الأشخاص الذين يتكلمون عن المصالحة مع الجماعات الإرهابية يعتقدون أنهم فوق الدولة، ولكن فى الحقيقة لا يوجد أحد فوق الدولة بدليل وجود حكومتين داخل سجون طرة، والشعب لا يريد عودة مصر إلى ما قبل 30 يونيو 2013، لأن "الشعب خلاص أسقط الإرهاب وطالب بمكافحتهم"، فالأشخاص الذين يطالبون بالمصالحة عليهم الاستيقاظ من الغيبوبة، لأن مافيش حاجه اسمها إخوان، وتم إدراجهم جميعا تحت مسمى واحد قانونا بناء على طلب الشعب "إرهابيين". لو أحس الإرهابيون ولو للحظة بأن الدولة تفكر، مجرد التفكير، فى التفاوض معهم، سيفسرون ذلك على أنه نجاح للإرهاب وسيتضاعف نشاطهم أضعافا مضاعفة. الدعوة للتفاوض مع الإخوان هى السم فى العسل، ويقصد بها التفاوض مع الشاطر ومحمد بديع وصفوت حجازى ومرسى، وهذا لو تم سيعنى أن اعتقالهم سياسى وأنهم غير مذنبين وأن النظام الحالى تجنى عليهم وأنه اعتراف صريح بالانقلاب على سلطة كانت شرعية!! والنتيجة تبادل الأوضاع، وكأنه لم تكن هناك إرادة شعبية عارمة ضد وجودهم فى السلطة. المنطقى أن تكون المبادرة موجهة للإخوان بأن ما يحدث من جرائم هى محسوبة عليهم وسيدفعون أرواحهم ثمنا لها، وعليهم وقف الإرهاب والاعتراف بأن السلطة للشعب يمنحها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء ولا سلطة ولا شرعية فوق إرادة الشعب، ليذهب إليهم تحت سمع وبصر الدولة ويوصل هذه الرسالة لهم وليسمع رأيهم. تفاوض يعنى طلبات وتنازل، يعنى تعتقد مثلا أن مصر تعتذر لهم، ولا الإفراج عن كل من قبض عليه كان بيفجر أو بيدمر، ولا رجوع مرسى وعشيرته للحكم مرة أخرى، ولا الشعب يترك لهم مصر ويذهب، طيب دماء شهداء الجنود والشباب عند مين؟؟؟؟ طيب نقول إيه للأجيال ده إذا كان فيه أصلا أجيال بعد المفاوضات!!! يعنى إيه مفاوضات مع مخربين وطن وتيتيم أطفاله وترميل نسائه وهدم بنيانه؟؟؟ مع من تتفاوض ؟ مع من؟ مع جمعات تكفيرية إرهابية؟ ولا مع قطر ولا تركيا ولا إيه بالضبط؟، والعيب الأكبر أن تقول أن الدولة الكبيرة تتفاوض، الدولة القوية تفرض القانون والقانون لا يدعم الإرهاب ولا يتخاذل معه، ولا توجد دولة تتفاوض مع الإرهابيين إلا إذا نجح الإرهابيون فى السيطرة عليها، ولا يملك أى مسئول التفاوض مع إرهابيين استحلوا دماء المصريين. لو تسببوا فى مقتل أو إصابة أحد من أهلك هل كنت ستمد يديك إليهم بالصلح؟ إنهم اتخذوا الشعب المصرى كله عدوا لهم ويريدون تركيع الشعب بأكمله وأيديهم ملوثة بدماء أبناء هذا الوطن، أين أنت من دموع أم لم تنم حتى الآن لموت ابنها بسبب هؤلاء؟ فمن يقبل أن يرضخ لمطالب قلة تاجروا بالدين وهددوا مصر وشعبها؟ من يتصالح مع القاتل فهو مشروع قتيل ومن يصافح اليد الملوثة بالدماء فهو ملوث.. حفظ الله مصر وحسبنا الله ونعم الوكيل.