كل يوم نستيقظ علي هجوم إرهابي جبان, يقتل أبرياء, وينفجر السؤال في العقول مدويا كالزلزال: إلي متي؟ الحقيقة الساطعة سطوع الشمس هي أن مصر كلها باتت مستهدفة, وأن مستهدفيها الآثمين إرهابيون, لا دين لهم ولا ضمير. ويخطيء من يتصور أنه سيكون بمعزل عن هذا الخطر. ويجب أن ندرك أن الإرهاب الأسود لن يترك أحدا لأنه طاعون لا يبقي ولا يذر. ولأن الطاعون علاجه الوحيد هو العزل, فينبغي من الآن وصاعدا البدء في عزل طاعون الإرهاب, بعيدا عن دعاوي التخاذل والمهادنة وتطييب الخواطر. وطالما أن المعادلة أصبحت كالتالي: أرواح الأبرياء في كفة وأرواح المجرمين الإرهابيين في كفة, إذن فلتذهب أرواحهم هم إلي الجحيم. من هذه اللحظة, يجب إلقاء القبض علي كل من تسول له نفسه ترويع الآمنين, وكفانا تخاذلا. نحن يا سادة في معركة حياة أو موت. إما نحن أو هؤلاء المجرمون مصاصو الدماء. لم يعد مقبولا ترك طالب يتظاهر في كلية أو جامعة ليعطل بقية زملائه الأبرياء الراغبين في العلم. لم يعد مقبولا السماح لأي خطيب مسجد أو زاوية يقف علي منبر رسول الله نبي الرحمة ليدعو أنصار الإرهاب الأسود للقتل. اوقفوا هذا العبث فورا. وبالنسبة لجهاز الأمن, ينبغي من الآن فصاعدا اتخاذ إجراءات تأمينية غاية في الدقة والانضباط, ولتبدأ أجهزة الأمن في جمع المعلومات بإعداد ملفات عن كل مجرم محتمل, فلم يعد هناك مجال للإهمال, راجعوا رخص كل السيارات في بر مصر, ومن لم تجدوا معه رخصة سارية المفعول صادروها فورا, واعتقلوا صاحبها إلي أن يثبت أنه ليس إرهابيا. اجمعوا هذه الموتوسيكلات والتكاتك التي يستخدمها الأطفال بلا ضابط ولا رابط, كثفوا الحملات علي الأسواق العشوائية واحبسوا المخالفين, وإلا فإنهم سيقتلوننا جميعا. إن الإرهاب الأسود يجد في العشوائية التي تسود حياتنا بيئة حاضنة لأنشطته الحقيرة, فسارعوا إلي تطهير هذه البيئة. يجب تفعيل القوانين وكفاكم أياد مرتعشة. كل وسائل الإعلام والسياسيين والصحف والمثقفين والخبراء يجب عليهم من الآن الانخراط في عملية مجتمعية شاملة للمقاومة, ولنترك مصالحنا الضيقة جانبا, وليجتمع كل عمدة وشيخ قبيلة ومرشح محتمل لأي انتخابات مقبلة برجال قريته أو دائرته, وليبدأ حملة توعية. ولتتوجه الأصابع كلها إلي أي مجرم وتصرخ فيه: لن نسمح لك بقتلنا, أو تيتيم أبنائنا, وترميل نسائنا, حطموا منابع الإرهاب, واكشفوا لنا عن الممولين فورا.. فنحن نموت! الأمر جلل, والمصاب هو شعب مصر كلها, فإلي متي السكوت؟ أم أنكم ضعفاء ولا تستطيعون؟ إذا كنتم كذلك فقولوا لنا حتي نبدأ نحن الشعب الطيب الغلبان في التصرف. يا سادة أن مصر في خطر عظيم فاستيقظوا يرحمكم الله. مطلوب من الحكومة تهيئة الناس للمعركة المحتدمة, في المدارس, والجامعات, والمؤسسات, والشركات, والقطاع الخاص, والأندية, ومراكز الشباب. في الشوارع وفوق الكباري, في دور السينما والمسرح والأوبرا, في كل مكان يجب البدء فورا في حملة شاملة يكون شعارها: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد الإرهاب. انشروا صور الضحايا علي لافتات ضخمة في الطرقات, إقطعوا إرسال المحطات الفضائية والإذاعة, وأعلنوا صور الإرهابيين واسماءهم القبيحة, ممن تخافون؟ من العالم الخارجي؟ وماذا سيفعل لكم العالم الخارجي وبلدكم يغرق؟ إن العالم لا يحترم إلا الأقوياء, وآن الأوان لإظهار قوة الدولة. إن الإرهاب الغادر يستهدف الذراعين القويتين للدولة الجيش والشرطة ويتحداكم.. فعيب علي بقية القطاعات أن تقف تتفرج. كلنا في مركب واحد, وإذا غرقنا سنغرق معا, فيجب أن نتحرك معا. وليكن بمعلوم كل الإرهابيين الجبناء أن مصر محفوظة وشعبها في رباط إلي يوم الدين, فلا تحاولوا إسقاطها. ستفشلون أيها التعساء, وستبقي مصر. لكن الله تعالي قال: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة, ومصر تريد الأقوياء ليحموها من غدر الغادرين.. فهل آن أوان التحرك؟ لمزيد من مقالات راى الاهرام