أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، بياناً حول انتخابات نقابة المهن الموسيقية، التى جرت أمس على مقعد النقيب، بمسرح السلام فى شارع القصر العينى فى ظل منافسة طاحنة بين كل من منير الوسيمى النقيب الحالى، وهانى مهنى، وحلمى أمين، الذى لم يظهر له أى تواجد دعائى. قسمت الصناديق فى القاهرة إلى 7 لجان انتخابية، وأشرف على الانتخابات قضاة منتدبون من محكمة جنوبالقاهرة الابتدائية، وأجريت بعد أن كان مقرراً لها يوم 21 مارس الماضى، حيث تقدم أربعة مرشحين لخوض لانتخابات من بينهم منير الوسيمى النقيب الحالى، وحلمى أمين النقيب الأسبق وهانى مهنى وحسين المشهداوى، تم استبعاد الأخير فيما بعد، ولكن اللجنة العامة المشرفة على انتخابات النقابات المهنية برئاسة المستشار رئيس محكمة جنوبالقاهرة الابتدائية، قررت تأجيلها إلى أجل غير مسمى، دون أسباب، ويصل حجم الجمعية العمومية للنقابة إلى ما يقترب من 4000 عضو. أجريت فعاليات الانتخابات وسط وجود أمنى مكثف حول مسرح السلام، ظهر فى تصميم الأمن طريق ضيق لعبور أعضاء الجمعية العمومية الذين لهم حق التصويت، ووصل الأمر إلى وجود ضابطى شرطة يفحصون بطاقات العضوية للأعضاء للسماح لهم بالمرور من باب المسرح، رغم أنه الأمر يجب أن ينظمه المشرفين على النقابة، وينحصر دور الشرطة فى الحفاظ على الأمن بين أنصار المرشحين، وتم تقسيم اللجان الانتخابية على النحو التالي: اللجنة الأولى من رقم 22 3609 اللجنة الثانية من رقم 3611 4808. اللجنة الثالثة من رقم 4809 6003 اللجنة الرابعة من رقم 6011 7387. اللجنة الخامسة من رقم 7380 8135 اللجنة السادسة من رقم 81398922. اللجنة السابعة من رقم 89269785. الدعاية والبرنامج الانتخابى: اكتظت مقدمة مسرح السلام وردهاته بالداخل بالدعاية المكثفة "لافتات بلاستيكية" أو "بانرات" بالألوان للمرشحين، وكانت دعاية المرشح منير الوسيمى أكثر كثافة بكثير من دعاية هانى مهنى، وانتقد أنصار هانى مهنى ما اعتبروه (بذخ) فى الإنفاق، واعتبروا ذلك صرفاً من أموال النقابة، وحملت دعاية الوسيمى تأييد (جموع الموسيقيين للوالد الموسيقار منير الوسيمى)، كما وزعت دعاية لتأييده تحمل صور لنوادى المنصورة و6 أكتوبر ومشروع الإسكان، كما وزعت دعاية تحمل نتيجة عام 2010، بالإضافة إلى صورة الوسيمى. إضافة إلى ذلك ارتدى عدد كبير من الشباب من أنصار الوسيمى "تى شيرتات" تحمل اسمه وصورته على وجهيها، كما ارتدى البعض الآخر لافتات بلاستيكية مصممة للارتداء، وتحمل صورته وتشير إلى تأييده. بينما لم يوزع (هانى مهنى) إلا دعاية ورقية ملونة تحمل على أحد الوجهين، صورته الشخصية، وعلم مصر، وتحتها شعار "معا نحو التغيير والإصلاح والشفافية". وحملت دعاية الوسيمى (اللافتات) تأييد عدد من المطربين منهم تامر حسنى وسعد الصغير، إضافة إلى كلية التربية الموسيقية وأكاديمية الفنون ودار الأوبرا. كما وزع الوسيمى ورقة موجهة للأعضاء تحمل برنامجه الانتخابى ومنها "الاستمرار فى زيادة المعاش ، تنفيذ برنامج العلاج الشامل على مستوى الجمهورية، تقسيم مبلغ التأمين إلى جزءين جزء للعضو عند بلوغ المعاش وجزء للأسرة عند الوفاة أو العجز، بناء النادى الخاص بالنقابة بمدينة 6 أكتوبر، عمل أكاديمية موسيقية، الاتفاق مع شركة بيع الأدوات الموسيقية وعمل تخفيض مناسب فى سعر بيع الآلات لأعضاء النقابة، تطوير جمعية الإسكان والبناء للموسيقيين. وتواجد المرشح منير الوسيمى على باب مسرح النقابة وبجانبه كل من الموسيقار حلمى بكر، ومجدى الحسينى عضو مجلس النقابة، وعبد الباسط حمودة. بينما ظل هانى مهنى واقفا طوال اليوم، يتلقى تحيات أنصاره، ويعطى أحاديث تليفزيونية. وبجانبه كل من فيصل خورشيد المونولوجست المعروف ومصطفى كامل الملحن والمطرب وجاء للتصويت عدد من أعضاء النقابة المعروفين منهم المغنية فاطمة عيد. بدا الإقبال كبيراً منذ بداية اليوم، إلا أنه أصبح أقل بين الساعة الواحدة والنصف والثالثة ظهراً، وتصاعد مرة أخرى حتى نهاية اليوم الانتخابى الساعة الخامسة مساء. ويعتمد هانى مهنى على أصوات بعض أعضاء المحافظات مثل الإسكندرية وبورسعيد وطنطا. وتشير المؤشرات إلى اكتمال النصاب القانونى للانتخاب (نصف عدد أعضاء الجمعية العمومية مسددى الاشتراكات). وفى حوار مع مراقبى المؤسسة أشار المونولوجست فيصل خورشيد احد أنصار هانى مهنى إلى وجود عدد من الأعضاء لم يجدوا أصواتهم فى كشوف الانتخاب ، رغم أنهم يحملون بطاقات عضوية وقاموا بسداد الاشتراكات، واتهم موظفى النقابة بالمسئولية عن ذلك لصالح النقيب الحالى، كما انتقد البذخ فى الإنفاق على الدعاية وحجم الوجبات الموزعة على أنصار الوسيمى، مشيرا إلى أنها تتم على نفقة النقابة! كما أكد المرشح هانى مهنى وجود مشاكل بالجداول ، ممثلا ذلك بإحدى العضوات التى وجدت أسماءها فى الكشوف التى فى خارج اللجان، بينما لم تجد اسمها فى الكشوف المودعة باللجنة نفسها، مشيراً إلى عدة حالات منها 19 بالإسكندرية، و13 ببورسعيد، وعدد من الأصوات بالقاهرة، وانتقد (مهنى) حجم الدعاية المبالغ فيها للمرشح الآخر، مشيراً إلى أن دعايته قام هو بالصرف عليها، وهى دعاية محدودة، مؤكداً أنه يسعى لتعامل محترم مع الموسيقى من جانب أجهزة الدولة. كما زعم هانى مهنى إلى ما سماه "ظاهرة شراء الأصوات" من جانب المرشح المنافس، مؤكداً أن بعض من تلقوا أموالاً قاموا بانتخاب(مهنى) داخل اللجان. كما أشار إلى أن الجهاز المركزى للمحاسبات أشار فى تقاريره إلى وجود أخطاء فى الصرف داخل النقابة. النتيجة: بدأت عملية فرز الأصوات فى قاعة مسرح السلام فور انتهاء موعد التصويت ومنذ عملية فرز الأصوات والنتائج تشير إلى فوز الوسيمى، وهو ما أثار غضب هانى مهنى الذى غادر المسرح قبل إعلان النتيجة رسمياً داخل مقر محكمة جنوبالقاهرة. وقد أعلن مساء أمس المستشار رئيس محكمة جنوبالقاهرة والمشرف على النقابات الفنية الثلاثة فى انتخابات عن فوز الموسيقار منير الوسيمى نقيبا للموسيقيين، حيث حصل على 2030 صوت بينما حصل منافسه (هانى مهنى) على عدد قليل من الأصوات برغم مساندة عدد من الأعضاء له، حيث حصل على 590 صوتاً، بينما فاز المرشح الغائب حلمى أمين ب18 صوتاً. يذكر أن الانتخابات جرت فى جو لا يخلو من الهدوء، وكانت المعركة الانتخابية السابقة على هذه الانتخابات قد حفلت باتهامات متبادلة من جانب كل من المرشحين وصلت إلى التهديد بالقتل، وتقديم بلاغات للنائب العام والاتهام بإهدار المال العام. وكان أنصار هانى مهنى اتهموا الوسيمى، بأنه يقوم بتقديم عروض مالية لأعضاء النقابة لشراء أصواتهم الوسيمى، وأكدوا أنه يحاول حالياً حشد أكبر عدد من الأصوات على صفه عن طريق الوعود المالية، مشيراً إلى أن هذه الأموال من أموال النقابة. وأشار هانى مهنى إلى قيام البودى جارد بمنير الوسيمى بمنعه من وضع الصور الخاص بحملته الانتخابية داخل النقابة، كما تم منعه من وضع الصور والبرنامج الانتخابى أثناء جولته فى النقابة الفرعية بالزقازيق. وانتقد هانى مهنى قرار تأجيل الانتخابات السابقة، التى كان مقرراً لها يوم 21 مارس الصادر من المستشار محمد على حسن رئيس محكمة جنوبالقاهرة وطلب منه التدخل لمنع منير الوسيمى من ممارسة مهام منصب النقيب، لأن هذا لا يحق له، إلا أن رئيس المحكمة رفض طلب مهنى بالتدخل مشيراً عن علاقته بالموضوع تنحصر فى الإشراف على العملية الانتخابية وفرز الأصوات، وبعد أن تقدم هانى مهنى بشكوى بخصوص هذا الأمر لممدوح الليثى قام الأخير بتشكيل لجنة مكونة من أربعة مستشارين يرأسها المستشار نور فرحات وقررت هذه اللجنة التى تضم الدكتور محمد نور فرحات والأستاذ مجدى سليم والأستاذ محمد عبد العزيز عبده والأستاذ سامى عبد الباقى، أن النقيب المنتهية ولايته منير الوسيمى سوف يستمر فى مباشرة مهام منصبه لمدة ثلاثة أشهر، على أن يخاطب السيد المستشار رئيس محكمة جنوبالقاهرة للدعوة لانعقاد الجمعية العمومية لانتخاب النقيب خلال هذه المدة، وقد استندت اللجنة فى قرارها إلى القانون رقم 35 لسنة 1978 والقانون رقم 100 لسنة 1993، وقد أشارت اللجنة إلى أنها من حيث طبيعة عملها واختصاصاتها لجنة استشارية ، كذلك تم التطرق إلى أن القانون رقم 35 لسنة 1978 يخلو من نص يتم تطبيقه على تلك الحالة، فهو يتناول أمر مغاير وهو خلو منصب النقيب مع استمرار ولايته، لذا تم الاحتكام إلى القانون رقم 100 لسنة 1993، خاصة إلى الفقرة الثالثة من مادته الثانية التى تتعرض لمسألة عدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية لانتخاب النقيب، ورتبت على ذلك استمرار النقيب الحالى فى مباشرة اختصاصاته لمدة ثلاثة أشهر يدعى خلالها الجمعية العمومية لانتخاب النقيب الجديد، وفى أول تعليق له على القرار أكد هانى مهنى أن هذا القرار غير ملزم، وبعدها بأيام تم تحديد موعد إجراء الانتخابات يوم 4 مايو 2010. استنتاجات ختامية: بفوز الوسيمى تهدأ مؤقتاً تراجيديا الصراعات الانتخابات داخل النقابة فى هذه المرحلة لتبدأ مرحلة جديدة فى النقابة، وقد تتصاعد مرة أخرى عند إجراء انتخاب مجلس النقابة بعد عامين، وبهذا الفارق الكبير بين المتنافسين لصالح الوسيمى، وتشير النتيجة الكبيرة التى حققها الوسيمى إلى استمرار علاقاته بالجمعية العمومية سواء فى القاهرة أو المحافظات، وهذا يلقى عليه عبئاً آخر من خلال ضرورة نيل ثقة معارضيه، خاصة فيما يتعلق بانتقادهم للإدارة الفردية من جانبه لشئون النقابة، وغياب العمل الجماعى خاصة بعد فصل الوسيمى لعدد من أعضاء المجلس الحالى من العضوية. كما أدى الجو الساخن الذى أحاط بهذه الانتخابات إلى قيام الأمن لأول مرة بتنظيم دخول أعضاء الجمعية العمومية ربما خوفاً من نشوب مشاجرات بين أنصار المرشحين المتنافسين. يذكر لأعضاء الجمعية العمومية للنقابة إجراء الانتخابات فى جو هادئ لم يشوبه عنف انتخابى رغم الجدل الذى سبق عقد تلك الانتخابات.