الرجل يتهم المرأة وأهلها بأنهم السبب فى رفع المهور وبالتالى عزوفه عن الزواج.. وهم يتهمونه بالتفريط وعدم تحمل المسئولية فتسبب فى العنوسة. تتهمه بالصدود ويتهمها بالبرود.. وتراه بخيلا ممسكا ويراها مسرفة مهلكة. هى لا تجيد فن الإغراء.. وهو لا يحسن العطف والاحتواء. إنه لا يجلس معى ولا يحادثنى.. إنها لا تسمع لى ولا تستوعب ما يؤنسنى. شيمته الغضب لأتفه الأسباب.. سجيتها النكد وكثرة العتاب. لحل هذه المعضلة أول خطوة هى اتهام النفس والسعى فى تقويمها أولاً.. أما اتهام الطرف الآخر فإنه ينسينى عيوبى وقد تكون هى الأصل فى المشكلات الحادثة، ثم إن هذا يدفع الطرف الآخر إلى العناد، واتخاذ موقف المدافع. فليقل كل طرف: واجبى.. قبل أن يقول حقى. ثم إننى أريد أن أقول: إذا صحت البداية حسنت النهاية فإن الجرح ينْغر بعد حين إذا كان البناء على فساد فبحسن الاختيار، وتأسيس البناء على تقوى من الله، والاتفاق على أسلوب المعاملة، أكبر الأثر فى دوام حسن العشرة. ورحم الله رجلا أفصح لزوجته عما يكنه صدره. و أذكركم بحديث النبى صلى الله عليه و سلم:(خيركم خيركم لأهله). البعض يظن أن الأمر على العكس من ذلك.. فمعاملة الغرباء لابد أن تكون هى المقياس، أما الأهل فلا يحتاجون إلى وصاية!! وعندما تتأمل تهتدى.. فالمرء قد يَخْدع الآخرين بحسن المعاملة، فمعاملتهم محدودة.. أما فى البيت فيسقط القناع.. وتظهر إن كانت أخلاقه سجية أم مطية!! فالمطلوب أن يحرص كل من الطرفين على الخيرية.. لا الأحقية. وحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره. فحسب كل طرف من زوجه أكثره، فلا يصح أن نرى الشوك ونعمى عن الندى.. فكفران العشيرة مذموم.. والزوج إن كره من زوجته خلقا رضى منها آخرا، والحر لا ينسى وداد لحظة.. فلا تنظروا إلى النصف الفارغ من الكوب. ولكننا وللأسف نصرح بالخطأ ونهمس بالاعتذار!! نصرّْح إن كرهنا وقد لا نلمح حتى إذا أحببنا!! قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ {34} وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ). فإذا كان هذا أثر الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة على الأعداء الألداء، فكيف سيكون أثرها فى الأزواج الأوفياء؟! فعلى كل من الزوجين أن يعلما أنه ليس يشين أحدهما الهزيمة والتنازل عن بعض حقوقه للطرف الآخر، بل ما يشين حقا الحرص على كسب موقف على حساب مستقبل كامل.. فنكون كمن أراد أن يبنى قصرا فهدم مصراً. وختاماً: من أراد زوجة كفاطمة، رضى الله عنها، فليكن هو كعلى، رضى الله عنه، ومن أرادت زوجاً كعلى، رضى الله عنه، فلتكن هى كفاطمة رضى الله عنها.