وصف وزير الخارجية الباكستانى شاه محمود قريشى لقاءه اليوم الأحد بالرئيس حسنى مبارك بأنه جيد للغاية، وقال إنه نقل خلال اللقاء تحية وتقدير الرئيس الباكستانى آصف على زردارى ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلانى إلى الرئيس مبارك. وأضاف أنه جدد خلال اللقاء دعوة باكستان للرئيس مبارك للقيام بزيارتها التى يكن شعبها كل التقدير والاحترام للرئيس مبارك، مشيرا إلى أنه تم مناقشة عدد من القضايا الراهنة وفى مقدمتها قضية البرنامج النووى الإيرانى، والوضع فى العراق. وتابع "تبادلنا وجهات النظر حول الوضع فى أفغانستان، واستعرضنا رؤيتنا بشأن هذا الموضوع، واستمعنا كذلك إلى رؤية الرئيس مبارك الثاقبة وتقييمه للموقف إزاء تلك القضايا المهمة". وأطلع قريشى، الرئيس مبارك خلال اللقاء على موقف باكستان الذى يحرص على الحفاظ على استقرار العلاقات مع الهند، واستئناف الحوار بين البلدين، موضحا أن اللقاء تناول كذلك سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وباكستان، لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، والتى ترجع إلى عام 1948. ولفت إلى أهمية التشاور المستمر بين البلدين، وتأييد كل منهما لمواقف الأخرى فى المحافل الدولية، مؤكدا الحاجة إلى مزيد من تعميق وتوسيع نطاق التعاون بين البلدين فى المجالات الاقتصادية والتجارية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتوفير الفرص أمام رجال الأعمال من الجانبين لتنفيذ مشروعات مشتركة، وهو ما سيكون محل بحث خلال لقاءاته فى القاهرة مع عدد من المسئولين المصريين ورجال الأعمال. ونوه بأنه من خلال المناقشات التى دارت خلال استقبال الرئيس مبارك له اليوم، ومباحثاته الموسعة بالأمس مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، فإنه يستطيع القول إن هناك آفاقا كبيرة لتطوير العلاقات والتعاون الثنائى بين مصر وباكستان فى مختلف المجالات. وردا على سؤال حول دعوته لتنشيط الاستثمارات المشتركة بين مصر وباكستان، قال وزير الخارجية الباكستانى شاه محمود قريشى إن اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة التى عقدت أمس قد تناولت هذا الموضوع، وقد تم بالفعل تحديد عدد من المجالات التى يمكن البدء فى التعاون بها وتحقق مصلحة البلدين وبخاصة فى مجال الصناعة، مضيفا "اتفقنا خلال اللجنة على الاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة لكلا الجانبين". وأشاد قريشى فى هذا الخصوص بنجاح مصر الملموس فى جذب الاستثمارات، فضلا عن نجاح الاستثمارات المصرية فى باكستان فى مجال الاتصالات، معربا عن رغبته فى التوسع فى تلك الاستثمارات المصرية فى بلاده. وحول موقف بلاده من عقد مؤتمر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، أشار قريشى إلى أن باكستان شاركت فى عدد من المؤتمرات المتعلقة بالملف النووى، وآخرها مؤتمر الأمن النووى الذى عقد بواشنطن، وشهد حضورا كبيرا من مختلف الدول، وكان مؤتمرا جيدا، خاصة فى ضوء ما تم الاتفاق عليه بخصوص خفض الترسانة النووية لكل من الولاياتالمتحدة وروسيا، موضحا أنه من الواضح أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يضع الملف النووى على رأس أولويات إدارته. وعن القضايا المتعلقة بالعراق والتى تم بحثها خلال اللقاء مع الرئيس مبارك، قال الوزير الباكستانى إنه ناقش مع الرئيس مبارك الانتخابات العراقية الأخيرة والمشاورات التى تجرى لتشكيل الحكومة الجديدة هناك ومدى قابلية العراقيين لتحمل مسئولياتهم فى هذا الخصوص من أجل عراق مستقر ومزدهر. وأضاف أن باكستان حريصة على تعزيز علاقاتها مع العراق، ولديها تمثيل دبلوماسى، وهى تعمل الآن من أجل إعادة فتح سفارتها بالكامل فى بغداد، وتتواصل مع مختلف القوى السياسية العراقية. وحول الوضع فى أفغانستان وما إذا كان هناك تعاون بين مصر وباكستان فى هذا الخصوص، قال وزير الخارجية الباكستانى شاه محمود قريشى إن المحادثات لم تتطرق تفصيلا لهذا الشأن وإنما ركزت على استعراض الوضع بشكل عام، وكيفية مساعدة أفغانستان على أن تتخطى الصعوبات الحالية. وأشار فى هذا الخصوص إلى أهمية الإستراتيجية الجديدة التى أعلنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن أفغانستان، والتى وصفها بأنها تتسم بقدر أكبر من الشمول والمرونة والتركيز على الجوانب ذات الطابع المدنى، وتسهيل جهود تحقيق المصالحة الداخلية فى أفغانستان، منوها بأهمية المؤتمر الدولى الذى عقد فى لندن فى يناير الماضى لدعم الاستقرار فى أفغانستان. وردا على سؤال حول وجود تقارير تشير إلى وجود أسامة بن لادن فى المنطقة الحدودية بين باكستانوأفغانستان، قال قريشى "فى الواقع إن أحدا لا يعرف على وجه التحديد أين أسامة بن لادن الآن، وهل هو موجود بتلك المنطقة بالفعل أم لا ؟".