنى أن يتم تداركه في القريب العاجل، فقد نجحنا في الحفاظ على تماسك الاتحاد العام في وقت تفتتت فيه تنظيمات أخرى مماثلة!
وبخلاف النماذج التي ذكرتها عن تحرك الاتحاد العام لمساندة القضايا القومية العربية، فقد اتخذ الاتحاد العام المواقف التالية:
- إصدار عدة بيانات عن الثورات التي اندلعت في بعض أقطار الوطن العربي تعبيرًا عن المواقف الثابتة للاتحاد العام ووفقًا لنظامه الأساس، بالاتفاق مع الاتحادات ذات الشأن في مصر وليبيا وتونس والبحرين وسورية واليمن، وقد راعينا فيها التأكيد على حق الشعوب في التعبير عن رأيها بالوسائل السلمية دون أن تتعرض جراء ذلك لأي أذى مادي أو معنوي، ونرفض كل أشكال التدخل الخارجي في الشئون الداخلية لأي بلد، فمواطنو تلك الدول أعلم بما يجب أن يفعلوه وما لا يجب، وأن حريات الشعوب لا تمنح من الدول الخارجية ولكنها تنتزع انتزاعًا.
- مخاطبة السلطات المحلية في بعض الدول العربية في حال الاعتداء على مقرات الاتحادات، مثل حالة اقتحام مقر النادي الاجتماعي التابع للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين من قبل قوات الأمن العراقية.
- أصدر الاتحاد العام بيانات متعددة بشأن اعتداءات جماعات العنف الديني على الأوطان والمواطنين، متخذة من الدين الإسلامي الحنيف ستارًا تغطي به جرائمها في القتل والحرق والاعتداء النفسي والبدني وتفجير القنابل في المناطق المأهولة بالسكان، وهذا ما دفعنا إلى تخصيص مائدة مستديرة مصاحبة لكل اجتماعات المكتب الدائم لمناقشة تلك الظاهرة، ومحاولة تصحيح المفاهيم الأولية للدين الذي يرفض الاعتداء على الناس، ومنها الندوة المصاحبة لهذا المؤتمر عن أزمة المفاهيم.
- أصدرنا عدة بيانات، ضد الأعمال الإرهابية التي تقوم بها بعض التنظيمات المسلحة التي تتخذ من الدين الإسلامي غطاء، وهو منها براء.
7- تعظيم ميزانية الاتحاد العام:
حين انتقلت الأمانة العامة إلى القاهرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 لم نجد حسابًا ولا أرصدة بنكية كي نستلمها، بل أخبرنا الأمين العام السابق أن الاتحاد العام مدين له بملغ 2500 دولار (ألفان وخمسمائة دولار)، فقمنا بتسديدها له نقدًا. وخلال تلك السنوات قمنا بعدة خطوات لتعظيم ميزانية الاتحاد العام حتى أصبحت اليوم دائنة وليست مدينة بمبلغ 188011 دولارًا، و4935 جنيهًا، وقد تحقق ذلك بالخطوات الآتية:
- حصلنا على تبرعين من الدولة المصرية بقيمة 550 ألف جنيه مصري، وقد ساهم هذا المبلغ في تغطية نفقات الأمانة العامة خلال الدورات الثلاث الماضية، فلم نحمل ميزانية الاتحاد العام بمصروفاتنا إلا قليلاً.
- سعينا للحصول على التبرع الذي كان أعلنه الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة بمائة ألف دولار خاصة بمشروع ترجمة المائة وخمس روايات، وحصلنا عليها بالفعل.
- كما تمكنا من الحصول على تبرع من وزارة الثقافة الليبية عام 2009/ 2010 لسد عجز عدم قدرة بعض الاتحادات الأعضاء على سداد الاشتراكات السنوية- رغم ضعف قيمتها-، وحصلنا بالفعل على 58 ألف دولار من أصل مائة وثمانية كنا طلبناها من وزير الثقافة الليبي.
- كما تجمعت في حساب الاتحاد العام الاشتراكات التي يدفعها بعض الأعضاء، والتي لم نصرف منها على أنشطة الأمانة العامة.
8- تعلية قيمة جائزة القدس:
كانت جائزة القدس- حسب لائحتها- دون قيمة مالية، يسلم درع للفائز فقط، وكان الدرع نفسه متغيرًا، فوحدنا الدرع بناء على قرار من المكتب الدائم حسب تصميم يليق باسم الجائزة ومكانتها، ثم حصلنا على تبرع سنوي دائم قيمته خمسة آلاف دولار يتحمله بالتبادل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وقد سعينا بالتعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين لتفعيل تبرع سنوي من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) بعشرة آلاف دولار، لتصير قيمة الجائزة خمسة عشر ألف دولار، وهو ما يضعها جنبًا إلى جنب الجوائز العربية الكبرى.
وقد وصلنا اقتراح من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات- أرسلناه لجميع الأعضاء في حينه-، برفع قيمة الجائزة إلى عشرة آلاف دولار يتبرع بها اتحاد كتاب الإمارات سنويًّا. بالإضافة إلى التبرع بمبلغ سنوي مماثل لاستحداث جائزة أدبية سنوية للأدباء والكتاب عرب 1948، ومعروض على جدول أعمال مؤتمركم الموقر وضع لائحة جديدة لجائزة القدس بناء على ما تقدم، ووضع لائحة لجائزة عرب 48.
9- إنشاء كيان إداري وذاكرة للاتحاد:
كان- وما يزال- من ضمن أولوياتنا أن تكون للاتحاد ذاكرة تحفظ المعلومات الأساسية عن عمل الأمانة العامة ونشاطها، ومكاتباتها وبياناتها، كما تحفظ المعلومات الأساسية عن الاتحادات الأعضاء، وعن اجتماعات المكتب الدائم والمؤتمر العام، وقد فعلنا ذلك بالفعل، والأهم أننا لم نستأثر بتلك المعلومات في الأمانة العامة، بل وفرناها لكل الأعضاء على السواء، ففي كل اجتماع درجنا عهلى إعطاء الأعضاء سجلاً مغلَّفًا فيه تقرير الأمين العام، والوثائق المهمة التي أضيفت خلال شهور ستة، وبعد انفضاض الاجتماع نرسل الأوراق الختامية لكل الأعضاء. بدأنا ورقيًّا، ثم تطور الأمر فأصبحنا نوفر نسخة إليكترونية لكل اتحاد عضو، وهو ما سيسهل عمل الأمانة العامة في المستقبل لو تم الاعتناء بتلك الذاكرة والإضافة إليها باستمرار.
وفي سبيل حفظ هذه الوثائق المهمة للتاريخ الثقافي العربي، أقترح أن تصدر الأمانة العامة الجديدة كتابًا يضم الوثائق الختامية المتوفرة للمكتب الدائم والمؤتمر العام: البيانات الختامية والبيانات الثقافية وتقارير حال الحريات والقرارات، بالإضافة إلى البيانات التي صدرت عن الأمانة العامة، وأسماء الفائزين بجائزة القدس منذ إنشائها، وتعريف مختصر عن كل منهم، بالإضافة إلى التقارير التي يقدمها الأمين العام كل ستة أشهر.
10- إنشاء موقع إلكتروني للاتحاد العام:
في بداية انتقال الأمانة العامة للقاهرة استشعرنا حاجة الاتحاد العام إلى موقع إليكتروني له على شبكة الإنترنت يتم من خلاله بث أخبار الأمانة العامة والاتحادات الأعضاء، بشكل يستفيد من التطورات التقنية، وقد قمنا بالفعل بحجز موقع على الشبكة لمدة عشر سنوات، وصممنا موقعًا، وهو ما يحتاج إلى مجهود أكبر في المرحلة القادمة لإعادة صياغته وتبويبه والعمل عليه عن طريق متخصصين ومحررين.
11- توحيد صفوف الأدباء والكتاب العرب:
لقد حاولنا توحيد صفوف الأدباء والكتاب في الدول التي تشهد تنازعًا بين أكثر من كيان، كما حدث في العراق وليبيا والسودان وسورية، وقد تمسكنا بالشروط الواردة في النظام الأساس: أن يكون الاتحاد القطري غير تابع للدولة، وممثل لكل أطياف الأدباء والكتاب في بلده دون إقصاء لأحد بسبب آرائه وعقائده وانتماءاته السياسية والاجتماعية، وأن يكون مجلسه منتخبًا ديمقراطيًّا، وقد حمتنا تلك القواعد من التفتت والانحيازات غير الصحيحة. وفي هذا الصدد فإن المؤتمر العام مطالب- حسب توصية المكتب الدائم بأبي ظبي في آيار/ مايو 2013- أن يضع ضوابط محددة في مثل هذا التنازع بين أكثر من اتحاد، وهو ما يتضمنه جدول أعمال مؤتمركم الموقر.
كما أننا حاولنا باستمرار توسيع قاعدة العضوية لتشمل كل الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، فنجحنا في ضم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في ديسمبر/ كانون أول 2007 أثناء انعقاد المكتب الدائم في المنامة، كما انضم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الأرتريين أثناء انعقاد المؤتمر العام الرابع والعشرين في سرت بليبيا في تشرين أول/ أكتوبر 2009، لولا أنه لم يكمل شروط الانضمام حتى الآن نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية في أريتريا، كما أنهينا تعليق عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين بعد توفيق أوضاعه، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بعد أن زالت الأسباب التي دفعتنا لاتخاذ هذا القرار في اجتماع المكتب الدائم ببنغازي في تشرين الأول/ أكتوبر 2010.
كما تحدثنا شخصيًّا مع العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومع رئيس وزراء دولة قطر، لكي يسمحا بقيام هيئات تمثل الأدباء والكتاب في البلدين، ووعدا بذلك، كما أرسلنا عدة خطابات للمسئولين التنفيذيين في الدولتين، كان آخرها لقاء شخصي عقد بين الأمين العام للاتحاد ووزير ثقافة قطر د.عبد العزيز الكواري وعد فيه الأخير بمواصلة بذل الجهود لقيام اتحاد للأدباء والكتاب القطريين، تمهيدًا لضمهم إلى عضوية الاتحاد العام، لكن يبدو أن بعض التعقيدات السياسية والقانونية مازالت تحول دون ذلك حتى الآن، وهو ما دفعنا إلى إصدار قرارات متعاقبة من المكتب الدائم والمؤتمر العام بدعوة الأدباء والكتاب من الدول التي ليس لها تمثيل في الاتحاد العام، وأدباء المهاجر، للمشاركة في الفعاليات الثقافية المصاحبة للاجتماعات.
وبخصوص عضوية ليبيا، فقد حاولت الأمانة العامة التواصل مع الأدباء والكتاب الليبيين وحثهم على التجمع في كيان رسمي يحتوي الجميع، حتى نتمكن من إيقاف تعليق عضويتهم بسبب تفتت الرابطة إلى عدة كيانات إقليمية، لكن ذلك تعذر حتى الآن نتيجة الظروف السياسية والفوضى والاقتتال الأهلي هناك.
- كما خاطبنا السلطات في بعض الدول لإعانة الاتحادات الأعضاء لتواجه متطلباتها المادية أسوة بما تفعله مع النقابات والاتحادات الأخرى، وباعتبار أن الثقافة حق أساسي للمواطنين، وقد خاطب الأمين العام الرئيس محمود عباس شخصيًّا، وأرسل له عدة خطابات في هذا الشأن، كما خاطب وزير ثقافة الجزائر لدعم اتحاد الكتاب الجزائريين.
12- الاستقلال عن توجهات الدول بما في ذلك دولة المقر:
وجود الأمانة العامة في القاهرة تلك السنوات التسع أعطى للاتحاد العام ميزة الاجتماع بسهولة في أي وقت، سواء بكامل تشكيل المكتب- وقد استضافته بالقاهرة أربع مرات- أو على مستوى اللجان التي عقدناها، أو للتشاور بين أي من رؤساء الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات والأمانة العامة، حيث إن دخول القاهرة لا يستلزم تعقيدات إدارية ولا موافقات معقدة إلا في حالات محدودة.
كما أنه أعطى للاتحاد العام استقلالية فيما يخص المواقف من القضايا العربية والإقليمية والدولية، فلم نكن ملزمين بالمواقف التي تتبناها الدولة المصرية باختلاف أنظمة الحكم فيها، بل عارضناها في كثير من الأحيان فيما يخص الحريات العامة مثلاً، أو التصرف حيال التدخلات الأجنبية في بعض الدول التي شهدت اضطرابات عامة وتظاهرات، حتى أننا أصدرنا بيانات صريحة وواضحة ضد نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر أثناء توليهم الحكم، ومنها الخطاب الذي أرسلتموه للرئيس الأسبق د.محمد مرسي- أثناء انعقاد اجتماع المكتب الدائم بالقاهرة في يونيو 2012- معترضين على تجاهله للكتاب والمثقفين في خطاب تنصيبه الذي ذكر فيه مختلف فئات الشعب الأخرى.
وفي نفس السياق فقد حرصنا في الاتحاد العام على استقلال مواقفنا عن مواقف أيٍّ من الدول العربية الأخرى كلما كان لها موقف مغاير لما نتخذه في اتحادنا، وكلما جارت على حريات وحقوق الأدباء والكتاب العرب في أي قطر من الأقطار.
13- المطالبة بعقد قمة ثقافية:
بذل الاتحاد العام جهودًا لعقد قمة ثقافية عربية على مستوى الملوك والرؤساء العرب، تطلعًا إلى أن يصدر عنها قرارات ملزمة في القضايا الثقافية التي تشغل المثقفين والأدباء العرب، وذلك منذ الدعوة للفكرة في المؤتمر العام الرابع والعشرين ب"سرت"، مرورًا بالاجتماعات واللقاءات المتعددة التي تمت بالقاهرة، وشاركتم في الكثير منها، لوضع الفكرة موضع التنفيذ.
وفي سبيل الإعداد للقمة الثقافية قدمنا لجامعة الدول العربية تقريرًا مفصلاً في مائة ورقة، يتضمن تصورًا للقضايا المنتظر مناقشتها في اجتماعات القمة، ومسودات للقرارات التي نتطلع إلى إصدارها، وسلمنا نسخة منه للسيد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وأرسلنا نسخًا منه إلى جميع الرؤساء والملوك العرب، وقد عُرض الموضوع على القمة التي عقدت في مارس 2010، وتمت الموافقة عليه من حيث المبدأ. لكن الثورات التي اندلعت في بعض الدول العربية، والاضطرابات التي زادت في بعضها الآخر، حالت دون المضي في ترتيبات انعقاد القمة الثقافية.
وبعد أن تولى الدكتور نبيل العربي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، عقدنا اجتماعًا معه في نهاية اجتماع المكتب الدائم الذي عقد بالقاهرة في تموز/ يوليو 2011، حضره رؤساء الاتحادات ورؤساء الوفود المشاركين في الاجتماع، وسلمنا لسيادته نسخة من التقرير، وناقشناه في التفاصيل وأكدنا له أننا مازلنا نتطلع إلى انعقاد القمة الثقافية لأهميتها القصوى، وكلفنا سيادته بمواصلة متابعة الموضوع، بعد أن تستقر الأحوال المضطربة.
14- النشاط الثقافي:
- تطوير مجلة الكاتب العربي:
رغم الجهود الحميدة التي بذلت في الدورات السابقة لإصدار مجلة "الكاتب العربي" واستمرارها إلا أنها كانت تحتاج إلى رؤية جديدة في التبويب والإخراج الداخلي والخارجي لتلائم التطورات الصحفية والطباعية المستجدة من ناحية، ولتعكس أصوات الشعراء والقاصين العرب من الأجيال التي تلت جيل الكبار. واستجابة لهذه الفكرة ناقش المكتب الدائم الموضوع مناقشة مستفيضة ليضع للمجلة شكلها المناسب من حيث القطع والتبويب والإخراج وتصميم الغلاف، كما استحدثنا قسمًا خاصًّا في كل عدد يشتمل على ملف عن المشهد الثقافي في بلد من البلدان العربية، حتى طوَّر المكتب الدائم الفكرة ليكون العدد بالكامل مخصصًا عن المشهد الثقافي للدولة المضيفة لاجتماع المكتب الدائم أو المؤتمر العام، وهو ما يحدث بالفعل الآن، كما اقترح المكتب أن تطبع في الدولة المضيفة إذا رأت ضرورة لذلك، مع توفير نسخة إليكترونية توضع على شبكة الإنترنت.
لقد اصدرنا 18 عددًا من المجلة منذ انتقال الأمانة العامة لمصر، وأرسلناها للاتحادات بشكل منتظم، عشرة أعداد لكل عضو، في البداية كنا نرسلها بالبريد، وعندما وجدنا أن ثمة مشكلات في وصولها، أصبحنا نحملها معنا ونوزعها في الاجتماعات.
- مشروع الترجمة:
ورثت الأمانة مشروع ترجمة ال105 رواية عربية الأفضل في القرن العشرين من الأمانة السابقة، ورغم أننا استطعنا أن نحصل على تبرع المائة ألف دولار لمصلحة هذا المشروع من حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، فإن مشكلات كثيرة واجهتنا عند التنفيذ، منها أن معظم الروايات في القائمة سبق ترجمتها إلى معظم اللغات، وأن لها حقوقًا لدى دور نشر عالمية كبرى سنقع تحت طائلة القانون لو تجاوزناها، كما أننا لا نستطيع أن ندفع حقوق النشر لتلك الدور، وقد قامت الأمانة العامة السابقة بنشر بعض الروايات التي لها حقوق نشر إلى اللغة الصينية بالفعل، إلا أن محدودية تلك الطبعات لم يعظم المشكلة.
وقد تعاقدنا مع ناشر روسي ودفعنا له الترجمات التي في حوزتنا، وقد نشر بالفعل رواية "المجوس" للروائي الليبي إبراهيم الكوني، وأرسل إلينا مجموعة من النسخ وزعناها على الاتحادات الأعضاء في اجتماع سابق، كما يتم نشر الروايات الأخرى في مجلات ثقافية وأدبية روسية بالتعاون مع اتحاد كتاب روسيا، وقد نشرت بعض الروايات بالفعل.
وبناء على قرار المكتب الدائم توسيع دائرة الترجمة لتضم اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية واسعة الإنتشار، فقد خاطبنا ناشرين غربيين معروفين في فرنسا وإيطاليا وإنجلترا لنشر هذه الكتب- بعد استبدال التي لا يمكن نشرها- بشكل يحقق لها الانتشار من ناحية، والفائدة المادية والمعنوية للمؤلفين، بعد أن قامت الأمانة العامة بترجمة مختصرات للتعريف بتلك الروايات إلى اللغات الثلاث، وأرسلناها لدور النشر الكبرى.
- إعادة إحياء اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا:
كان للاتحاد العام دورًا فاعلاً في الجهود المبذولة لإحياء اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا ليلعب الدور المنوط به في إيجاد سبل للتواصل الثقافي والأدبي بين أدباء وكتاب القارتين، وذلك بعد سنوات طويلة من التوقف، حاولت خلالها بعض الدول الأخرى إحياءه في دولها، وقد تمكنا نتيجة لجهودنا من عقد مؤتمر لاتحاد كتاب أفريقيا وآسيا بالقاهرة من 8 إلى 10/ 12/ 2012، كان لأعضاء الاتحاد العام حضور ملموس فيه، وقد أسفرت مشاركتكم الفاعلة عن اختيار مصر بالإجماع لتكون دولة المقر الدائم، كما أجريت انتخابات علنية لاختيار الهيئة الإدارية للاتحاد، شاركت في تحمل مسئوليتها بعض الاتحادات العربية. وقد اقترحنا أن يسعى الاتحاد العائد إلى ضم اتحادات الأدباء والكتاب في أمريكا اللاتينية، ليكون معبرًا عن معظم دول العالم الثالث، وتلقينا حتى الآن طلبات عضوية من كل من: كولومبيا وكوبا.
- الترشيح لجائزة نوبل:
لما أصبح اتحاد كتاب مصر من بين الجهات المعتمدة للترشيح لجائزة نوبل في الآداب. والتزامًا منه بدوره العربي، فقد أخطرنا لجنة نوبل بأننا سنقوم بتقديم مرشحيْن سنويًّا: أحدهما مصري، والآخر عربي. وقد عممنا الأمر على جميع أعضاء الاتحاد العام لكي نوافى بالأسماء المقترحة للترشيح سنويًّا من كل دول الوطن العربي، مع إرفاق حيثيات الترشيح، ويتم تشكيل لجنة لاختيار مرشح من بينها كل عام، ويقوم اتحاد كتاب مصر بالترشيح بالشكل السري الذي تنص عليه قواعد لجنة نوبل.
- عقد النشر الموحد:
في سبيل حرص الاتحاد العام على حصول الأدباء والكتاب على حقوقهم مقابل نشر مؤلفاتهم، دون إذعان ولا ظلم، وبالاتفاق بينه وبين اتحاد الناشرين العرب، تم التوصل إلى صيغة "عقد نشر" موحد، تلتزم به كل الأطراف في كل دول الوطن العربي. وقد أرسلنا لجميع الاتحادات الأعضاء صورة من العقد بعد موافقتكم عليه، حتى يلتزم به جميع الأطراف، كل في بلده.
وأخيرًا..
نحن على ثقة من أن ما تم في السنوات التسع الماضية، هو قاعدة للبناء عليها في سبيل أن يظل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب قويًّا وفاعلاً، وقائدًا للعمل الثقافي العربي، هادفًا إلى خدمة الثقافة العربية والأدباء والكتاب العرب في كل مكان، كما نثق أنه سوف يتم الإضافة إليه باستمرار في السنوات القادمة، ليظل منارة شامخة للفعل الثقافي العربى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.