قرأت عنواناً ذات مرة واستوقفنى كثيراً وأخذت أفكر فيه وأبحث عن إجابة تقنعنى، العنوان عبارة عن سؤال.. هل نحن تافهون أم تائهون؟ للإجابة على هذا السؤال البسيط، الصعب فى إجابته، يجب أن ننظر لأنفسنا ونرى سلوكنا وأفعالنا، هل هى نتيجة عدم المعرفة ووقتها نكون تائهين نحتاج لمن يوجهنا ويساعدنا، أم أن المعرفة موجودة ولكن سلوكنا ليس مبنياً على هذه المعرفة، ولكنه بنى على معارف وثقافات أخرى وصلت بنا لحد التفاهة! هذه المعارف والثقافات التى سيطرت على عقولنا وجعلتها مخازن لما يريدون أن يضعوه أو بمعنى أصح ما يريدون أن نفكر به. عقولنا أصبحت مسيرة والمفتاح فى أيديهم.. يجب أن تفكر فى هذا ولا تقترب من هذا.. شغلنا عقولنا بأشياء واهتمامات تصل لحد التفاهة ثم نأتى ونعيب على أولادنا! تعالوا بنا ننظر لاهتمامات هذا الجيل (الموبايل والخطوط والعروض/ الشات/ الأفلام وخاصة الأجنبية/ البرامج اللى بيضحكوا فيها علينا/ الكورة والتعصب الأعمى/ شريط فلان وأغنية فلانة/ الصحف الصفرا/.....). هذه بعض من اهتمامات هذا الجيل وما خفى كان أعظم، خاصة أن اهتمامات الشباب أخذت أبعاداً أخرى كثيرة وخطيرة ولا أحملهم المسئولية كاملة، لأنهم فى الحقيقة ضحية والجانى هو. قد يختلف معى البعض لكننى أؤكد وأقسم أن هذا واقع نعيشه ونراه كل يوم ونرى أشياء أكثر تفاهة من هذه سيطرت على نسبة كبيرة من عقول أبناء هذا الجيل، جعلته ينسى كل قضاياه وهمومه ومشاكله ويفكر فى التفاهات. أصبح شبابنا بلا هدف وبلا قدوة وربنا يتولاهم، لأن محدش فاضيلهم! فى النهاية وجدت بعد تفكير عميق أن أى إجابة للسؤال (تافه أو تائه) تستدعى منى أن أفيق مما أنا فيه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وألا أنساق وراء كل ما هو تافه، وأن أكون جاداً فى تفكيرى وأفعالى لأكون قدوة وأسعى لغرس هذا وتنميته فى عقول أبنائى. أفكار جالت بخاطرى حول فيروس اسمه التفاهة انتشر فى كل مكان وأردت أن تشاركونى التفكير.. ما هى الأسباب الحقيقية؟ ما هى طرق العلاج؟