البطالة من أهم المشكلات الاقتصادية التى تهدد المجتمعات وتعصف باستقرارها. وهى ليست مشكلة اقتصادية فقط بل مشكلة نفسية وأمنية وسياسية. والبطالة تعنى وجود فرد فى المجتمع قادر على العمل وسلك طرق كثيرة للبحث على العمل ولم تمنح له فرصة العمل لقلة العمل أو عدم وجود فرص عمل متاحة. والبطالة بوجه عام تعد آفة اجتماعية ومشكلة اجتماعية واقتصادية لها آثارها السلبية على المجتمعات. وأكثر الناس ضرر هم الشباب تلك القوة الدافعة فى المجتمع، بهم تنهض الأمم والشعوب، هم صانعو الحضارات، وسواعد المجتمع الفتية، عليهم يقع العبء الأكبر فى صناعة مستقبل الأمم. كيف يحدث هذا وهم بلا عمل وبلا استقرار، أن البطالة هى معول هدم المجتمعات، تدمر طاقات الشباب، وتسبب لهم الإحباط واليأس، إن للبطالة آثارا سلبية على الشباب بصفة خاصة وعلى المجتمعات بصفة عامة. لها آثار على زيادة معدل الجرائم، وارتفاع معدل الانتحار، وزيادة الجرائم، مثل السرقة وانتهاك الأعراض، كما تدفع الشباب فى غياب الوازع الدينى إلى شرب الخمر. كما أن لها آثارها على الصحة النفسية للشباب لأن نسبة كبيرة من العاطلين على العمل يفتقدون تقدير الذات، ويسيطر عليهم الملل واليأس، وتعوق البطالة عملية النمو النفسى لدى الشباب وللبطالة أنواع كثيرة منها: البطالة الدورية والناتجة عن دورية نظام رأس المال المتنقلة دوما بين الانتعاش والتوسع الاقتصادى وبين الانكماش والأزمة الاقتصادية . أيضا هناك البطالة الاحتكاكية وهى ناتجة عن تنقل العمال بين الوظائف والقطاعات . كما أن هناك البطالة المقنعة وهى تتمثل فى حالة من يودى عملا ثانويا لا يوفر له كفاية من سبل العيش. كما أن للبطالة أسباب لا تخفى على أحد منها: الهجرة من الريف إلى المدينة، والنقص فى تنمية الإنتاج، وتدنى مستوى المعيشة، وعدم ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل. ولخطورة مشكلة البطالة فى حياة الأمم والأفراد اهتم الإسلام بها وعمل على حلها وتقديم العلاج الناجع لها. وووضح القرآن خطورة التواكل وعدم السعى وعدم العمل، وحض القرآن فى كثير من الآيات على العمل وفضل السعى والضرب فى الأرض. قال تعالى (فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)(الملك-15).أيضا فى سورة الجمعة (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله). كذلك صارت السنة المطهرة فى نفس الاتجاه وحضت الكثير من الأحاديث النبوية على العمل وتفعيل الطاقات المهدرة. منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الكاد على عياله كالمجاهد فى سبيل الله) وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب المحترف الأمين). من هنا نجد حرص الإسلام على العمل وتوجيه المجتمعات للسعى وعدم إهدار الطاقات وخاصة طاقات الشباب. وفى هذا السياق يجب على الدولة أن تهتم بتوفير فرص العمل للشباب لاستغلال طاقتهم من أجل بناء المجتمعات وتحقيق سبل النهضة والاستفادة من هذه الطاقات المعطلة.