سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرشحو برلمان 30 يونيو على المعاش.. أين الشباب إذن؟.. الأمل فى التغيير مرتبط بوجود طاقات شبابية داخل مجلس النواب المقبل وأصوات معارضة تحت القبة وليس خارجها
على مدار ثورتين، كان الشباب الشعلة الحقيقة للتغيير، حددوا هدفهم، خططوا ووضعوا ملامح خطوات التغيير.. ثم نفذوا، وتمكنوا من إسقاط نظامين.. الإصرار على التغيير كان الدافع الذى جعل من هؤلاء الشباب قوة ضاربة أمام مبارك ومرسى، ولكن فجأة وبدون مقدمات تضاعفت هذه القوة تدريجيا، وتراجعت للخلف خطوة تلاها خطوات، وغاب عن أعينهم الوصول لقمة التغيير واستكماله بتحقيق خارطة الطريق. حلم التغيير يرتبط ارتباطا وثيق الصلة بالأمل.. والأمل هو نوع من الانفعال يُعد دافعاً للفعل، ويؤثر على الأفكار والسلوك، ويعرفه الأطباء النفسيون بأنه موقف يبحث عن الإمكانية فى الحياة ولا يتوقع نتيجة معينة، لكى يبقى موجودا الاحتمال بأن بالشىء المفيد سيأتى.. هذا الأمل كان دافعا لدى أغلب الشباب الذين شاركوا فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، إلا أنه غاب عنهم خلال مشاركتهم فى الاستحقاقات الانتخابية المختلفة، ومع فتح باب تلقى طلبات الترشح لانتخابات نواب برلمان 2015، اختفى الشباب تماما سواء بين المرشحين المستقلين على المقاعد الفردية أو الممثلين عن أحزاب، وحتى فى القوائم الانتخابية. سيطر هذا المشهد على لجان الانتخابات بالمحاكم.. وتبدلت الأدوار، وصعد المحالون على المعاش والمتقاعدون، والنقاشون والكهربائية، وهى مهن نحترمها جميعا، وغيرهم.. فبعيدا عن حجم فرصتهم فى التمثيل تحت قبة البرلمان وحجم المقاعد التى ربما يحصلون عليها، إلا أنهم تمسكوا بأمل وحلم، ربما حلموا به يوما من الأيام، أو تعشموا فى تحقق دعوة من أم قالتها فى لحظة رضا عن ابنها «يارب اشوفك فى أعلى المناصب»، واتخذوا أول خطوة لتحقيقه بغض النظر عن النتيجة، إنهم تمسكوا بالأمل رغم أنهم «استلفوا» بحسب ما أكدوا خلال ترشحهم، من أقاربهم لاستكمال أوراق ترشحهم، ويرغبون فى إجراء تعديلات على القوانين التى صدرت خلال حكم الرئيس الانتقالى عدلى منصور، والرئيس عبد الفتاح السيسى قبل انعقاد البرلمان، رغم أنهم «مش بيفهموا فى تعديل القوانين»!.. أقصى طموح هؤلاء هو «تسيلك مجارى شارع، معاش للمطلقين، توفير علاج للمرضى ومستشفيات..»، لم يطمحوا فى تشكيل الحكومة الجديدة بعد البرلمان، ولم يستعدوا بأجندة تشريعية لقوانين، لكنهم تمسكوا بأمل بعيد وخطوا خطوة قريبة. التساؤلات هنا تزيد.. لماذا فقد الشباب الأمل.. لماذا لم يدركوا أهمية أن يكونوا شريكا رئيسيا فى هذه الفتره الهامة.. لماذا تجاهلوا مطالبات الرئيس عبدالفتاح السيسى باندماجهم فى الحياة السياسية، حرصا منه على تفعيل التجربة الديمقراطية، حسبما أكد فى أكثر من تصريح وخلال لقاءاته مع ممثلى الأحزاب السياسية؟! الشباب مطالبون بإثبات حسن نواياهم، حينما ظهروا وتعالت أصواتهم منتقدين تأخر الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق، وفتشوا فى نية الدولة وزعموا أنها تتعمد تأجيل إجراء الانتخابات، وحين أعلن رسميا الجدول الزمنى لها، اختفوا، وتخلت الأحزاب عنهم أحزابهم. برلمان 30 يونيو يحتاج عقولا شابة، يحتاج أملهم، يحتاج أن ترج أصواتهم المعارضة قبة مجلس النواب.. داخله وليس خارجه، إذا كانت اللجنة العليا للانتخابات أغلقت باب تلقى طلبات الترشح لمجلس النواب فإن باب أفكاركم وطموحكم وأملكم لابد أن يكون مفتوحا على مصراعيه. عدد المرشحين المحتملين لانتخابات مجلس النواب وارتفاع نسبة تمثيل المستقلين فيها، وغياب تمثيل الشباب وخاصة شباب الأحزاب يرجح كفة الأمل المنقوص، فلن يكون فى الحسبان أبدا أن يتمكن الإحباط من عقول شباب آمن بأهمية التغيير وثار من أجله، وسالت دماؤه واستشهد ليحققه، التغيير يتحقق بالتمسك بالأمل.