استضافت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك مساء أمس، ندوة للفنان والباحث فى علم القلم الدكتور أحمد مصطفى، وذلك فى حضور ياسر عثمان مدير المكتبة وعدد من الفنانين التشكيليين من بينهم الدكتور رضا عبد السلام وسامح إسماعيل والدكتور أشرف رضا رئيس مؤسسة آراك للفنون والثقافة التى نظمت الندوة التى شهدت إقبالا جماهيرا كبيرا. وفى كلمته قدم الدكتور أشرف رضا الفنان أحمد مصطفى الذى ولد في الاسكندرية عام 1943، وهو فنان وباحث ذو شهرة عالمية وحجة في مجال الفن والتصميم الإسلامي. وأضاف الدكتور أشرف رضا أن الفنان أحمد مصطفى تعلم في البداية كفنان تصويري وفقا لتقاليد الكلاسيكية الجديدة الأوربية وكان يستمد إلهامه أساسا من فناني عصر النهضة، ثم اكتشف جذوره الإسلامية وأصبح يخصص كل أعماله تقريبا لتكوينات مجردة تستند فى معظمها إلى آيات القرآن الكريم، واستطاع أن يبدع لغة بصرية غنية رائعة بفضل طريقة مبتكرة في الجمع بين مهاراته كمصور وكخطاط كبير وفقا لفن الكتابة الإسلامي. الفنان احمد مصطفى وتابع"الدكتور أحمد مصطفى يعيش في لندن ويعمل فيها منذ عام 1974 وهو يدير مركز الفنون للفن والتصميم العربيين وهو المركز الذي أنشأه في عام 1983 كما اشتغل بالتدريس والمحاضرة في كثير من أنحاء العالم وهو الآن أستاذ زائر في معهد أمير ويلز للعمارة بلندن وفي جامعة وستمنستر بلندن وكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية، وقد أقيمت في كثير من بلدان العالم معارض لإنتاجه المتنوع الغزير بما في ذلك اللوحات والمنسوجات الجدارية والطبعات المحدودة بالشاشةالحريرية والزجاج الملون". وأضاف الدكتور أشرف رضا"فاز الفنان أحمد مصطفى بجوائز كبرى عن لوحاته ومنحوتاته المنفذة على الطريقة الغربية في بينالي الاسكندرية في عامي 1968 و 1974، وفي نفس هذا العام فاز بمنحة لمواصلة الدراسات العليا في التصميمات المطبوعة بالكلية المركزية للفن والتصميم في لندن حيث حصل على الدبلوم العالي في الدراسات الطباعية المتطورة فى 1975 ثم درجة الماجستير بامتياز في 1978 وعمل محاضرا في فن الخط الإسلامي بالكلية ذاتها من 1980 حتى 1982 وذلك بالإضافة إلى عمله كمشرف على الدراسات العليا في تصميم أنماط مبتكرة للحروف العربية". وتابع الدكتور أشرف رضا"في عام 1989 وبعد بحوث مضنية طيلة 11 عاما حصل الفنان أحمد مصطفى على درجة الدكتوراة من المجلس القومي البريطاني لمنح الدرجات الأكاديمية عن دراسته بعنوان "الأساس العلمي لأشكال الحروف العربية" وهي الدراسة التي أعدها في الكلية المركزية للفن والتصميم بالتعاون مع المتحف البريطاني، وقد أدى هذا البحث المتميز الذي يستحق أن يعرف على نطاق واسع إلى كشف النقاب بدقة عن الشبكة الهندسية التي يقوم عليها "الخط المنسوب" الذي وضعه في القرن ال19 الوزير والمهندس والكاتب ابن مقلة. وقد ظلت المعايير التي حددها ابن مقلة لكتابة أشكال الحروف العربية متّبعة إلى يومنا هذا لما يزيد على 1000 سنة". وقال الفنان الدكتور رضا عبد السلام فى كلمته:"إن الفنان أحمد مصطفى يمتلك 43 عاما من العطاء للفن، ويعتبر باحث علامة ومتصوف مبدع، لأنه ليس خطاطا تقليديا"، وتابع"مشاهدة لوحاته تعد بمثابة رحلة يأخذ فيها جمهوره من الأرض للسماء". وقال الفنان أحمد مصطفى فى كلمته:"أن كتاب "الخط الكونى" الذى ألفه مؤخرا بناء على أبحاثه وخبرته الفنية كلفه عشرة سنوات نمن العمل المضنى". جانب من الحضور وأضاف الفنان أحمد مصطفى أن"الإنسان يلزمه للتقرب إلى الله معرفة السنن الكونية التى تحرك دورة الحياة، وأن ذلك النوع من المعرفة تسمى المعرفة الجوهرية، التى تساعده فى الإجابة على أسئلته المختلفة". الفنانين رضا عبد السلام واحمد مصطفى والدكتور أشرف رضا و ياسر عثمان مدير المكتبة وتابع" تعريف العمل الفنى هو مواكبة الشكل بالمضمون، بالإضافة إلى التقدير بالسرد من خلال المعايير الهندسية". وأضاف الفنان أحمد مصطفى"أن الله حينما أنزل القرآن فقد أنزل المضمون، وان التحدى الكبير أمام المبدعين المسلمين كان أنه وجد نفسه أمام مضمون متقن من صياغة الله". جانب من الحضور وعرض الفنان أحمد مصطفى بعض نماذج االخط العربى منها رسالة من الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو فيها حاكم البحرين للإسلام، وصفحة قرآنية مكتوبة بالخط الكوفى المائل، وكذلك نماذج لآيات من القرآن بخط النسخ. موضوعات متعلقة.. "التوثيق الحضارى" يطلق بوابة إليكترونية لتوثيق تراث العلماء المسلمين