أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين، أن قضية التغيرات المناخية تعد من أصعب التحديات التى تواجهها المجتمعات البشرية، منوها إلى أن المتضرر الرئيسى من التغيرات المناخية هى الدول النامية. وأوضح "سراج الدين" خلال الاجتماع التى نظمته الليلة الماضية مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائى ومجلة وجهات نظر بعنوان "السياسات العربية لمواجهة التحديات البيئية"، أن هناك أكثر من 2500 عالم يقرون بخطورة التغيرات المناخية، وأنها ناتجة أساسا من البشر وليست الظواهر الطبيعية. وأشار إلى أن الصناعة الوحيدة التى تساند علماء المناخ الداعين لأخذ خطوات جديدة لمكافحة التغيرات المناخية، هى شركات التأمين التى ارتفعت كلفة ما تدفعه لعملائها نتيجة الأضرار الناتجة عن المناخ، مضيفا أن التغيرات المناخية تؤثر فى العديد من المجالات، ومنها التنوع الحيوى البيئى وتوافر المياه والغذاء وغيرها من التأثيرات البيئية الخطيرة التى تهدد أمن الإنسانية. وقال إن تقارير العلماء فيما يتعلق بقضية تغير المناخ منذ عام 1991 حذرت من العديد من المخاطر منوها إلى أن معدل ارتفاع منسوب مياه البحر كان 1.8 مللى خلال الثلاثين عاما الماضية بينما أصبح فى العشر سنوات الأخيرة يرتفع بمعدل 3.1وهو مايشكل خطورة على سكان المناطق الساحلية خلال الأعوام القادمة. وأشار إلى أن توقعات التقارير التى كانت تصدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، كانت أفضل كثيرا مما يحدث على أرض الواقع حاليا. يذكر أن سلسلة الحوارات حول تقارير التنمية الإنسانية العربية بدأت فى بيروت فى يوليو من العام الماضى عقب صدور المجلد الخامس من سلسلة تقارير التنمية الإنسانية من أجل إتاحة الفرصة لعدد كبير من صانعى القرار، وقادة الرأى وهيئات المجتمع المدنى لتفحص القضايا التى تطرحها التقارير وتدارس ما قد تثيره من أفكار وخيارات للتعامل وقضايا أمن الإنسان فى البلاد العربية. ويركز حوار الإسكندرية هذا العام على التحديات البيئية المختلفة التى تهدد أمن الإنسان فى المنطقة من طغيان متوقع للماء يهدد بغرق سواحل المتوسط وزيادة التصحر.
