أقدم اعتذارى

سألونى الناس.. لماذا أنتِ حزينة؟
لماذا لا تجدين.. الكتابة عن السعادة
عن الأمل المفقود.. عن الحب الضائع؟
لماذا لا تصفين.. عناق القلوب المشتاقة
ولمعة العيون المتعطشة.. للحب؟
لماذا لا تسطرين لنا بنود راحة البال
وكيفية الوصول إلى ضحكة من القلب؟
لماذا لا تفتشين فى مفرداتك...
عن كيفية الوصول إلى طريق اأمان
والنهل من الحنان؟
لماذا لا تكتبين... تردد إذاعة أم كلثوم
..وعبد الحليم.. ونجاة؟
لماذا لا ترشدينا عن طريق..
ملىء بالأشجار.. ونسيم عليل..
ومياه نيل براقة..
وهدوء بلا فراغ.. وضجيج بلا ضوضاء
لماذا تعجزين عن إلقاء محاضرة عن كيفية.. كيف نحيا الحياة؟
وشردت.. وفكرت.. كثيرا ما ننصح ولا نستطيع أن نعيش بنصائحنا..
وقلت أين... أمى... رمز الفرحة المصرية الأصيلة الصابرة التى انحنى ظهرها..
ولكن رأسها شامخة..
وأين ذهب.. أبى.. الذى ارتسمت على قسمات وجهه علامات.. الزمن وشقاء
الأيام أين أسرتنا الصغيرة؟
أين ذكرياتنا الجميلة البريئة؟
..رحلت أمى.. ورحل معها..
... رونق الحياة..
..ومات.. أبى بعد ما انكسر القلب
من الفراق لرحيل أعز الناس..
رحلت الذكريات بحلوها ومرها..
مع رحيل السنين...
تفرقنا وعشنا غرباء بدون سفر..
حتى عندما نلتقى.. لم تعد أحاديثنا
الآن.. كأحاديث الماضى..
أحاديث تفتقر إلى البراءة..
تفقد الحنان والانتماء..
..تغيرها كثيرااااااا... الوجع أصبح
عنواننا.. والصمت سيطر على كلامنا
...لذا.. أقدم اعتذارى..
إنى عجزت أن أحدثكم عن السعادة..
لأنى مفتقداها وفشلت أن أرشدكم..
لطريق الأمان.. لأنى لا أعرف عنوانه
وليس لدى ما أخبركم به عن كيفية الوصول لضحكة من القلب..
لأن طريق الجراااااح طويل طويل..
فى قلبى.. وكثيرا ما تخذلنى الكلمات
وتهرب منى المعانى وتضيع المفردات
وأقول لأمى وأبى.. ويوسف ومريم..
لمن رحلوا... سبتوا فراغ كبير
ملأ.. دنيتى لذا أقدم اعتذارى...