، بتعطيش الجيم الثانية.. عنوان مضحك، نعم أعلم ذلك، ولكن ما دعانى لكتابة هذا العنوان حوار شاهدته بين مجموعة من الأصدقاء يتحدثون عن علاقة الرجل بالمرأة قبل وبعد الزواج، أى أثناء فترة الخطوبة وبعد الزواج.. كان السجال دائرًا عن رفض الرجل السير فى الشارع، واضعًا يده مثلا على كتف زوجته، وتساءلوا على هناك من يسير مأنجچا زوجته بعد الزواج أثناء سيرهما بالشارع، فكانت الإجابة بنعم فتجادلوا وما الاختلاف بين الأمرين، وهل هذا الوضع يعد حلالاً أم حرامًا؟ وجدت ذاكرتى تجبرنى على المقارعة ما بين نظرة الرجل للمرأة بصفتها ملكية خاصة بعد الزواج، وحظر العديد من التعاملات العاطفية والإنسانية التى كان يعاملها بها أثناء فترة الخطبة لا لشىء سوى أنها أصبحت الآن زوجته أمام الناس، ولا يجب عليه أن يتجاوز الحد فى التعامل معها، ويجب عليهما أن يحافظا على تقاليد المجتمع، فلا يصح للرجل أن يضحك مع زوجته أثناء سيرهما فى الشارع، بل يجب عليهما التجهم حتى لا يثيرا الناس من حولهما، ولا يجب عليه أن يمسك بيديها مثلاً حتى لا تثار الشبهة، ومن المستحيل، بل من رابع المستحيلات أن يضع فعلاً يده على كتفيها أثناء سيرهما، لأن هذا الوضع يوحى بأنهما ليسا زوجين ولكن عاشقين، وربما يثير الناس فيشجعانهم على التحرش اللفظى بهما. هل هذا الكلام يعد صحيح من وجهة نظر الدين؟! حقيقة لا أعلم، ولا أذكر سوى قصة سباق النبى - صلى الله عليه وسلم - مع السيدة عائشة: كانت السيدة عائشة فى سفرٍ مع النبى - صلى الله عليه وسلم - حيث كان النبى إذا سافر أقرع بين نسائه لتخرج إحدى نسائه معه، فعندما أقرع خرجت قرعة السيدة عائشة والسيدة عائشة صغيرة، وفى الطريق قال النبى لأصحابه: "تقدموا"، وبقى مع زوجته عائشة وقال: "يا عائشة تسابقيننى". وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت : "نعم"، فتسابقا "فسبَقته"، ثم سئلت بعد ذلك فقالت: "فلما كان بعد حين واكتنزت اللحم – أى بعد شهر أو اثنين، وقد سمنت السيدة عائشة - قال يا عائشة: "تسابقيننى"، فقالت: "نعم" فسابقنى "فسبقنى"، فقال لى: "يا عائشة هذه بتلك"، أى يمازحها ويباسطها. ولكن لماذا يتصرف الأزواج بتلك الصورة بعد الزواج بينما كان الأمر على غير تلك الشاكلة فى فترة الخطوبة، باختصار لأن الرجل الآن لا يتعامل مع زوجته بصفتها إنسانة، ولكن بصفتها صورته أمام الناس، يثير مشاعرها هى بالضغينة، لأنه يخشى على صورته هو أمام الناس، هل يقول الناس إنه عاطفى ويحب زوجته "وكأنه عار عظيم"، هل الحياة الزوجية تتوقف على تلك التعاملات فقط؟ أقول لا.. هل هذا الأمر من ضرورياتها، أيضًا لا.. هل يعد عيبًا عظيمًا؟ بكل تأكيد لا. إذن لماذا أكتب عنه وهو ليس مشكلة تتوقف عليها الحياة، ويجب إيجاد حل لها؟، لأن الحياة يجب أن يكون فيها القليل من المرونة، ولأن أعظم النار من مستصغر الشرر، فربما موقف تافه كأن تحاول زوجتك تعليق يديها بيديك أثناء سيركما فى الشارع، فى محاولة منها أن تعلن للعالم أجمع كم يجمعكما من حب ومودة وألفة، وتتباهى بذلك فى لحظة عاطفة عارمة ونشوة داخلية شديدة، فيأتى رفضك ليكسر بداخلها شعورها بك وأمانها إليك. فبالنسبة للمرأة لا يتوقف أمر المشاعر عندها على الاكتفاء الذاتى، بل هى ترغب بقوة فى إخبار العالم كله أنها سعيدة مع زوجها، وكأنها تستمد قوتها من هذا. لذا سيدى الرجل، لا مانع أبدًا من "أنجچة" زوجتك، ولا مانع أبدًا من ملاطفتها بابتسامة كل فترة، ولا داعى أبدًا لوضع حسابات آراء الآخرين فى هذا الأمر، لأنه بصدق الآخر لن يتحكم فى حياتك، وليس هو من يضع لك معايير ومقاليد ذاتك، ولن يشفيه منك إلا أن يراك شقيًا لا سعيدًا، راعى زوجتك تراعيك وكن لها رجلاً تكن لك امرأة، الرجولة فى نظرى هى كفاية الزوجة عاطفيًا. وأود لفت النظر لشىء هام جدًا، هذا الأمر لا يتعارض مع الأخلاق، فلست أدعوك لمعاشرتها فى الشارع، ولا لتقبيلها قبلة عنيفة مثلاً، ليست دعوة للإباحية، ولكن بعض الملاطفات البسيطة حتى ولو بالابتسامة فهى كفيلة بإشعال الحب بقلبها وجعلها فى حالة من السعادة الدائمة معك.