أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى أهمية انعقاد القمة العربية المقبلة فى شرم الشيخ فى هذا التوقيت، نظرا لما تواجهه الدول العربية من تحديات غير مسبوقة، مشيرا إلى أن القمة ستتعامل مع كل القضايا المطروحة، وأن تشكيل قوة مشتركة ستكون ضمن الموضوعات التى تتناولها، لكن القرار بشأنها بيد القادة العرب. وأشاد العربى فى حوار أجرته معه صحيفة "عكاظ" السعودية بدور المملكة فى إرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة والداعم للجامعة فى كل العهود، مثنيا على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتنقية الأجواء وتحقيق التضامن العربى. وقال الأمين العام ردا على سؤال حول الظروف الحالية التى تنعقد فيها القمة العربية يوم السبت المقبل فى شرم الشيخ، وكيف ستتعامل مع التحديات القائمة خاصة بؤر الالتهاب المشتعلة - "مما لا شك فيه أننا أمام قمة غير مسبوقة تواجه بالفعل تحديات كثيرة، ستتعامل معها وتبحثها جميعها، وهى تحديات تستوجب تجاوز أى خلافات قائمة وإعطاء الأولوية لها، خاصة الإرهاب العابر للحدود، الذى بات لا يستثنى أحدا ويهدد كيانات ودولا قائمة فى بنيانها". وأضاف "والأهم أن هناك أمرين يتعين أن تكون لهما الأولوية فى هذه المرحلة، أولهما يتعلق بما هو رد الفعل المطلوب من الدول العربية فى مواجهة التحديات التى تهدد الأمن القومي، والتى تتمثل فى تنظيمات إرهابية اخترقت كل الحواجز وانتشرت فى كل مكان. وتابع والثانى يتمثل فى أهمية صدور قرار بشأن الميثاق الذى تم تعديله طبقا للمعايير الدولية من جانب لجنة رفيعة المستوى، تشكلت لهذا الغرض منذ 3 سنوات، ووضعت تصورها لهذا التطوير وتحديث منظومة العمل العربى، وفقا للمعايير الدولية ولما جرى فى منظمات مماثلة، مثل الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة.. وحتى يتواكب أداء الجامعة مع الوضع الراهن وتضطلع بمسئولياتها الملقاة على عاتقها". وعن تقييمه لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لتنقية الأجواء وتحقيق التضامن العربى، قال العربى "هذه مبادرة كريمة وهامة من جانب خادم الحرمين الشريفين، وهى محل تقدير كبير. وأرجو أن يتم العمل وفقا لهذا الإطار، ونثمن عليها بقوة وعلى الجهد الذى يقوم به الملك سلمان، والمملكة فى الواقع حريصة على تعزيز العمل المشترك". وعن تفسيره للانتقادات التى توجه للجامعة قال العربى "من يريد أن ينتقد الجامعة فلينتقد هذا حقه إن كان يريد التقويم والمصلحة العامة والبناء ودفع العمل العربى للأمام، وتلك أمور لا أتدخل فيها ولا أضيق بها، لكننى أستغرب الهجوم فى هذا التوقيت، خاصة أننى أطالب منذ مدة طويلة بضرورة التركيز على موضوع أساسى وهو صيانة الأمن القومى العربى مما يتعرض له من تهديدات كبيرة، وهو أمر كررته، وأؤكد عليه فى كل مرة، وعلينا أن نبحث أين نحن وإلى أين نسير؛ لأن التحديات جسيمة، أما الموضوعات المالية والإدارية فلنتركها لما بعد القمة". وردا على سؤال حول مدى مسئولية الجامعة وأمينها العام عن الوضع العربى الراهن؟ قال العربى: "نعم كل المنظمات والتجمعات الدولية هى مرآة لدولها وتعكس إراداتها، وكما ذكرت نحن نرى أنه لا ينبغى أن ننصرف عن القضايا الرئيسية وننشغل بقضايا ونواح فرعية مالية وإدارية ليس هذا وقتها، وأن تكون هذه الأخيرة فى اجتماعات تعقد على مستوى المجالس سواء المندوبين أو الوزارى". وعن القمة المرتقبة وكيف ستتعامل مع الملفات الملتهبة وما هو مصير تشكيل القوة المشتركة؟ قال العربى "نعم أنا طالبت بهذا الأمر، وبضرورة التحرك والعمل على صيانة الأمن القومى، مما يتعرض له من تهديدات كثيرة، والمؤكد أن القادة والملوك والرؤساء حين يلتقون خلال القمة سيكون لهم رأى فى كل هذه المسائل، وأنا لا أستطيع أن أستبق القمة وأتوقع ما سينتج عنها من قرارات وكل ما أستطيع قوله، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث فى هذا الأمر بقوة «تشكيل قوة مشتركة» وعموما ستكون هناك مناقشات ومداولات حول هذا الاقتراح، لكن ماذا ستخرج به القمة؟ هذا القرار بيد القادة وحدهم.