أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، على أن التصرف الإسرائيلى الأخير ضد أسطول الحرية "حطم الثقة فى إسرائيل وفى مناهجها، وفى حقيقة الموقف الإسرائيلى". وقال أبو الغيط اليوم، الأحد، "إن ما حدث مع السفينة التركية أمر يجب أن تخجل منه إسرائيل، لأنها سفينة مدنية وغير حربية وتحمل علم تركيا الدولة الصديقة لإسرائيل، ولا أتصور أن أحدا يرضى أن سفينة تهان فى أعالى البحار وأن أفرادها يقتلون على ظهر السفينة.. فهذه إهانة لا يجب أن تمر هكذا". وردا على سؤال حول ما إذا كانت الاعتداءات الإسرائيلية على أسطول الحرية ستؤثر على المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال أبو الغيط: "حتى الآن لم تتوقف المفاوضات". وقال: "فى الحقيقة هى ليست مفاوضات إسرائيلية فلسطينية، وإنما اتصالات لكل طرف مع أمريكا، وبالتالى فإذا ما تحدث البعض عن إيقاف هذه الاتصالات فهو يمنع الفلسطينيين من تحقيق آمالهم من خلال العمل السياسى". وشدد أبو الغيط فى المقابل على ضرورة التصدى بأكبر قدر من الحزم والحسم لإسرائيل فى مسائل الاستيطان، والقدسالشرقية، والسعى الإسرائيلى لطرد العرب من القدسالشرقية ومن الأراضى المحتلة، وقال: "لا يجب أن نتوقف عن ذلك، ولا يجب أن نيأس، وهؤلاء الذين يروجون لمناهج أخرى لا يرون حقيقة معدلات القوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وأكد وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط، على أن العرب مطالبون بمناصرة الفلسطينيين وأن يقيموا هذا القدر من التوازن بين إسرائيل وفلسطين.. مشيرا إلى أن هذا هو السعى المصرى المستمر على مدى السنوات الأخيرة. وقال أبو الغيط: "إن أية دولة تسعى لمناصرة القضية الفلسطينية نرحب بها، لأنها تساعد فى إقامة التوازن، سواء كانت تركيا أو غيرها". وحول ما إذا كان هناك قلق مصرى من تزايد الدور التركى فى القضية الفلسطينية، قال أبو الغيط: "لا يجب القول إن هناك قلقا مصريا من مساعى تركيا لمساعدة الفلسطينيين أو العرب، بل على العكس، مصر ترحب بهذا الجهد التركى وترحب بأى جهد آخر". وأضاف، "لقد زار الرئيس حسنى مبارك تركيا فى شهر يناير الماضى، وقام وزير خارجية تركيا خلال الستة أشهر الماضية بزيارة القاهرة مرتين، وكان هناك اتصال تليفونى من رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوجان، مع الرئيس مبارك تحدث فيه عن المسعى التركى للمساعدة فى تحقيق انفراجة فى الملف الإيرانى، كما أن الرئيس مبارك منذ أيام قليلة وبعد حادث أسطول الحرية أجرى اتصالا مع الرئيس التركى عبد الله جول تعبيرا له عن دعم مصر لتركيا".