كرسى خشبى وضعه أمام الكشك المستقر إلى جوار باب المقبرة التى يسكنها.. ضجيج المكان لا يمنعه من الغوص فى عالمه الخاص وقطعة النحاس التى ينقش عليها تراث الفن العربى لتخرج من يديه وتسافر العالم أو تباع فى أرقى المحلات السياحية. عم مجدى نقاش النحاس الموطن الحقيقى لمهنة عم مجدى زكى هو حى الحسين أو شارع النحاسين حيث ينتشر دقاقو ونقاشو النحاس على أبواب المحلات الشهيرة، ولكن الرجل الذى يسكن مقابر المماليك لم تتاح له الفرصة أو القدرة على شراء محل هناك، فجعل صنعته هى تأشيرة استمراره فى المهنة من المقبرة الصغيرة التى يسكنها لتفتح له أبواب المحلات الكبيرة لسنوات، وحينما بدأت السياحة تختفى فتح كشك سجائر على باب "القرافة" التى يسكنها ليضمن باب رزق بسيطًا ويحوله إلى معرض خاص لأعماله. الكشك والمقبرة وعلى بابهم عم مجدى ينقش النحاس يحكى عن مهنته: "غياب السياحة أثَّر على المهنة ولكنى فضلت الاستمرار من الكشك بدلاً من التوقف عن العمل". ويتذكر أنه بدأ المهنة صبيًا وتعلم من "الصنايعية" الكبار التى كانت تتركز المهنة فى عائلاتهم، "تعلمت بسرعة وأصبحت صنايعى مثلهم". نقش النحاس رغم عشقه للمهنة إلا أنه رفض أن يعلمها لأولاده "السياحة كملت على المهنة لكن هى أصلا لصاحب المعرض، الصنايعى فيها حقه ضايع رغم أن الصنايعية المحترفين قليلون وقطعة النحاس المنقوشة صح تحتاج لتدريب سنوات طويلة". لقطة قريبة لأعمال الرجل ويشير إلى أن "بحر الشغلانة" وتراثها كبير جدًا ودق القطعة يستغرق منه يومًا فى حال كان النقش "والمزاج رايق" ولكن فى حال كان النقش بدون مزاج "ممكن تاخد يومين وتلاتة". ويتمنى أن تعود السياحة لمنطقة الحسين حتى يستطيع تسويق بضاعته فى المحلات الكبرى، "لأن زبون المقابر تعبان وفين وفين لما بتقف عربية تشترى قطعة". النقش على النحاس عم مجدى زكى النقش أمام الكشك عم مجدى المقبرة والكشك وعم مجدى قصة حب زبائن عم مجدى