"نحن أمام لحظة فارقة.. فالجامعة تقترب من عيد ميلادها التسعين، لهذا أنشأنا حرماً جامعياً جديداً، لتخريج نخب جديدة من القادة القادرين على خلق مستقبل للمنطقة بأكملها" بهذه الكلمات حاول رئيس الجامعة الأمريكيةبالقاهرة الدكتور ديفيد أرنولد إيصال فكرة انتقال الجامعة من مقرها العريق بميدان التحرير الذى تبلغ مساحته 9 فدادين إلى المجمع الجديد الذى أقيم فى التجمع الخامس بالقاهرةالجديدة على مساحة 260 فداناً، بتكلفة 400 مليون دولار. المقر الجديد للجامعة الأمريكية على وشك الافتتاح، فبعد 10 أعوام من التخطيط و5 أعوام من البناء اقتربت لحظة انتقال الجامعة، لتتحقق فكرة إنشاء مقر جديد للجامعة التى ظهرت عام 1997 حين قرر مجلس أوصياء الجامعة ترك المقر القديم بوسط البلد، والاتجاه إلى آفاق جديدة خارج العاصمة، وتحسين الحياة الجامعية للطلاب والأساتذة، إضافة إلى تطوير مساهمات الجامعة تجاه مصر والمنطقة.. وتم بالفعل شراء الموقع الجديد فى نفس العام. وبرغم كل ما يقال عما سيحدثه المقر الجديد من طفرة فى مستوى التعليم داخل الجامعة لكونه مزوداً بأحدث النظم التكنولوجية المتقدمة، ويتماشى مع البيئة، فإن قطاعاً كبيراً من الطلاب، يرفضون فكرة النقل. الموقع الجديد سيؤدى إلى انخفاض المشاركة السياسية للطلاب فى الأحداث الداخلية والخارجية، كما يتوقع كريم صلاح "طالب بالسنة الثالثة بكلية السياسة والاقتصاد" مضيفاً أن الجامعة ستنعزل تماماً عن بؤرة المجتمع، كما أن المبنى نفسه يشبه إلى حد كبير معتقلات القرون الوسطى، ويشكو كريم أيضاً من البعد الشديد للمقر الجديد، ويتساءل كيف يمكن لى أن أتواجد فى المقر الجديد فى الثامنة صباحاً يومياً وأنا أسكن فى حى الزمالك؟ إدارة الجامعة ترفع المصروفات الدراسية قبل كل تيرم، بحجة تمويل المقر الجديد، كما يؤكد طالب فى السنة النهائية، رفض ذكر اسمه، مضيفاً أنهم كطلاب فى السنة النهائية سيتخرجون في الجامعة فى يوليو المقبل، أى قبل افتتاح المبنى الجديد، و بالتالى فليس من حق الجامعة أن تجبرهم على دفع هذه المبالغ الإضافية. العمل المجتمعى والخيرى الذى تميزت به الجامعة فى السنوات الأخيرة سيتأثر بالسلب نتيجة البعد عن الأماكن التى تحتاج إلى التنمية والانفصال عن البسطاء، كما توضح مى الشيخ مسئولة أسرة طلاب «علشانك يا بلدى» للتنمية المجتمعية، مبدية مخاوفها من أن تتنازل الجامعة بعد الانتقال عن معاييرها الصارمة فى اختيار أعضاء هيئة التدريس، نتيجة زيادة عدد الطلاب المقبولين فى الجامعة، بدءاً من العام المقبل تواكباً مع التوسعات الجديدة. انتقال الجامعة من مقرها القديم إلى مقرها الجديد بالقاهرةالجديدة سيكون له مؤيد ومعارض سواء من الطلبة أو من أعضاء هيئة التدريس بكل تأكيد كما يرى الدكتور حسين أمين رئيس قسم الإعلام بالجامعة مبرراً هذا بأن منهم من سيرى أن الانتقال سيسبب له بعض المتاعب خاصة إذا كان ساكناً بالقرب من الجامعة الحالية، رغم أن شرط القرب لم يعد له قيمة فى ظل الاختناقات المرورية التى تشهدها القاهرة، وهى الاختناقات التى تساهم فيها بالتأكيد سيارات الجامعة الأمريكية نفسها، ويؤكد أمين أن تحول ميدان التحرير مؤخراً إلى مسرح للاحتجاجات السياسية يعرقل وصول الطلبة إلى الجامعة، ويؤخرهم عن الامتحانات، مما يضطر إدارة الجامعة إلى عقد امتحانات أخرى، كما أن هذا يؤثر أيضاً على المحاضرين، فنظام المحاضرات لدينا يحدد 7 دقائق فقط لانتظار الطلبة المحاضر، وأن لم يأت يغادرون قاعة المحاضرات، فالمعاناة واحدة لدى الأساتذة والطلبة، ويختتم أمين بأن الإقبال على الجامعة الأمريكية ربما يتأثر بعد الانتقال إلى المقر الجديد لأن معظم الطلبة المقيمين فى أكتوبر مثلاً سيفضلون الذهاب إلى جامعات قريبة منهم، كما أن القاهرةالجديدة، حيث المقر الجديد، بها أكثر من جامعة مثل الجامعتين الألمانية والفرنسية.