عبد المنعم الشحات: السلفيون حريصون على الاستقرار.. ومنهجهم مرن

قارن الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، بين منهج السلفيين وجماعة الإخوان، مشيرا إلى أن السلفيين ينتهجون مبدأ المصلحة والمفسدة، ويتمتعون بمرونة عالية.
وقال الشحات فى بيان على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، إن من المسائل التى تبدو عصية على فهم البعض فى المنهج السلفى هى النقاء المنهجى الذى يظن من يطلع عليه للوهلة الأولى أن من يعتقده فلن يقيم وزنا لأى شىء آخر، وربما أكد هذه النظرة بعض التصرفات التى ينتسب أصحابها إلى السلفية.
وأضاف المتحدث الرسمى للدعوة السلفية أن هذا المنهج يتمتع بمرونة عالية جدا فى شأن التطبيق العملى إذا تعارض مع ما هو أولى منه بما يعرف ب"قضية المصالح والمفاسد"، والتى لا نكون مبالغين إذا قلنا إنها القاعدة الأم فى باب السياسة الشرعية.
وذكر البيان أن أكبر مثال على ذلك موقف السلفيين من دولهم وحرصهم على استقرارها رغم أن الأمر ومنذ انتهاء الخلافة الراشدة لا يخلو من مخالفات ازداد منحناها فى الجملة إلا فى فترات نادرة من التاريخ، والتى سار فيها المنحنى فى اتجاه آخر حتى كان قمة هذا التباين بينهم وبين الدولة العثمانية؛ ومع هذا كانوا هم من بقى مدافعا عنها وهى تحاربهم حتى سقطت بسبب ما أنكره عليها السلفيون من بدع وانحرافات.
وتابع الشحات: "ثم كانت الدولة الحديثة فازدادت الغربة وتعمقت، ومع هذا بقى ميزان "المصلحة والمفسدة" حاكما لموقف السلفيين من دولهم، ولعل التجربة الأهم فى هذا هو ما يمكن أن نطلق عليه "المحنة السلفية الأولى"، كما أن هناك من الجماعات من يعدد محنه مع الأنظمة فى العصر الحديث، ولأن السلفية أسبق فقد كانت محنتها أسبق أيضا وأرست فيها قواعد بقيت نبراسا فى كل الفتن التى تلتها حتى وإن كانت لا تماثلها فى الشدة".
واستطرد الشحات: "أعنى بتلك المحنة السلفية الأولى محنة الإمام أحمد رحمه الله تعالى؛ إذ هى السابقة الأولى فى تاريخ الإسلام التى تتبنى فيها الدولة وأجهزتها مذهبا مخالفا لأهل السنة، بل وتمتحن العلماء والعامة فى هذا المذهب ثم تمارس تمييزا وإقصاء ضد كل من تمسك بالسنة، وتعذب وتؤذى رموز السنة أملا منها فى اقتلاع ذلك المذهب الذى يستند إلى أصول راسخة وقواعد شعبية رأى الخليفة المأمون أنه لابد من إجبارهم على المذهب الفلسفى المعتزلى الذى أوقع فيه نفسه".