سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ساويرس فى روتارى الجزيرة: أنا مع دينى أرفض الزواج الثانى.. ولكن قناعاتى الشخصية أراه حلاً لمشاكل عديدة.. وأطالب الفيفا بمنح 3 تراخيص لكل منطقة بدلاً من احتكار بث المباريات
"بفكر فى رفع قضية على الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا"، لأنه ليس من حقه بيع حقوق البث لجهة واحدة، ثم تتحكم هذه الجهة فى أسعار البث، فتضرب الرقم فى 3 دون رقيب أو حسيب، وليس من المنطقى أن تدفع دولة فقيرة 20 مليون دولار لبث مباريات كرة قدم، وكان الأولى بالفيفا منح 3 تراخيص لكل منطقة، وبالتالى يبقى فيه تنافس فى الأسعار، وكمصرى اختار أفضل سعر مناسب لى بدلاً من نظام احتكار بث المباريات".. هكذا بدأ رجل الأعمال نجيب ساويرس حديثه لنادى روتارى الجزيرة مساء أمس، الاثنين، فى حضور عدد كبير من رؤساء وأعضاء أندية روتارى فى مصر. ثم تحدث ساويرس عن أزمته مع الجزائر، قائلاً: "حققت الشركة أرباحاً عالية جداً تعدت 2 مليون دولار فى السنة، مما خلق لها منافسين كثيرين، ورفض الحديث باستضافة فى المشكلة، مؤكداً أن مباراة كرة القدم لم تكن السبب الرئيسى فى الهجوم المنظم، الذى وقع على مقر الشركة الرئيسى فى الجزائر، وأنه مازال حريصاً على استمرار العمل فى الجزائر ويأمل فى تهدئة النفوس وعودة العمل من جديد. وعن قضية "الزواج الثانى" قال ساويرس، أنا مع دينى طالما دينى يرفض الزواج الثانى فأنا أوافقه، وأنضم للجبهة التى تعارض تنفيذ الحكم القضائى للزواج الثانى للأقباط، وإن كانت قناعاتى الشخصية وتفكيرى العلمانى يرحب به كحل للعديد من المشاكل الزوجية، ويعترف ساويرس بأن دينه به تشدد فى نواحٍ كثيرة بعكس الدين الإسلامى، الذى اهتم بهذه القضايا وعالجها بشكل مناسب. وأرجع ساويرس أسباب نجاحه كرجل أعمال إلى أربع نقاط، قائلاً: "لحسن حظى توفر لى عدد من العوامل أثرت فى شخصيتى كرجل أعمال أهمها: الإيمان والثقة الشديدة فى الله وهى الصفة التى وضعتها أمى بداخلى، وعلمتنى ألا أخشى إلا الله، عندى شجاعة لا أخاف من المجازفة لو أمامى صخرة، هفضل وراها لحد ما أكسرها وأعدى، ودايما عندى إحساس إنى هقدر أعدى. والتعليم: كانت فرصتى كويسة وتعلمت فى مدرسة ألمانى زرعت فى بجانب التدين الاستنارة والتحكم للعقل، فأنا عكس أحد إخوتى قراره دائماً من عقله. طريقة تربية والدى اللى كان يتركنا نعمل ما نريد، فطلعت وأنا عايز اعتمد على نفسى، "كان دايما عندى عقدة من العمل مع والدى وكان نفسى أبنى نجاحى بعيد عنه، وهو الأمر الذى لاقى قبولاً وموافقة منه، فكان يرانى فى ألمانيا أقف بين الأفارقة أبيع فى الشارع فيتجاهلنى ويكمل طريقه". وأخيراً السفر للخارج والاستعداد للبهدلة وضرب المثل بسفرياته إلى أفريقيا التى كانت أشبه بالمغامرات، قائلاً: "أحياناً كنت أسافر إلى أماكن بحس فيها لو أخدت دش هتوسخ أكتر من المياه، وكنت باكل أكل لا أعرف أى نوع من الحيوانات هذه اللحم، وأضاف: والدى كان دائما يقول اللى ينجح فى البلد دى ينجح فى غيرها من كثرة الصعوبات فيها ومشكلة أفريقيا الأمراض والأوبئة. وينتقل ساويرس فى الحديث إلى البيزنس والاقتصاد، قائلاً: "كان أفضل قرار أخذته فى الفترة الأخيرة هو التخلى عن منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" وعدم التعامل مع الجهاز الحكومى، مشيراً إلى أنه بحكم موقعه كرئيس مجلس إدارة للشركة أتعرض على النيابة خلال عام واحد 30 مرة، ودخلت القفص مرتين، وحكم على بالسجن سنة فى قضايا مختلفة منها سرقة كابل كهرباء". أوضح ساويرس، أن متاهة القوانين والتدخل القضائى فى كل شىء يعوق حركة التجارة والعمل، وبالتالى ممكن أى كلام مرسل يوصل المحكمة وضرب المثل بقصة الكلاب التى كانت تهرب من مصر إلى ليبيا خوفا من مطاردة الجمال وذبحها وعندما سألوهم أنتم كلاب هتخافوا من إيه؟ ردوا عليهم: "حلينى بقى على ما نثبت". وعن سبب عدم انضمامه لأى حزب سياسى، قال: لن أنضم إلى أى حزب سياسى قبل ما يبقى فيه ديمقراطية حقيقة وتداول حقيقى للسلطة، يعنى أية دولة كبيرة زى مصر بكل تاريخها وعراقتها مايبقاش فيها غير حزب واحد، يعنى إيه "الإخوان المسلمين" فى انتخابات الشورى لم ينجح أحد؟، وهذا لا يعنى أننى مع تفكيرهم وآرائهم ولكن قناعتى الشخصية كليبرالى أنه يأخذ كل واحد حقه ويعبّر عن رأيه مهما كنت معارضا له. وقال معقباً على انتخابات حزب الوفد: "كنت سعيداً بالتغيرات التى حدثت فى حزب الوفد رغم ثقتى فى الدكتور محمود أباظة كسياسى محنّك ووفدى قديم إلا أننا فى حاجة إلى دم جديد يحرك المياه الراكدة، ومع ذلك لم أفكر فى الانضمام لحزب الوفد أنا بحب أنجز وأشوف نتيجة إنجازى والعمل الحزبى فى رأيى تضيع للوقت". وتابع ساويرس: "رفضت أحضر لقاء أوباما أثناء زيارته إلى مصر، لأن اللقاء لم يعد له المستوى المطلوب، فما الهدف من وجودى وسط ثلاثة آلاف شخص يستمعون ويصفقون فقط دون هدف محدد". وضرب المثل بأحد محافظى الصعيد، الذى طالبه بالاستثمار فى الصعيد باعتباره صعيدياً، فوافق وحضر ضمن مجموعة من المستثمرين، ومع ذلك لم يكلف المحافظ نفسه بإعداد مجموعة من المشروعات تحتاجها المحافظة، واكتفى فقط بالتصوير مع المستثمرين والإعلام. وانتقل إلى القضية الفلسطينية وما آلت إليه، متعجباً من أن مشكلة فلسطين اليوم هى توصيل المساعدات الإنسانية، وأصبحت إقامة دولة فلسطينية رقم 2 فى التفكير، وأرجع ذلك إلى الغباء الإسرائيلى، وحماس التى تمكنت من الحكم بانتخابات نزيهة وديمقراطية كما تنادى أمريكا، ولكن فجأة هاجمت مقار فتح وأخرجوهم من غزة وشتت القضية الفلسطينية فى النزاع مع فتح". أما الغباء الإسرائيلى فى حصار غزة والضغط على حماس جعلها أقوى اقتصادياً بسبب تحكمها فى التجارة عبر الأنفاق، فتضاعفت إيراداتها، ده غير التضامن الدولى والمنح التى انهالت على حكومة حماس من دول العالم، فى الوقت الذى خسرت فيه إسرائيل إعلامياً وسياسياً، وهو ما يؤكد – حسب رأيه – أن إسرائيل وحماس وجهان لعملة واحدة. وفى حديثها أشارت شريفة سرور رئيس نادى روتارى الجزيرة إلى جرأة نجيب سويرس وصراحته المعهودة، هذا بخلاف اهتمامه بالعمل الخيرى والاجتماعى من خلال مؤسسة ساويرس للتنمية والتى تهتم بتقديم المنح للجمعيات والمنظمات الأهلية والتى تتعدى المليون جنيه، بشرط توفير برامج تدريب وتنمية بشرية تخلق فرص عمل للشباب، حيث تنطلق مؤسسة ساويرس فى العمل من مبدأ تعلم الصيد أفضل من منح سمكة لفقير أو جائع.