بالصور.. الكلاب مش بس للحراسة.. يمكن تربيتها لعلاج واكتشاف الأمراض

عادة ما نقوم بتربية الحيوانات الأليفة فى المنزل، كنوع من التسلية، ونرتبط بها ارتباطا شديدا ونعتبرها أحد أفراد الأسرة لها حقوق وواجبات، ومن أكثر أنواع الحيوانات الأليفة استئناسا فى المنزل هو الكلب بجميع أنواعه، البعض يستخدمه للحراسة، والبعض الآخر يستخدمه كوسيلة تسلية للعب معه فى أوقات الفراغ، ولكن هناك بعض صفات مهمة للكلاب يمكن أن نستفيد منها فى حياتنا الشخصية كل وفق حالته.
يعرفنا سامى خيرى، صاحب مزرعة تربية الكلاب فى مصر، على هذه الصفات ويقول: "بالإضافة إلى الحراسة واللعب، الكلاب تقوم بالعلاج النفسى والبدنى للأفراد دون أن يشعروا، هناك بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، الانتحار، ضعف الشخصية، الخوف، يقوم بعلاجها كلب فصيلته "جولدن ريتريفر".
جولدن ريتريفر
ورغم أنه معروف كأحد أنواع كلاب الصيد، إلا أنه لا يصدر صوتا إلا فى أقصى درجات الخطر، يعطى صاحبه شعورا بالأمومة والأبوة، ويفرض عليه كل مسئولياته، غالبية حركاته تتم بالعين، لديه ولاء لصديقه بصورة غير طبيعية، أثبتت دراسات عديدة فى إنجلترا أنه يفضل استخدامه من قبل الأطباء النفسيين هناك فى علاج الحالات النفسية، وبفضل اقتنائه من عمر 45 يوما وهو فى مرحلة بداية طعامه، حيث إنه يعطى الإحساس الكامل بالأمان والدعم النفسى والمعنوى لأصحاب الحالات النفسية المريضة، ويمتنع عن الطعام فى حالة مرض صاحبة وهو ما يشجع صاحبه على الخروج من حالته النفسية إلى الحياة الطبيعية مع صديقه الجديد.
كوكر الأسبانى
ويضيف: مؤخرا تم اكتشاف أنواع من الكلاب تقوم بعلاج الأورام السرطانية، منها كلب "كوكر الأسبانى"، حيث إنه اكتشف حالة مرض أحد الأشخاص بالسرطان قبل أن يعانى من آلامه الصعبة، وهو الأمر الذى ساعد فى علاجه بصورة أفضل لاكتشاف المرض فى وقت مبكر، وإلى جانب اكتشافه لمرض السرطان، تستخدمه بعض المستشفيات العالمية فى علاج حالات الانتحار الشديدة.
البيجل
الدوتش هوند
وهو الأمر الذى شجع العلماء إلى القيام بإجراء أبحاث وتجارب على أنواع أخرى من الكلاب واكتشفوا أنواع غير "الكوكر الأسبانى" وهم "البيجل، الدوتش هوند" وجميعها نجحت بدون تدريب فى اكتشاف المرض عن طريق الحاسة التى تمتلكها والتى نشأت لديهم منذ طفولتها، واكتشفوا أيضا أن "البيجل" يساعد فى علاج حالات الاكتئاب أيضا، و"الدوتش" فى حالات فقدان الوعى، وهناك بعض المستشفيات العالمية تقوم حاليا بتدريب كلاب كبيرة من نفس النوعيات التى تم إجراء التجارب عليها لاكتشاف أمراض أخرى متعددة.
ويشير سامى إلى أن هناك قرية فى الصين، قامت كلابها البرية بإطلاق أصوات عالية بصورة مستمرة ولم يستطع أهل القرية من إسكاتها، حتى اضطر بعض سكانى القرية من ترك البلدة لفترة قصيرة نظرا لعدم تحمل أصوات الكلاب العالية، وبعدها مباشرة هاجم القرية زلزال عال أدى إلى انهيار كل المنازل فى القرية ومات من كان فيها، فالكلاب البرية الصينية تتمتع بأُذن عالية الحساسية حيث أنهم سمعوا أصوات الموجات وتفكك الطبقات الأرضية السفلية قبل أن تقترب من الطبقات الخارجية.
لابرادور
أما الكلب من نوعية "لابرادور" يفيد فى حالة الشخصيات فاقدى البصر، حيث يقدمه الأطباء فى أوروبا للأفراد المصابين بالعمى لأنه كلب غير عنيف فى حركته، يساعد صاحبه فى عبور الطرق ويضحى بنفسه فى حالة الخطر من أجل صاحبه.
جيرمان شيبرد
الروت فايلر
أما فى حالة فقدان شخص عزيز ينصح الأطباء بتربية كلب "جيرمان شيبرد" لأنه متفاعل يشغل وقت فراغ صاحبه، وينصح بعدم تربية كلب "الروت فايلر" لمن هو ضعيف الشخصية.
ويعلق الدكتور طارق سبروتى، طبيب نفسى وحاصل على دكتوراه فى علم نفس الحيوان من جامعة واشنطن، عندما نتحدث عن استخدام الكلاب فى علاج البنى آدم أو مساعدة على الحياة بشكل أفضل، نرى أمامنا مشاهد أحد الأفلام الأجنبية التى يساعد فيها كلب شخصا فاقد البصر أو يقوم كلب بتنفيذ بعض الوظائف بدلا منه، ولكن ما يقدم فى الأفلام هو واقع العلاج فى الدول المتقدمة، وهناك نوعان من الكلاب هم الأكثر والأوسع انتشارا وهم الكلب المعالج والخدمى، هو كلب يتم تدريبه لتقديم نوع من العلاج النفسى للبشر فى المستشفيات، دار المسنين، المدراس، مناطق الكوارث، ومع الأشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة، والكلب المعالج هو يساعد فى بناء الثقة بالنفس، ويعطى الأمل ويرفع الروح المعنوية للأشخاص، والكلب المعالج لا يكون مدربا على تنفيذ أشياء معينة بدلا من مالكه.
أما الكلب الخدمى يكون مدربا على القيام بمهما معينة بدلا من مالكه كقيادة فاقدى البصر وفتح الأبواب للمشلول وإحضار الأشياء وشراء المشتريات، نريد أن نغير ثقافتنا فى مصر حتى نستطيع العودة إلى الطبيعة فى كل شىء فى حياتنا، الكلاب فى مصر تنحصر فى إطار التسلية والحراسة فقط، رغم أننا نستطيع الاستفادة من باقى إمكانياتها فى حياتنا.