بصمت فرض هدوءا دائماً على حياتهم ذات الجدران العالية التي وضعها "التوحد" حولهم"، انطلقت أيديهم على الورق الأبيض ترسم كل ما يجول بخواطرهم بدون الإفصاح عنه، وتحولت هذه الرسومات إلي جزء من أحدث طرق علاج التوحد، التي وضعتها "ريهام السنباطي" الفنانة التشكيلية التي خصصت رسالتها للحصول على درجة الماجستير لأطفال مرض التوحد، ووضعت فيها قواعد حديثة للعلاج "بالحواديت" التي يرسمها الأطفال، وتسردها "أبلة فضيلة". علاج التوحد برسومات أطفال التوحد، وحواديت "أبلة فضيلة"، هي أحدث طرق علاج مرض التوحد التي درستها "السنباطي" في رسالتها العلمية، وتجاوزت بها حدود الدراسة الأكاديمية، لتتحول لموقع تفاعلي يقدم "الحكايات" التفاعلية بالصوت والصورة للأطفال، ويساهم في خروجهم من عالم العزلة كما أكدت أثناء حديثها لليوم السابع عن الفكرة قائلة : كان هدفي من رسالة الماجستير، تطوير مهارات التواصل من خلال الفن، لذلك اخترت مرض التوحد، لأن ضعف التواصل الاجتماعي هي أكبر مشاكلهم. وتشرح "السنباطي" موضوع الرسالة قائلة : موضوع رسالتي هو تصميم قصص اجتماعية تفاعلية على الانترنت للأطفال ذوى التوحد، كمدخل لتنمية مهارات التواصل الاجتماعية، والقصص عبارة عن شخصيات قام الأطفال بابتكارها، وذلك بعد عدد من ورش العمل مع 6 أطفال هم عينة البحث، من مؤسسة ابنى لعلاج التوحد. أما عن الجزء الذي شاركت فيها أبلة فضيلة بصوتها الذي خلدته الإذاعة، وأدخلته السنباطي في تجربة علاج بالفن، تتحدث قائلة: حكايات أبلة فضيلة البسيطة، هي أفضل ما يمكنه التعبير عن الشخصيات التي ابتكرها الأطفال، كما انها تحمل أهداف هامة في حدوتة بسيطة، لذلك قمت باختيار ثلاث حكايات لأبلة فضيلة هي "ريم، أبيض وأسود، ونقطة مطر" ، وصممت موقع للقصص، على أن تتحرك الشخصيات التي قام بابتكارها الأطفال على صوت أبلة فضيلة، وأن تكون القصة تفاعلية، بالشكل الذي يسمح للطفل بأن يشاهد القصة، ويستمع للأغنية، ثم يقوم بتلوين الشخصيات بنفسه. تنمية المهارات الحركية، والاجتماعية، والتشجيع على الابتكار، وإحياء صوت أبلة فضيلة في أول موقع تفاعلي يخاطب أطفال التوحد، هي أهداف "السنباطي" التي فاقت أهمية الحصول على رسالة الماجستير، كما أوضحت "الهدف الأكبر كان مساعدة الأطفال، وتحويل العلاج بالفن لأمر ملموس يمكن ممارسته من خلال الموقع، إلى جانب الاستمتاع بصوت أبلة فضيلة، التي وضعت بصمة لا يمكن محوها في تربية الطفل المصري". صورة من القصص التي ابتكرها الأطفال شخصيات من خيال أطفال التوحد جزء من الحدوتة التي ربطتها ريهام بالرسم والموسيقى واحدة من حكايات ريهام في الموقع التفاعلي