التعليم فى مصر فى العقدين الماضيين اشتدت مساوئه إلى درجة كبيرة جداً ولم نرى أى خطوة لتقويمه إلى الطريق الصحيح، بل كان كل وزير للتعليم يأتى بالعديد من القرارات التافهه، والتى تعد مجرد إثبات لوجوده وكأن كل وزير للتعليم يرى أن وجوده سيكون منعدما على الساحة إذا لم يصدر بعض القرارات التى تدنى من مستوى العملية التعليمية وتثير الجدل حولها. وبالرغم من اختلافى الكامل مع سياسات وأيديولوجيات الدكتور أحمد زكى بدر عندما كان رئيساً لجامعة عين شمس، وأيضاً كنت لا أتفاءل بما ستؤول إليه وزارة التربية والتعليم بعد استلامه لحقيبتها، إلا أننى أعترف أننى كنت مخطئا وأن بدر خالف كل توقعاتى وتوقعات الكثير ممن كان يعرف نهجه الإدارى جيداً بالجامعة. فقد جاء بدر بما يخدم العملية التعليمية حقاً وبما لم أشاهده منذ العديد من السنوات وأصبح يسير على الدرب الصحيح لرفع كفاءة العملية التعليمية فى مصر والحفاظ على هيبة التعليم والمعلم والسلوك التربوى للمعلمين والمتعلمين. أعلم أن الكثيرين يهاجمون خطواته هذه ويحملونه مسئولية الحوادث التى تقع داخل الهيئات التعليمية فى مصر سواء إدارية أو تنفيذية إلا أننى أخالفهم الرأى فى ذلك، فمن المعروف أن الهدم يأخذ وقتاً أقل كثيراً من البناء، كما يقول المثل المصرى"اللى يتبنى فى عام ممكن فى ساعة يكون ركام" وعمليات التخريب مستمره منذ العديد من السنين، ولذا فإن إصلاح العملية التعليمية فى مصر يتطلب الكثير من الوقت بشرط السير فى خطى مستقيمة نحو الإصلاح الفعلى لهذه المنظومة التى يبنى عليها تقدم الأمم والشعوب وتطور المجتمعات ونموها، وليس من الصواب أن نحمل الرجل وزر ما يحدث فى المدارس من مشاجرات وفشل سواء بين الطلاب أو بين القائمين على العملية التعليمية، وكثيراً منهم يتسبب وتسبب من قبل فيما آل إليه النظام التعليمى كله بسبب غياب شئ أصبح نادراً الآن وهو الضمير لدى الكثير منهم. ليس هؤلاء فقط المتسببون فى انهيار العملية التعليمية فى مصر، بل المنظومة الاجتماعية بأكملها تتحمل المسئولية بالتبعية فالأسرة تتحمل جانبا كبيرا وخصوصا من النواحى التربوية داخل المنزل وترسيخ المبادئ لدى أولادهم فى البيت والشارع بجانب الدور التى تقوم به المدرسة. قديماً كنا نتوارى من الشوارع عندما نرى أحد معلمينا بالمدرسة يمر من الشارع وكان التعليم يؤتى ثماره المرجوة، والآن الطالب يضرب المدرس بمطواة ويسبه فى المدرسة وفى الشارع، ولذلك لابد من عدم التهاون مع الطلاب من هذا النوع وأيضاً لابد من عدم التهاون مع المدرس الذى يؤدى بنفسه إلى هذه المرحلة، من عدم احترام وتقدير وإهانه تلاميذه له والبحث عن أوجه التقصير فى كلا من الجانبين وعلاجهما.