اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحاضر في ندوة بجامعة سوهاج    سعر الدرهم الإماراتي بالبنوك أمام الجنيه اليوم السبت 11-5-2024    البيت الأبيض يستبعد وصول مستوى العمليات العسكرية في رفح لمرحلة الهجوم البري    ريال مدريد يتأهب للاحتفال بلقب الليجا أمام غرناطة    «الأرصاد»: طقس السبت حار نهارا.. والعظمى بالقاهرة 30 درجة    غدا.. "الشيوخ" يناقش خطط التوسع بمراكز التنمية الشبابية ودور السياسات المالية لتحقيق التنمية الاقتصادية    إيجابية نتيجة تحليل المخدرات لمطرب المهرجانات عصام صاصا وقرار جديد ضده    مصرع سيدة سقطت من شرفة منزلها أثناء نشر الغسيل لجرجا سوهاج    عمرو أديب: "لعنة مصر" هي الموظفون    تفاصيل إحالة 10 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيق العاجل في أسيوط (صور)    ابن امه، أصغر أنجال ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري بعد تدخل ميلانيا    بعد تعاونهما في «البدايات».. هل عاد تامر حسني إلى بسمة بوسيل؟    إصابة 10 أشخاص في تصادم ميكروباص مع سيارة نقل بالطريق الدائري (صور)    تعليق صادم من جاياردو بعد خماسية الاتفاق    موعد مباراة توتنهام أمام بيرنلي في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    الحماية المدنية تسيطر على حريق جراج بأبو النمرس    بوكانان يوقع على هدفه الأول مع إنتر ميلان في شباك فروسينوني    780 جنيها انخفاضًا ب «حديد عز».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو 2024    شاروخان يصور فيلمه الجديد في مصر (تفاصيل)    بكام سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية السبت 11 مايو 2024    حركة القطارات | 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 11 مايو    قوات الاحتلال تقتحم بلدة عصيرة وقرية قوصين في محافظة نابلس    المفتي يحسم الجدل حول حكم الشرع بإيداع الأموال في البنوك    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام نوتينجهام فورست    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    التعليم العالي تعلن فتح برامج المبادرة المصرية اليابانية للتعليم EJEP    عمال الجيزة: أنشأنا فندقًا بالاتحاد لتعظيم استثمارات الأصول | خاص    في أقل من 24 ساعة.. «حزب الله» ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    " من دون تأخير".. فرنسا تدعو إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية في رفح    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    اليوم.. نظر محاكمة 35 متهما بقضية "خلية الاتجار بالعملة"    ثنائي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية: التاريخ يذكر البطل.. وجاهزون لإسعاد الجماهير    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    باليه الجمال النائم ينهى عروضه فى دار الأوبرا المصرية الاثنين    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائب اللبنانى أنطوان زهرا فى حواره ل"اليوم السابع": لبنان تعتمد وثيقة الأزهر ضمن الأدبيات السياسية.. نعانى من وجود دويلة إيران اسمها حزب الله.. ويؤكد: الحزب تحول إلى وكيل طهران لإدارة الشأن السورى

نسعى لإظهار الصورة الحقيقية والفعلية للشريك المسلم ومواجهة التضليل الإعلامى الذى يصور قلة ضالة تعتمد التكفير كأنها تعبر عن الإسلام .
نتفق مع شيخ الأزهر بأن إيران تعتمد قوميتها الفارسية وتتغطى بالغطاء الشيعى لتغزو العالم العربى لتصدير ثورتها .
الرئيس برى غير قادر على تليين موقف عون أو حزب الله لحل أزمة الرئاسة اللبنانية
ظهر الثلاثاء الماضى استقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفدًا من حزب القوات اللبنانية، فى لقاء هو الأول بين الجانبين، حيث جرى النقاش الوضع فى لبنان، ووثيقة الأزهر التى أعلنها الإمام الأكبر فى يونيو 2011، كاقتراح لتنظيم "مستقبل مصر فى الفترة القادمة" بتحديد علاقة الدولة بالدين وبيان أسس السياسة الشرعية الصحيحة، فهذه الوثيقة يعتبرها عدد كبير من اللبنانيين ومن بينهم حزب القوات اللبنانية ضمن الأدبيات السياسية اللبنانية.
النائب اللبنانى أنطوان زهرا
وفد القوات اللبنانية ضم خمسة أعضاء وهم النائب بالمجلس النيابى اللبنانى أنطوان زهرا، ومدير عام أذاعة لبنان الحر انطوان مراد، والمسئول عن التنشئة السياسية بالحزب أنطوان حبشى، والمديرة الإعلامية لمكتب رئيس الحزب انطوانيت جعجع، ورئيسة جهاز تفعيل دور المرأة بالحزب المحامية مايا الزغرينى، واطلع من قبل شيخ الأزهر على تجربة البيت المصرى الذى يجمع عنصرى الأمة المصرية ويعمل على إشاعة علاقة التآخى وترسيخ قيم المواطنة ويتصدى لثقافة التوتر واستغلال الدين فى إشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
الحزب اللبنانى قال إن اللقاء مع شيخ الأزهر الذى استمر ساعة ونصف جاء بعد سلسلة اتصالات فى إطار مبادرات حزب القوات اللبنانية لتعزيز الحوار الاسلامى_المسيحى لمواجهة التحديات الراهنة، حيث قدم وفدُ القوات هديتين لشيخ الأزهر عبارة عن كتابين، الأول كتاب "سمير جعجع: حياة وتحديات" لندى عنيد والثانى كتاب "المجمع البطريركى المارونى" الصادر عام 2006. كما أهدى فضيلة الشيخ الوفد الكتاب الصادر عن الأزهر الشريف حول المؤتمر الإسلامى المسيحى الذى دعا إليه الأزهر بعنوان:" مقالات وتوصيات".
النائب اللبنانى أنطوان زهرا فى حواره لليوم السابع
"اليوم السابع" التقت النائب انطوان زهرا الذى تحدث عن اللقاء وما دار به من تفاصيل، فضلا عن ما تواجه لبنان حالياص من تحديات.. وإلى نص الحوار....
بداية كيف كان لقاؤكم مع شيخ الأزهر؟
بعد مقدمة قامت بها الزميلة أنطواتيت جعجع مدير المكتب الإعلامى للدكتور سمير جعجع، تم تحديد موعد لوفد من حزب القوات اللبنانية لزيارة فضيلة شيخ الأزهر، وقد فوجئنا لدى زيارتنا رغم المقدمات الجيدة من البيانات الصادرة ووثيقة الأزهر الشهيرة التى نعتمدها ضمن الأدبيات السياسية اللبنانية فوجئنا بشخصية الدكتور أحمد الطيب السمحاء المنفتحة والقريبة من القلب بثقافته المعروفة، فهو شخص يتحدث بثقافة عالية ومنفتح ولديه إنسانية راقية والتزام بالقيم السماوية والإنسانية .
وخلال اللقاء كان هناك اتفاق كبير فى وجهات النظر حيال القضايا التى تواجهها المنطقة العربية، واستعداد للتفاهم على خطوات مواجهة التحديات التى تتعرض لها المنطقة والوطن العربى، وأعظمها هذا التضليل الاعلامى الذى يصور قلة ضالة تعتمد التكفير ورفض الآخر، وكأنها تعبر عن الديانة الإسلامية خاصة الطائفة السنية الكريمة.
جانب من الحوار
وبالطبع قام شيخ الأزهر بخطوات كبرى من جهته ظهرت فى الإعلانات والبيانات الصادرة عن الأزهر، لكنه خلال اللقاء وضعنا فى جو مشروع البيت المصرى الذى أسس بالتعاون مع الطوائف المصرية المختلفة من أجل تطبيع التعاون ونبذ ورفض العنف من أى جهة، وتأكيد دور الدولة ومرجعيتها ومحوريتها بالإضافة إلى مؤسساتها الدستورية والعسكرية فى إدارة الشأن العام فى مصر كما فى كل دولة أخرى على حدة.
بالمحصلة كانت زيارة شرفتنا وباركتنا وفتحت أمامنا مجالاً أوسع للتعاون المستقبلى والتواصل الدائم بيننا وبين مشيخة الأزهر .
تحدثت على أن وثيقة الأزهر باعتبارها من الأدبيات السياسية فى لبنان، ماذا تمثله الوثيقة لكم كحزب قوات وللبنان ككل ؟
الأهمية القصوى تتمثل فى المبادئ التى أعلنتها هذه الوثيقة فى تأكيد الصفة المنفتحة والمعتدلة للدين الإسلامى ونظرته إلى الحياة والاستقرار المجتمعى المنشود، وإلى الولاء للدولة بشكل أساسى وإلى نبذ العنف وهو هًم أساسى لدينا، خاصة فى ظل السعى الحثيث والمسعور لدى المحور الذى يسمى نفسه محور الممانعة الذى يضم إيران وأذرعها فى الشرق الأوسط الممتدة من اليمن والبحرين على العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة، والذى يحاول شيطنة الإسلام السياسى خاصة الإسلام السنى، وتصويره كأنه منغلق ويرفض الآخر ويعتمد العنف ولغة التكفير لكل من لا يرأى رأيه.
هذا الخطاب المعتدل والوثيقة الصادرة عن الأزهر والتى تعترف بالآخر وتتمنى الخير للآخر وتمارس الاعتدال انطلاقاً من أن الإسلام دين الرحمة ودين السماحة تساعدنا على تسفيه هذه الادعاءات التى تجد صدى لدى المواطن العادى غير المطلع، وتجعله فعلا يتخيل أن حزب الله وإيران يحميانه ممن يستهدفوا أمنه وسلامته .
تتحدث عن تحسين صورة الإسلام وأنتم بالأساس حزب مسيحى؟
القوات اللبنانية ليست حزباً دينيا وإنما هو حزب يؤمن بالدولة العلمانية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وحزب يؤمن بالمواطنية الحقة، وهذا الحزب يؤمن بهذا الوطن وتركيبته القائمة على الشراكة بين الأديان والتوازن والتعاون بين الأديان، وبالتالى لا نرى لحزبنا ولا لوطننا هوية إلا فى التنوع، وما يخدم هذا التنوع هو الشراكة والحوار الفعلى بين الأديان، وبالتالى أنا أفتش عن إظهار الصورة الحقيقية والفعلية للشريك المسلم فى لبنان وفى كل العالم العربى، خاصة أننا فى لبنان لدينا تجربة حديثة بعد اغتيال الرئيس الحريرى عام 2005، هذه التجربة أرست المصالحة النهائية بين الوطنية والعروبة، بين المسيحى اللبنانى وعروبته وبين المسلم اللبنانى ووطنيته، وأرست مفهوم أن الوطنية اللبنانية لا تناقض العروبة، لذلك تم إطلاق شعار لبنان أولاً تأكيداً على أنه حينما أحافظ على وطنى أولا فإننى أحافظ على المنطقة ككل، وهذا المفهوم بحاجة إلى تلميع الصورة الفعلية لهذا الشريك المسلم فى لبنان والوطن العربى.
هل دعوتم شيخ الأزهر لزيارة لبنان؟
نحن حزب ولا نمثل كل لبنان ولا نمثل الحكومة اللبنانية واحترامنا لموقع الأزهر الشريف يمنعنا أن نحاول دعوته على جزء من لبنان.. بالطبع سيكون ضيفاً عزيزاً على كل لبنان وسنكون أول المرحبين به والمستقبلين، ولكن لن نورط مشيخة الأزهر بزيارة خاصة إلى لبنان فهذا لا نرغب فيه .
كيف كان الحديث بينكم وبين الدكتور أحمد الطيب حول إيران وتدخلاتها بالمنطقة؟
لاشك أنه اتفق الرأى جيداً بيننا على أن إيران تعتمد قوميتها الفارسية وتتغطى بالغطاء الشيعى كى تغزو العالم العربى، لتصدير ثورتها وتشغيل جماعاتها مثل حزب الله الذى هم جزء لا يتجزأ من الحرس الثورى الإيرانى، وبالتالى لسنا مغشوشين فى إيران، فهى تسعى لإعادة إنتاج الإمبراطورية الفارسية بغطاء الدين الإسلامى بصيغته الشيعية، لذلك ورغم المظاهر الخادعة بأن الصراع سنى شيعى، فالواضح تماماً أن الصراع تخوضه إيران الفارسية ويخوضه الفرس فى وجه كل العرب والمسلمين بكل فئاتهم .
إيران الآن لها أذرع كبيرة والذراع القوى الآن هو الحوثيون باليمن، ما تأثير ذلك على الوضع فى لبنان؟
لا شك أننا فى لبنان نعانى من منع الدولة، ومن القيام بدورها والقيام بسلطتها نتيجة وجود دويلة إيران فى لبنان اسمها حزب الله والتى يفاخر أمينها العام أنه جندى فى جيش الولى الفقيه، ولا شك أن هذه أكبر معاناة ومواجهة نخوضها فى لبنان لإنهاء سيطرة وهيمنة هذه الدويلة التابعة لإيران.
الصراع لم ينته بعد، ولكن باعتقادنا أن تشتيت الجهد عند كل فريق وحمله أكثر مما يحتمل من مسئوليات هى المقدمة الفعلية لنهايته العملية.. حزب الله عندما يصبح متصديا للدفاع السورى فى وجه شعبه، والادعاء بمواجهة التكفير فى لبنان وسوريا ومعروف أنه يشارك بخبراء فى اليمن والعراق والبحرين، ولا أظن أن بإمكانه تحمل هذه الأعباء والتبعات ويستمر كما هو عليه من هيمنة بالداخل اللبنانى.
تقول كل ذلك عن حزب الله رغم أن هناك حوارًا انطلق بين تيار المستقبل والحزب؟
هذا الحوار أظرف ما فيه أن حزب الله اشترط ألا يتم التطرق خلاله لا إلى تدخله فى سوريا أو استمراره فى حمل السلاح بالداخل اللبنانى، ولا إلى حتى تسليحه بما يسمى بسرايا المقاومة وهم مجموعات مسلحة تابعة لحزب الله تأتمر بأوامره فى غالبية المناطق اللبنانية، والمؤسف أن تيار المستقبل لخدمة الاستقرار الداخلى وتخفيف التشنج السنى الشيعى بلبنان اضطر للقيام بهذا الحوار دون التطرق إلى المواضيع الأساسية التى تمس جوهر وجود الدولة التى هى سلاح حزب الله وتدخله فى سوريا .
هل هو حوار شكلى أم هدفه التوصل إلى حل لأزمة الرئاسة ؟
حزب الله لا يدعى أنه سيحل أزمة الرئاسة، فنحن بالأساس نتحدث عن أزمة الرئاسة لكن حزب الله أكد منذ عدة أيام أن مرشحه هو العماد ميشيل عون وأن أى حديث عن الرئاسة يجب أن يكون مع عون، برغم أن الرئيس نبيه برى الذى شجع على الحوار ودفع الاستقرار إليه قال إن البند الثانى على طاولة الحوار بعد هو رئاسة الجمهورية، لكن طرف أساسى فى الحوار وهو حزب الله يقول إنه لن يتكلم عن رئاسة الجمهورية لأنها عند عون .
حديثكم عن قوة إيران هل يدفعكم للتحاور مباشرة معها؟
برغم معرفة الجميع بالواقع، لكن هذا حوار داخلى لبنانى ولن نطلب من الإيرانيين أن يشاركوا فى الحوار .
لكن الإيرانيين يتحدثون عن تواجد أطراف عربية فى الأزمة اللبنانية فلماذا لا تتواجد إيران؟
لبنان كانت أول تجربة لتمدد النفوذ الإيرانى خارج إيران، ففى عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد كانت إيران توافق على النفوذ السورى لأن الرئيس الأسد كان له دور إقليمى كبير، وكان يخدم السياسة الإيرانية مع الحفاظ على السيادة السورية، وكانت إيران توافق أن يكون الأسد هو وكيلها بالتعاطى مع حزب الله بلبنان، لكن بعد وفاة حافظ الأسد ومجىء وريثه بشار الأسد وظهور أنه شخص لا يتمتع بصفات والده، تحولت الإدارة المباشرة لحزب الله إلى إيران، والعكس يجرى اليوم فربما يكون حزب الله موكل من إيران بإدارة الشأن السورى، ولاشك أن هذه موضوعات على المدى الاستراتيجى متداخلة جدا وصعبة وتخلق سلسلة من الأزمات، وأعتقد أن أحد أسباب تحول الثورة السورية إلى المنحى المسلح أو تحولها إلى حرب مذهبية هو تدخل حزب الله السافر فى الأزمة السورية، بحجة حماية بعض الشيعة اللبنانيين المقيمين بسوريا وبعد ذلك بحجة حماية المزارات الدينية وآخر حجة هى مواجهة التكفيرين وحماية الحدود.
والمؤكد لدينا أن الأمن اللبنانى لم يتعرض للاهتزاز وخطر تعاظم الفكر المتطرف إلا كرد فعل لتدخل حزب الله فى سوريا، وعلى استفزاز مشاعر بقية اللبنانين باستكبار الحزب عليهم .
ما هى الخطوة التى يمكن تقديمها من جانب القوات اللبنانية لتسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية؟
القوات اللبنانية دخلت انتخابات رئاسة الجمهورية لمسئولية وطنية بالدرجة الأولى، فمع إعلان الدكتور سمير جعجع الترشح وتبنى ترشيحه من جانب قوى 14 آزار التى تشكل غالبية شعبية ولو بسيطة فى لبنان، لكن انقسام المجلس النيابى الحاد وتمركز النائب وليد جنبلاط وكتلته فى منطقة الوسط الرمادية منع تكوين غالبية لفوز مرشح 14 آزار بالغالبية، وفى تلك المرحلة كانت القوات اللبنانية منذ اللحظة الأولى تقول إن الدكتور جعجع مرشح للانتخابات الديمقراطية وليس مرشح تعطيل الانتخابات.
كما أثبتت القوات القول بالفعل من خلال مواظبتها على حضور كل الجلسات التى تم الدعوة إليها لانتخاب الرئيس، ولاحقًا أطلق الدكتور جعجع أكثر من مبادرة، واحدة منها دعوة العماد عون أما أن يسمى كل منهما مرشحًا ويتنافسان ديمقراطيا فى الهيئة العامة للمجلس النيابى، أو الاتفاق على مرشح أخر بخلافهما يتمتع بمواصفات معقولة ويرضى كل الأطراف اللبنانية، لكن كل هذه المقترحات قوبلت بالتجاهل أوالرفض، إلى أن قال الدكتور جعجع إنه مستعد للذهاب مشيًا إلى العماد عون للتفاهم على الرئاسة ورد عون "أهلا وسهلاً"، وهذا ما أطلق حوارًا بين تيار عون وبين القوات اللبنانية.
لكن هذا الحوار يتحدث حتى الآن فى كل شىء إلا فى مسألة الرئاسة اللبنانية لأنه لازالنا فى المربع الأولى لدى العماد عون وهو تمسكه بحقه الشخصى بالترشح والوصول إلى رئيس جمهورية ورفضه تأمين النصاب القانونى بالمجلس النيابى إذا لم يتأكد من انتخابه هو وحيداً للرئاسة.
كيف سنخرج من هذه المعضلة؟
الخروج إما بتغيير المعطيات الإقليمية وصولاً إلى الايعاز لحزب الله بالتراجع عن تسليم هذا الملف إلى العماد عون وحيداً، فيبلغوه آنذاك أنه "يا جنرال ما عاد باستطاعتنا الاصطفاف خلفك فى موضوع الرئاسة، وعلينا أن ننزل للمجلس النيابى لانتخاب رئيس"، أو أن يقتنع العماد عون شخصياً باستحالة وصوله للرئاسة فيسهم فى السعى إلى التفاهم حول شخصية أخرى وهذا ليس شيئاً مستبعداً حتى الآن .
هل ممكن يتراجع جعجع وليس عون؟
الدكتور جعجع مستعد للتراجع بالتزامن مع العماد عون، أما أن يتراجع ويترك العماد عون وحده فى الساحة فأظن أن هذا شىء ليس ملك الدكتور جعجع وحده لأن خلفه حزب وتكتل سياسى يجب أن يناقش هذا الأمر، كما أننا عرضنا أكثر من مرة أن يعلن العماد عون موقفاً واضحاً من التداخل فى سوريا ومن سلاح حزب الله، وإذا كان مرضياً للرأى العام اللبنانى فلا مانع لدينا من انتخابه، أمام أن نسهم فى انتخاب رئيس يعلن جهاراً أنه يؤيد استمرار حزب الله فى حمل السلاح ولا يمانع من تدخل حزب الله فيما يجرى فى سوريا واستجلاب ردود الفعل على الداخل اللبنانى فهذا بالنسبة لنا موضوع ليس مطروحاً للمناقشة .
هل تحتاج لبنان لطائف جديد؟
لا أطن أننا نحتاج لطائف جديد، لأن اتفاق الطائف يبقى بالنسبة لنا الحل الوحيد المتاح لكل الأزمات المحيطة بنا، فتقاسم السلطة والتفاهم على انتقال سلمى للسلطة هو ما تحتاج إليه العراق وسوريا واليمن وليبيا، والدول التى تعانى من أزمات نتيجة التنوع الداخلى، فنموذج الطائف هو النموذج السياسى الحضارى الذى يجب أن يطرح لحل كل الأزمات التى يكون سببها التنوع داخل الوطن الواحد .
ونحن لسنا بحاجة إلى شىء أكثر من اقتناع مكونات المجلس النيابى اللبنانى بالنزول إلى المجلس لانتخاب الرئيس بعد تأمين النصاب الدستورى تطبيقا للدستور والقانون .
هل هذا دور نبيه برى رئيس المجلس؟
الرئيس برى يواظب على الدعوة والحضور هو وكتلته إلى المجلس النيابى، وبالتالى يسعى مع الجميع لكن ليس قادراً على تليين موقف العماد عون أو حزب الله الذين يعطلون العملية حتى الآن .
رغم أن برى فاعل أساسى فى العملية السياسية ؟
فاعل لكن ليس إلى حد إلزام حزب الله والعماد عون بما يجب أن يحدث .
كيف تنظر للدور المصرى تجاه ما يحدث فى لبنان؟
مصر مرت بظروف قد يكون كثير من العوامل الخارجية تكاتفت لتوريطها فى مشاكل داخلية من أجل كسر التوازن على صعيد الساحة العربية، لأن مصر دورها محورى بالعالم العربى، وعندما تغيب مصر تترك الساحة للصغار والعابثين والمغامرين، وبالتالى كانت مصر بعد الثورة بعيدة عن هموم الآخرين ومنصرفة لمعالجة مشاكلها الداخلى، واليوم نشكر الله أن الأمور استقرت أخيراً وعادت اللعبة إلى أصولها الدستورية، وأن الشعب حسم خياره وأن فيه سلطة وجيش وثقة وتفاهم وطنى داخلى رغم ما يجرى من حاولات للعبث بالأمن لكن لن تؤثر على مصر وعظمتها وتاريخها.
اليوم نحن نأتى إلى مصر ونتصل بالأخوة المصريين على الصعيدين الدبلوماسى والسياسى لمعرفتنا أنه لن تستقيم الأمور بالعالم العربى إذا لم يعد لمصر دورها الطبيعى على صعيد تأمين التوزان وانتظام العمل الإقليمى ويعود كل واحد لحجمه الطبيعى .
ونحن نتطلع بتفاؤل وأمل لاستعادة مصر تدريجيا لدورها، وهى اليوم عادت إلى العرب وإلى فاعليتها، لكن ليس بشكل كامل ونتطلع إلى استكمال إعادة إنتاج الدور التقليدى لمصر لأنه عندها يمكن الحديث عن الاستقرار المأمول بالمنطقة العربية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.