ذكرت صحيفة (الأخبار) اللبنانية أن المعلومات تشير بوضوح وصراحة إلى أن السيناريو الذى سبق أن طرحته مجلة (دير شبيجل) الألمانية حول جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريرى قائم فعلا لدى المحكمة الدولية، مشيرة إلى أنه سيناريو مبنى على محصلة عمل الأجهزة الأمنية المعروفة، وهو منذ سنوات موضع علم ومعرفة دقيقة من جانب أكثر من جهة. وأوضحت الصحيفة اليوم الثلاثاء - أن المدعى العام التمييزى سعيد ميرزا، تسلم السيناريو ليسلمه إلى القاضى الدولى سيرج براميرتس، وإلى قيادة حزب الله على أعلى مستوياتها والمحكمة الدولية بآلياتها المختلفة. وأشارت إلى أن الطرفين المعنيين فى القضية يلتزمان الصمت الكامل حيال الموضوع، غير أن المعلومات المتوافرة عنه وعن تفاوضهما فيه، تجعل هذا الصمت صاخبا. ووفق السيناريو الذى طرحته المجلة والذى اتهمت فيه عناصر من حزب الله بالتورط فى هذه الجريمة فإن الصحيفة /المقربة من حزب الله/ تشير إلى أن اجتماعات عدة عقدت بشأن القضية، تؤكد معطيات مفاداها أن مسألة "مجموعة الهواتف" شرحت بالتفصيل لرئيس الحكومة سعد الحريرى، وعرضت وقائعها، لجهة التزامن بالمصادفة بين مجموعة كانت ترصد هدفا إسرائيليا، والمجموعة المشتبه بها فى اغتيال رفيق الحريرى. فيما تحرص معطيات "الجانب الآخر" على الاستدراك بالقول إن التفسيرات المشار إليها فى هذا الكلام تتعلق بإحدى المجموعتين المشتبه بهما فقط، فيما المجموعة الثانية - وهى الأهم - لم يقدم أى شرح لملابسات المعلومات عنها. وأوضحت صحيفة (الأخبار) اللبنانية أن مقابلات عدة جرت فى الأسابيع الماضية بين موظفين من المحكمة الدولية وأشخاص واردة أسماؤهم فى سجلاتها، مشيرة إلى أنه بين تباين معطيات الفريقين يظهر بوضوح أن القضية طرحت فى اجتماعين رفيعى المستوى عقدا فى الآونة الأخيرة فى ضاحية بيروت الجنوبية /معقل حزب الله/ ، كما فى دمشق. ونقلت ما يتردد فى الأروقة فى بيروت عن استعداد كامل - فى حال صدور قرار اتهامى يطاول بعض الأشخاص - للخروج بموقف شخصى ورسمى، يؤكد رفض الجهة المستفيدة من الاتهام ، لأن يكون معمما أو قابلا للإسقاط على أية جهة حزبية أو قيادية فيها.. بمعنى أنه إذا اتهمت المحكمة الدولية أشخاصا قريبين من حزب الله، يبادر الفريق المعنى بالمحكمة إلى تبرئة الحزب وقيادته ، وإلى تأكيد حصر الشبهة بالمعنيين وحدهم. وفى دمشق، قيل أن كلاما أكثر أهمية تردد.. من نوع أنه فى حال ذهاب الاتهام الدولى على هذا النحو، يكون المتورطون مجموعة مخترقة داخل التركيبة الحزبية، لكن دون علم قيادتها، وبواسطة "جهة خارجية" ما.
