كنت فى مشوار مع أمى لشراء لوازم إحدى المناسبات السعيدة للعائلة.. أسعدكم الله وجعل العاقبة عندكم فى المسرات، وبعد شراء ما لزم لتلك المناسبة اتفقت انا وأمى على أن نتخذ مترو الإنفاق كوسيلة للنقل من أجل العودة إلى المنزل، وعند دخولنا المحطة وجدنا مكتبًا يجلس عليه رجلان من رجال الأمن أو يمكن القول اثنان من عساكر الأمن ويبدوان من لهجتهما أنهما من الأرياف، وسألونا على ما تحويه الحقائب التى نحملها فقلنا لهم إنها فساتين وأحذية وما إلى ذلك... "لوازم الفرح بقى ". .. .. و دون تفتيش ودون نظر إلى ما تحويه الحقائب "صدقونا"... صحيح نحن لم نكذب بشأن الحقائب وأنها كانت تحوى ما ذكرناه لهم... ولكن... ما الدليل على صحة كلامنا؟... أليس من الممكن أن يدعى أى شخص يحمل أية حقائب أن بها أية أشياء عادية.. ويكون بها ما يؤذى من متفجرات أو غيرها؟ ... . خاصة فيما نحن فيه من ظروف عصيبة نحارب فيها الإرهاب. ولا اخفى عليكم... . لقد قفز إلى ذهنى تلك الأسئلة وهما أمامى فتقدمت لأحداهما وسألته: " ما الدليل على ان كلامنا صحيح... فأى احد يستطيع ان يقول اى شىء ومن الطبيعى انه لن يقول لك ان معه شىء مؤذ اذا كان كذلك؟ ... . و كانت الإجابه هى: "معلش بس مش عايزين نبهدلكو الحاجة بتاعتكو"... فى ظل تلك الجملة، شعرت بشعورين متناقضين تماما.. الأول هو إحساس بالخجل من شدة ذوق الرجل... وشعرت بطيبة أهل القرى، أما الإحساس الثانى فكما قلت إنه على النقيض تماما أو إن صح القول إحساس لا يمت بصلة للإحساس الأول فقد شعرت بالتساؤل فى نفسى.. ألهذا الحد نحن شعب طيب؟؟.. أم أنها سذاجة منهما؟ ... أم أنه تقصير أمنى فى التشديد على المجندين وأن يكونو حازمين فى التعامل فى مثل تلك المواقف؟ ؟.. فعلى الرغم انه موقف عابر إلا انه يعنى الكثير ويشير إلى أكثر. رجال الأمن بصفة عامة هم حماة الوطن... ولا قامة للوطن دونهم... وقد عرف الشعب المصرى قيمة ذلك خاصة بعد ثورة يناير وما حدث بشأن غياب العنصر الأمنى فى إحدى الفترات، ولهم منا كل الاحترام والتقدير. ولكن ما اود قوله هو ضرورة الانتباه للثغرات الأمنية... فموقف مثل الذى رويته فى السابق يعد من أخطر الثغرات الأمنية، التى يمكن أن يحدث من ورائها كوارث كبيرة، فالثغرة الأمنية بصفة عامة أيا كانت رغم صغر شأنها إلا أنها تشكل خطرا عظيمًا يستطيع أن يهدد ويدمر أشياء كثيرة. أعرف جيدًا أن لكل نظام آمنى فى العالم ثغرات، وأنه لايوجد نظام امنى محكم مائة بالمائة، ولكن موقف مثل الذى رويته على الرغم من حسن المعاملة التى تلقيتها فيه، إلا اننى حزنت لشعورى بوجود تلك الثغرة الامنية التى يمكن ان يذهب بسببها مئات بل آلاف من الضحايا الأبرياء، لذلك عزمت على كتابة تلك المقال كمحاولة لدق ناقوس خطر وتحذير من ثغرة يمكن غيابها عن الإذهان، ولإنقاذ ضحايا قبل أن يضحى بهم من قبل إيدى الارهاب الغاشم، لعلى أفعل شيئا.