يعانى قطاع التأمين ضد الحريق بعض المشكلات التى قد تؤثر على النجاح الذى يحققه، حيث أكد عدد من الخبراء أن هذا القطاع يعد من القطاعات الناجحة فى سوق التأمين المصرية، إلا أنهم أشاروا إلى وجود بعض المشكلات والممارسات غير السليمة التى تواجه هذا القطاع وتتسبب فى حدوث خسائر، لافتين إلى أن أهم الأخطار التى تواجه القطاع هو لجوء بعض الشركات إلى المضاربة فى الأسعار. على بشندى رئيس قطاع الشئون الفنية بالمجموعة العربية المصرية للتأمين ونائب رئيس اللجنة العامة للتأمين من الحوادث بالاتحاد المصرى للتأمين، أكد أنه أحياناً تلجأ بعض الشركات إلى افتعال الحرائق للحصول على مبالغ التأمين، ولذلك يتم عمل تقرير جنائى للتأكد من طبيعة الحريق. وأضاف أن الذى يؤدى إلى تعرض شركات التأمين إلى خسائر هو لجوء إلى المضاربة فى الأسعار للحصول على عدد أكبر من العمليات، وأشار إلى انه عادة ما تقوم الشركات بعمل اتفاقيات إعادة تأمين للمساعدة فى تغطية التعويضات، ولكن المنافسة والمضاربة فى الأسعار ساعدت على هروب معيدى التأمين ورفضهم للتعامل مع الشركات المصرية، موضحاً أن هناك مجموعة من العوامل لحماية الشركات من الخسائر أهمها تحديد السعر قسط التامين العادل من وجهة نظر العميل والكافى من وجهة نظر شركة التامين والابتعاد عن المضاربة فى الأسعار والاكتتاب الفنى السليم لجذب معيدى التامين إلى السوق مرة أخرى. فى الإطار نفسه أوضح بشندى، أنه يجب على الشركات أن تقوم بتأسيس إدارة للمخاطر تضم مجموعة من المهندسين والخبراء ليقوموا بمعاينة الشركات فى حالة وقوع الحوادث والتأكد من طبيعة الحريق وتحديد حجم الخسائر والتلفيات التى يتم على أساسها تحديد حجم الخطر لتحديد السعر العادل للتامين الذى يجب أن تتحمله الشركة. فى حين ترى نادية حافظ رئيس اللجنة العامة للتامين من الحريق بالاتحاد المصرى للتامين ورئيس قطاع التأمينات العامة بشركة مصر للتأمين أنه يجب على كل شركة تامين قبل أن تدخل فى عملية تأمين ضد الحريق تقوم بعمل معاينة للشركة المؤمن عليها للتعرف على وسائل الأمان الموجودة بها، موضحة أنه عادة ما تتسرع الشركات فى الحصول على العمليات التأمينية دون أن تقوم بمعاينة الشركة رغم أهمية هذه الخطوة التى تحمى الشركة من الوقوع فى خسائر فيما بعد. وأضافت أنه يجب على أى شركة تأمين تدخل فى عمليات تأمين ضد الحريق أو أى تغطية تأمينية لابد وأن يكون لديها الميزانية الكافية التى تسمح بذلك كما يجب أن تدرس العمليات التى تدخل فيها بشكل جيد حتى لا تتعرض للخسائر، أما بالنسبة للمضاربة فى الأسعار أكدت حافظ أن الشركة التى تضارب فى الأسعار للحصول على عمليات تأمينية أكثر تعرض نفسها للمخاطرة، وبالتالى من الطبيعى أن تتحمل نتيجة ذلك فى حالة الخسارة. ويقول سامى نجيب الخبير التأمينى ورئيس شعبة التأمين بأكاديمية البحث العلمى، إن فرع الحريق من أكثر الفروع التى تحقق مكاسب لشركات التأمين وبالنسبة للمضاربة فى الأسعار، أوضح نجيب أن التأمين ضد الحريق يدخل ضمن ريع الاستثمار فى شركات التأمين، ولذلك فمن الممكن أن تتمكن شركة من استثمار الأموال بشكل جيد جداً، وبالتالى تتمكن من تقليل قسط التأمين عن الشركات الأخرى أقل، وهو ما يساعدها فى الحصول على عمليات أكبر.