يؤكد الدكتور علاء الدين إسماعيل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد سكرتير عام جمعية إنقاذ ورعاية مرضى القىء الدموى، أن مرض القىء الدموى يأتى فى 80% من الحالات نتيجة انفجار دوالى المرىء والمعدة بعد ازدياد ضغط الدورة الدموية البابية والتى تحدث بعد تليف الكبد. ويقول الدكتور إسماعيل، إن تليف الكبد فى مصر يكون نتيجة المرض بفيروس "سى" وعدم تلقى العلاج المناسب، مما يعرضهم لتليف الكبد بعد فترة تتراوح من 5 : 20 عاما من الإصابة بالفيروس، أو نتيجة الإصابة بفيروس "بى" أو البلهارسيا المعوية والتى تسبب القىء الدموى أما ال20% من المرضى يكون نتيجة وجود قرحة بالمعدة والاثنى عشر. ويضيف، لابد بمجرد القيء ان يتم إسعاف المريض بالذهاب إلى المستشفى حيث يتم تركيب خط وريدى يتلقى فيه المريض المحاليل والدم اللازم والأدوية التى تساعد على إيقاف النزيف وهذه الأدوية باهظة الثمن حيث أنها تعمل على انقباض الأوعية الدموية البابية حتى لا يصل الدم إلى الدوالى ويمكن للمريض أن يأخذ أكياس دم من كيس إلى أربعة أكياس وكل كيس يبلغ ثمنه إلى 180 جنيهاً للكيس الواحد ثم يتم عمل منظار على المعدة بعد غسل المعدة جيداً عن طريق أنبوب "الرايل" حيث يقوم المنظار بدور الكشف عن سبب القيء الدموى، سواء أكان دوالى أو قرحة بالمعدة ويمكن التعامل مع السبب بصورة مباشرة أثناء عمل المنظار. ويشير الدكتور إسماعيل إلى أن حالة القىء الدموى نتيجة الدوالى يمكن حقن أو ربط هذه الدوالى وإيقاف النزيف فوراً، وفى حالة النزيف الدموى نتيجة القرحة يمكن حقن القرحة أو كيها "بالأرجون" أو تركيب كلبس يوقف النزيف بالقرحة. ويرى أن عدد الوفيات بدون تدخل بهذه الصورة المثلى يصل من 30 : 50%، مضيفاً هذه النسبة إذا تم إسعافهم تنحصر إلى 10% فقط من الوفيات وطبقا لآخر إحصائية صدرت من المترددين على الجمعية فى عام 2007، 2008 إلى 3889 حالة وفى عام 2009 وصلت النسبة إلى 1930 وقد أصبحت الجمعية معروفة على مستوى مصر كلها وأصبحت تستقبل مرضى القىء الدموى مجاناً من الدرجة الرابعة ويتم الإسعاف الأولى بمجرد وصول المريض إلى المستشفى بأن يتم حقنة بحقنة فيتامين "ك" فى العضل. من جانبه يرى الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس، أن أغلب المرضى الذين يعانون من القىء الدموى يعانون من النزيف نتيجة دوالى المرىء والمعدة والذى يكون فى مجمل أسبابة فيروس "سى" المصاحب للبلهارسيا القديمة الكبدية وإذا لم يتم علاج فيروس سى فى المراحل الأولى للمرض يتم حدوث التليف الكبدى وارتفاع ضغط الدم بالوريد البابى ومن ثم حدوث دوالى المرىء ودوالى المعدة النازفة والمعروف أن مصر تنفرد عن الدول الأخرى أن السبب الأساسى للنزيف فى مصر يكون بسبب دوالى المرىء والمعدة أكثر من مرضى نزيف قرحة المعدة والاثنى عشر السائد فى الدول الغربية، وتأتى من ضمن الأسباب الأخرى للنزيف وجود وحمة فى الجهاز الهضمى أو نتيجة التهابات المعدة او الجرثومة الحلزونية والأوعية الدموية الشاذة والتى تكون فى أماكن غير طبيعية فى جدار المعدة. ويدعو الخياط للتبرع لهؤلاء المرضى، حيث تتعدى نفقات رعاية وعلاج المريض الواحد أكثر من 10 آلاف جنيه، خاصة أن هذا المرض يتطلب وقف النزيف الفورى، إضافة إلى معالجة أسباب النزف والتى تستدعى دخول المريض إلى العناية المركزة لإيقاف تدهور الكبد والغيبوبة الكبدية.