سكة الندامة (حديد مصر) سابقا، والتى تعد من أكبر المؤسسات الاقتصادية فى عالمنا العربى ويستفيد من خدماتها (مجبرين) قرابة المليون ونصف المليون راكب يوميا، بخلاف أوجه الخدمات الأخرى كالشحن وخلافه – هذه الهيئة التى طالما أيقظتنا على كوارث مدوية جراء المشاكل المتوطنة التى لم تصادف من يملك الرغبة والقدرة على حل تلك الحالة من الترهل الإدارى الذى يغطى جنبات هذا المرفق الخدمى الهام .. ولا أدرى حقيقة المبادرات التى يطلقها المسئولون عن هيئة السكك الحديدية والتى لاتعدو كونها حبرا على ورق، فبالله عليكم أين مبادرة الأمن والسلامة فى مرفق لا أمن ولاسلامة فيه أزهق أرواح آلاف المصريين ومازال جراء حوادث القطارات المتكررة – قطارات متهالكة حالها لا يعكس مبادرة التطوير التى انتظرناها ولم تأت، لدرجة أن المواطن يعيش تحت ضغط وإرهاب طوال رحلة لا يعلم عاقبتها إلا الله، فى ظل ازدحام وعشوائية ونوافذ وأبواب محطمة وظلام دامس ومناخ خصب لممارسة كل ألوان الرذيلة.. لوبى متماسك لايقهر من الباعة والمتسولين وبلطجية القطارات ولاوجود للمنوط بهم حفظ الأمن والنظام داخل العربات. لدرجة أن الأمن والسلامة فى مغارة مظلمة أصبح مضمونا عن الأمن داخل قطار من قطارات السكة الحديد- لماذا لم يركب مسئول أحد هذه القطارات ويرى بأم عينيه ما يحدث –لماذا لم ينزل المسئولون عن هذه الهيئة من فوق مكاتبهم الفارهة ليرصدوا المخالفات والمهاترات والسوق السوداء لبيع التذاكر أمام شبابيك الحجز التى تبعد عن مكاتبهم أمتارا قليلة.. إذن أين مبادرة احترام العميل بصفته الممول الرئيسى للخدمة. إن الدولة تولى اهتماما خاصا بهذا المرفق ولكن ماعجزت فيه هو انتقاء كوادر قادرة على إدارته بضمير وإحساس بالمسئولية، وعلى ما يبدو أن استقالة وزير النقل السابق وحدها لاتكفى وأناشدكم ياساده مراعاة ضمائركم ومحاسبة أنفسكم قبل أن تحاسبوا-وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا- فاستقيلوا يرحمكم الله – وصدقونى وأنا ناصح لكم ففى مثل حالتكم هذه – ما خاب من استقال .