سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"نزيف الأسفلت" يحصد الأرواح بالشرقية.. مصرع وإصابة ألف مواطن فى 6 أشهر.. "الكبوت والدراجات البخارية السبب".. والحسينية تجمع تبرعات لإنقاذ شبابها من الموت.. ومشروعات طرق بلبيس تسير بسرعة "السلحفاة"
حوادث الطرق بالشرقية "مسلسل يتكرر يوميا"، دون تحرك المسئولين وإيجاد حل للأزمة التى تعانى منها المحافظة وتزايدت فى السنوات الأخيرة، بسبب الإهمال و سوء حالة الطرق بالإضافة لاستخدام وسائل مواصلات غير أدمية كسيارة نصف نقل "الكبوت" والدراجات البخارية غير المؤهلة لمثل هذه الطرق. نزيف الأسفلت أدى لحصد أرواح أكثر الفئات العمرية إنتاجية من العمال والتى تقع ما بين 17 إلى 45 عاما ما بين متوفى ومصاب بحالة عجز، والتى فاقت عدد الوفيات والجرحى فى الحوادث التى تقع على الطرق يوميا عدد الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن تراب الوطن. الإحصائيات المرورية تؤكد زيادة عدد الحوادث عن حدها محافظة الشرقية أصدرت إحصائية عن الحوادث المروية التى وقعت خلال 6 أشهر الماضية ابتداء من أول يناير إلى 15 يوليو الماضى إلى 198 حادثا بإجمالى 993 مصابا، بالإضافة إلى 101 حالة وفاة، أكثر من 70% من الذكور ومن الفئة العمرية الشابة. أخطر الطرق التى تشهد حوادث متكررة وأشارت المحافظة إلى أن معظم هذه الحوادث تتركز فى 4 طرق رئيسية بالمحافظة وهى طريق " الصالحية - فاقوس" ناحية مفرق أبو شلبى الذى يوجد أنحاء بالطريق مع مدخل الكوبرى، وكذلك طريق "الحسينية - صان الحجر"، التى أطلق عليه الأهالى طريق الموت بسبب ضيقه وعدم تمهيده، ما يسبب حوادث يومية، وطريق "ديرب نجم - الزقازيق"، والذى بسبب عدم الإنارة وكثرة المطبات العشوائية التى وصلت لأكثر من 46 مطبا فى مسافة 25 دقيقة هى مدة الطريق وطريق "بلبيس – العاشر من رمضان"، خاصة ناحية ميدان الطيارة وعزبة سراج الدين وسببها الدوران بمنحى غير طبيعى، وطريق "بلبيس - أنشاص" بسبب منحى وتبة عالية بالطريق بالرغم أن تلك الطرق هى طرق إستيراتيجية لربطها بمدن صناعية إلا أنها تعانى من الإهمال الشديد. الأهالى: السيارة نصف نقل "الكبوت" سفينة الموت يقول شحاتة محمود موظف: "العربة الكبوت سفينة الموت فى الشرقية" وهى وسيلة المواصلات الموحدة فى 90% من طرق المحافظة رغم أن العالم كله يستخدم تلك السيارات فى نقل المواشى وليس المواطنين، لافتا إلى أن طريق "الصالحية - فاقوس" من المفترض أنه أحد الطرق الإستراتيجية بالمحافظة فهو يربط بين الصالحية، وهى مدينة زراعية وصناعية، وبين عدد من مراكز شمال الشرقية والذين يغادرون على هذا الطريق للعمل باليومية، ويتم نقلهم فى سيارات "الكبوت" وهى وسيلة نقل غير آمنة، حيث يقوم السائق بتحميل العمال معظمهم من الأطفال من سن 7 إلى 18 عاما بما يفوق حمولة السيارة للعمل بمزارع الموالح، ما يؤدى لانقلابها خاصة فى فصل الشتاء بسبب الشبورة، وكان أبرزها حادث وفاة 18 طفلا وإصابة العشرات. العيوب الفنية والعشوائية سبب الحوادث فى بلبيس والعاشر وعلى النقيض نجد طريقى "بلبيس - أنشاص الرمل" و"بلبيس العاشر من رمضان" هى طرق صناعية تستخدم الميكروباص فى نقل العمل وليس الكبوت مثل الصالحية، إلا أن العشوائية والعيوب الفنية سبب زيادة الحوادث. يقول محمد مرعى، إن طريق أنشاص هو طريق حربى و يربط بين المدينة الصناعية ببلبيس والمدينة، إلا أن وجود تبة بالطريق ومنحى بالقرب من قرية الزوامل يسببان الحوادث بشكل يومى والتى يروح بسببها المئات من العمال. أما محمد السيد، أوضح أن طريق بلبيس ضيق جدا وبه تقاطعات، كما أن المحافظة سبق وأعلنت عن إنشاء عدة طرق بديلة لتخفيف التكدس بهذا الطريق إلا أنها مشروعات تسير بسرعة "السلحفاة". "الحسينية" تجمع تبرعات لإنقاذ شبابها من الموت أو العجز حسام أبو راس أحد أهالى الحسينية، أشار إلى أن مراكز وقرى الشرقية منسية وتعانى الإهمال من المسئولين، مضيفا: "كل يوم نفقد عزيزا وغاليا بسبب هذا الإهمال واللامبالاة من المسئولين فنحن نعانى أشد معاناة من طريق "فاقوس - الحسينية - صان الحجر" كونه ضيق جدا وغير ممهد ولا يوجد إنارة كاملة". وتابع: "شهد الطريق يوم عيد الفطر وفاة شاب ووالدته وإصابة 3 من أسرته بجروح خطيرة، واقترحنا أننا كشباب جمع تبرعات تحت مسمى "صندوق طريق الموت"، وذلك لمحاولة إصلاح الطريق بالجهود الذاتية بعد فشل الحكومة. "طريق أولاد صقر".. لا رصف ولا إنارة ويشير على المهدى عضو المجلس المحلى السابق عن مركز أولاد صقر، إلى أن طريق "أولاد صقر - صان الحجر" رغم ربطه لأكثر من 10 قرى وتوابعهم، غير مرصوف ولا يوجد به أى إنارة ويسبب الحوادث يوميا. "الدراجات البخارية المستوردة" قنابل موقوتة أحمد عبد السلام من فاقوس، أوضح أن الدراجات البخارية هى أيضا أحد أهم أسباب الحوادث المتكررة بالشرقية، خاصة أن الأهالى يستخدمونها بكثرة كوسيلة مواصلات خاصة للموظفين للتنقل بين القرية والمدينة، لافتا إلى أن عدم الرقابة على سوق الاستيراد مقابل زيادة الطلب، تتسبب فى جلب أنواع لا تتناسب مع طبيعة الطرق السيئة، ما يؤدى لانقلابها بقائدها وتعرضه للعجز أو الوفاة مباشرة. التوك توك وسيلة مواصلات بالزقازيق السيد عبد القادر من الزقازيق،أكد أن التوك توك وسيلة فرضت نفسها على المسئولين وهى خارج السيطرة، وتسبب عرقلة مرورية وحوادث، مضيفا: "نضطر لاستخدامه داخل المدينة بعد رفع سائقى التاكسى الأجرة ناهيك عن أن سائقى سيارات السرفيس لا يلتزمون بخطوط السير داخل المدينة ويقسمون المسافات ويحصلون على الأجرة مرتين من الركاب".