سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كنيسة بلا أجراس.. مراهقون يشعلون فتنة توسيع دور العبادة بقرية «الشروقى» ويفسدون مجالس الصلح العرفية ..الأقباط هجروا كنيستهم المعرضة للسقوط فوق رؤوسهم ولجأوا للصلاة فى بيت أحد الأهالى
فى قرية لا يتعدى سكانها 5 آلاف نسمة، تسبب بضعة شباب، عاطلين عن العمل فى إشعال فتنة توسيع إحدى الكنائس بالقرية، وتوقف البناء بها، رغم صدور قرار رئاسى بذلك، وقد أكد أهالى القرية أن الشباب المراهق لجأ إلى التطرف والمغالاة، بعد ضياع أحلامه فى السفر إلى ليبيا أو العراق، بسبب الأحداث المشتعلة هناك، والتشديد فى إجراءات السفر. والقرية المقصودة هنا، هى قرية الشروقى، المعروفة لدى مسؤولى مركز سمالوط، الذى تتبعه القرية باسم قرية الجلاء، والكنيسة المشار إليها، هى كنيسة السيدة العذراء، التى أنشئت بالقرية عام 1977، ولا تتعدى مساحتها ال60 مترا، وتعانى من تصدعات، تجعلها آيلة للسقوط، وقد أدى سوء حالتها إلى هجرها من قبل مسيحيى القرية، الذين لجأوا إلى الصلاة فى أحد بيوت الأهالى. وقد حصلت «اليوم السابع» على فيديو يظهر أحد المصلين داخل الكنيسة، كما يظهر سوء حالتها، وضيق مساحتها، وخطورتها على المصلين داخلها، الأمر الذى يبرر صدور قرار بترميمها وتوسيعها، منذ عام 2005، من قبل الأجهزة المعنية، لكن الظروف الأمنية حالت وقتها دون التنفيذ، وعند إعادة الأهالى مطالباتهم بتنفيذ القرار، مطلع العام الحالى، أطلت الفتنة بوجهها القبيح، فتعثرت المطالب المشروعة. وفى مطرانية «سمالوط»، التى تتبعها الكنيسة أكد لنا المسؤولون أن المشكلة فى طريقها للحل، فى حين حذرنا سكان المركز من الأقباط، من الذهاب إلى القرية، بسبب حالة الشحن الطائفى المشتعلة بين المتطرفين من أهالى القرية، وبين مسيحييها، ممن يؤيدون توسيع الكنيسة. لكن الذهاب إلى القرية كان أمرا ضروريا، لكشف حقيقة الوضع بها، وقد تدخل أهالى القرية المتضررين، لإقناع عمدة القرية، بالسماح ل«اليوم السابع» بالتجول فى القرية، وزيارة الكنيسة محل الأزمة، وقد أكد لنا عمدة القرية «أحمد راسم» أن الأجهزة الأمنية، والمحافظة، والوحدة المحلية، إضافة إلى المطرانية، والعائلات الكبيرة فى القرية، تحتوى الأزمة بأطرافها، وأن المشكلة فى سبيلها إلى الحل، خلال الفترة المقبلة. ويضيف العمدة أن القرية تعانى من نقص شديد فى الخدمات، فالصرف الصحى غير متوفر، والقمامة لا تجد من يجمعها، ولا يوجد صندوق بريد بالقرية، الأمر الذى يجعل أصحاب المعاشات يتحملون مشاق الذهاب إلى القرى المجاورة، لصرف معاشاتهم، كما أن القرية تعد من القرى الطاردة للسكان، بسبب عدم توفر فرص عمل بها، مما يدفع الشباب إلى الهجرة لخارج البلاد، وحين لا يتوفر لهم ذلك، يفتعلون المشكلات داخل القرية. ورغم تأكيد عمدة قرية الشروقى أن المجلس العرفى، الذى عقد عقب اشتعال أزمة توسيع الكنيسة، خرج بشروط مناسبة لجميع الأطراف، فإن عددا من أهالى القرية، ممن التقت بهم «اليوم السابع»، أكدوا غير ذلك إذ قالوا، إن المجلس العرفى خرج بتوصيات جائرة فى حق مسيحيى القرية، تمثلت فى منع بناء منارة بالكنيسة الجديدة المزمع بناؤها، والمنارة هى الجزء العلوى من الكنيسة، الذى يوضع عليه الصليب، ويكون بداخله الجرس، وهى السمات العمرانية المميزة للكنائس، كما أوصى المجلس العرفى بعدم بناء نوافذ للكنيسة، وكذلك عدم بنائها مرة أخرى، فى حالة انهيارها. يوسف موريس، أحد سكان قرية الشروقى أكد أن أهالى المنطقة من المسلمين، قدموا عروضا للإسهام فى بناء الكنيسة، بمجرد الإعلان عن إعادة بناء الكنيسة، مؤكدا أن القرية لم تكن تحمل ذلك الطابع الطائفى من قبل، فقد كان أهالى القرية يشاركون بعضهم البعض الأحزان والأفراح دون تميز، لكن يبدو أن أفكارا دخيلة، تسببت مؤخرا فى تطرف المراهقين والشباب، وحثهم على كراهية الآخر. «سمير جالين»، أحد المنتمين لكبار العائلات المسيحية بقرية الشروقى، أكد أنه مر بنفسه على كل بيوت القرية، قبل الشروع فى توسيع الكنيسة، ليخبرهم بالأمر، وكأنه يدعوهم إلى عرس، وقد ابدى جميع الأهالى موافقتهم على ذلك، ولا يعرف حتى الآن، كيف نبتت الكراهية فجأة، حيث بدأت الاعتداءات على أملاك عدد من مسيحيى القرية، قبل أن تتدخل العائلات وأجهزة الأمن، لإيقاف ذلك. من الأمور التى يجب لفت النظر إليها، هو الهوة الكبيرة، بين المعلومات التى تصل إلى المسؤولين، ووسائل الإعلام المختلفة، والخاصة بأوضاع القرى والمراكز خارج العاصمة، وبين الحقيقة على أرض الواقع، وأبسط مثال على ذلك هو اسم قرية الشروقى محل النزاع الطائفى، والتى يعرفها الإعلام والمسؤولون باسم قرية الجلاء.