يعقد الرئيس حسنى مبارك غدا الأربعاء القمة الإستراتيجية الثالثة مع رئيس الوزراء الإيطالى سلفيو برلسكونى والتى تركز بشكل أساسى على العلاقات الثنائية، والتعاون فى مختلف مجالات الاستثمار والتجارة، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتدريب العمالة. كما تتناول القمة الثنائية التى تعقد بفيلا (مادما) بالعاصمة الإيطالية روما مجمل الوضع فى منطقة الشرق الأوسط وجهود إحياء عملية السلام، وتطورات الأوضاع فى العراق واليمن والسودان والقرن الأفريقى وخاصة الصومال. صرح بذلك السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية فى روما، وقال إن الزعيمين مبارك وبرلسكونى سيشهدان تبادل وزيرى خارجية البلدين أحمد أبوالغيط وفرانكو فراتينى وثائق التوقيع على 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم وإعلان يتم التوقيع عليها فى مجالات الزراعة والنقل والصحة والتعليم والتدريب المهنى بين الوزراء المعنيين. ويعقد الزعيمان مبارك وبرلسكونى مؤتمرا صحفيا مشتركا فى ختام مباحثاتهما يلقى كل منهما كلمة تستعرض مجمل نتائج مباحثاتهما ، ثم يقيم رئيس الوزراء الإيطالى مأدبة غداء تكريما للرئيس مبارك والوفد المرافق له. وقال السفير عواد إن الرئيس مبارك يولى أهمية كبرى لزيارته لإيطاليا والتى تمثل استمرارا للإطار الرسمى الذى تم إرساؤه عام 2008 بالتعاون المعزز فى إطار ما اصطلح على تسميته بالمشاركة الإستراتيجية ونتج عنه تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحا أن كلا من مصر وإيطاليا تربطهما علاقات وثيقة ليس فقط مع بدء العلاقات الإستراتيجية العام الماضى وإنما تمتد لعلاقات وثيقة جمعت بين الرئيس مبارك وبرلسكونى منذ حكومته الأولى واستمرت بعمق مع حكومة رومانو برودى ثم عادت مرة أخرى أكثر قوة فى الحكومة الثانية لبرلسكونى وأن هذا العمق هو الذى أهلها للتعاون المعزز والمشاركة الإستراتيجية والتى أعطت زخما جديدا فى العلاقات الثنائية. وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى سيستعرضان خطة العمل الثنائى والتقدم المحرز بشأن العلاقات الإستراتيجية على ضوء القمة الثانية التى عقدت بينهما بمدينة شرم الشيخ العام الماضى. وأشار السفير عواد إلى أنه سيتم استعراض خطة العمل الجديدة للانطلاق خلال المرحلة المقبلة، حيث من المقرر أن يتم التوقيع على 24 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون من شأنها دفع التعاون الإستراتيجى والتى سيقوم بالتوقيع عليها وزراء من الجانبين المصرى والإيطالى، وذلك على التوازى وخلال انعقاد القمة المصرية الإيطالية بين الرئيس مبارك وبرلسكونى والتى سيشهد الزعيمان تبادل الوثائق بين أبوالغيط وفراتينى. وأشاد بالتعاون القائم بين مصر وإيطاليا، مشيرا فى هذا الصدد إلى مشروع الممر الأخضر لربط الموانئ الإيطالية بمصر لسرعة نقل البضائع من الخضر والفاكهة إلى السوق الأوروبية وذلك من خلال ربط ميناءى دمياط وبورسعيد بميناء بكرستيا وميناء الإسكندرية بفينيسيا والذى من المقرر تدشينه بعد غد الخميس، فى احتفالية يشهدها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المشرف على تنفيذ ملف زيادة الصادرات المصرية ومضاعفة حجم التبادل التجارى بين البلدين ليصل إلى عشرة مليارات يورو خلال السنوات الخمس القادمة. وقال السفير عواد إنه بالرغم من أن الميزان التجارى يميل إلى صالح إيطاليا إلا أن السياحة الإيطالية التى تزيد عن المليون سائح سنويا تقوم بتحقيق التوازن فى الميزان التجارى، كما أن حجم الاستثمارات الإيطالية فى مصر بلغ خمسة مليارات و800 مليون دولار. وأعلن السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس مبارك سيبحث أيضا خلال مشاوراته مع برلسكونى مراحل إنشاء الجامعة الإيطالية فى مصر التى أمر الرئيس بتخصيص الأرض لها على أن تكون مخصصة للتعليم الفنى، وعلى أن تبدأ الدراسة بها عام 2017. وقال السفير عواد إن الملف السياسى والأوضاع الإقليمية ستكون فى قلب مباحثات الرئيس مبارك، وتتناول الأوضاع الإقليمية والدولية وجهود إحياء عملية السلام مع قرب انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتى نأمل أن تحقق تقدما خلال الأشهر الأربعة المقبلة، وأن تسير على نحو لا تعرقله أية تصرفات استفزازية من جانب إسرائيل بحيث يتم توفير الأجواء المواتية لتحقيق الاختراق الذى يبرر انطلاق المفاوضات لكى تصبح مفاوضات مباشرة. وأضاف أن هناك اهتماما إيطاليا للاستماع إلى وجهة نظر الرئيس مبارك وتقديره حول الملف النووى الإيرانى والوضع فى اليمن والعراق والسودان ودارفور والقرن الأفريقى، وخاصة فى الصومال نظرا للعلاقات التى تربط إيطاليا بالقرن الأفريقى. وأكد السفير عواد أن الرئيس مبارك يأتى إلى إيطاليا ولديه أولويات بالمزيد من دفع العلاقات الثنائية والتعاون القائم بين البلدين فى المجالات الحالية والجديدة، خاصة أن الإطار المؤسسى للعلاقات الإستراتيجية يتضمن مشروعات وبرامج تستجيب لأولويات واحتياجات مصر.