بعد أيام قليلة يتم تنفيذ الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، وأدعو الله أن يمن على مصر وعلينا جميعًا بكرمه وفضله ويكمل هذا الاستحقاق على أكمل وجه كالاستحقاقين الآخرين. فقد أثبت الشعب المصرى للعالم كله وللجميع أنه على قدر عالٍ من تحمل المسئولية، ووقتها لن يستطيع أحد أن يخرب أو يدمر فى أرض الوطن، فالكل سوف يعمل بجد وإخلاص للحفاظ على مصر وأرضها وأيضا على المكانة التى وصل إليها بجده وتعبه وسيحاول الحفاظ على كرسيه الذى وصل إليه بعد تعب وعناء وسيثبت للجميع أنه يستحق هذا الكرسى الذى يجلس عليه ويعمل جاهدا كى يعلو اسم مصر وتعلو مكانتها بين الأمم. وليطمئن الجميع فإن لمصر رجالا مخلصين محبين لها وهم كثيرون والحمد لله وما علينا إلا أن نطالب المخلصين منهم ممن أثبتوا إخلاصهم لمصر فى الفترة السابقة بعد ثورة 30 / 6 بأخذ أماكنهم فى مجلس الشعب ويلبوا نداء الوطن والواجب من أجل مصر فهى تستحق منا بذل الجهد والتعب من أجل النهوض بها والحفاظ عليها من أجل شعبها وأبنائها والحفاظ على كرامتهم وحرياتهم. وأود أن لا أرى صراعا من أجل الحصول على كرسى الحكم ولكن صراعا من أجل مصر والحفاظ عليها وتسابق من أجل أن تكون مصر فى مقدمة الدول العظمى ولما لا؟ فمصر غنية برجالها المخلصين لها والمحبين والعاشقين لترابها، ويجب أن يكون من يجلس على هذا الكرسى على قدر كبير من تحمل المسئولية وأن يكون جديرا به وألا يسعى هو جاهدا للحصول على هذا المنصب إلا إذا رأى أنه يقدر على تحقيق آمال مصر فى تلك الفترة العصيبة والارتقاء بمصر ورفع شأنها. وأود أن أرى الناس هى من تطلبه وتشجعه لقدرته على تنفيذ أحلامهم ورغباتهم، وأن يكون رجلا بمعنى الكلمة ولا يشترط أن يكون غنيا كى يمثل هذا الشعب ولكن ينبغى أن يكون رجلا صالحا يشعر بآلام الناس ومعاناتهم ويجد فى نفسه القدرة على الوصول إلى حلول مناسبة لها. وأدعو الله أن يوفق مصر وشعبها فى اختياراتهم لمن يقود أمتهم ومن يمثلهم فى هذه الفترة العصيبة من حياة هذه الأمة، أعانهم الله جميعا وأعان رئيس مصر وثبت أقدامهم جميعا لما فيه الخير والصلاح والفلاح لهذه الأمة. الخير فى أمتنا ونحمد الله على أننا نملك وطنا فإذا كنا نملك وطنا فهناك دائما أمل قال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{26} آل عمران.